أطباء بلا حدود تتابع الاضطرابات النفسية للاجئين الفلسطينيين في لبنان
في مخيم برج البراجنة للاجئين الفلسطينيين في لبنان تقوم منظمة "أطباء بلا حدود" بمتابعة الحالات المرضية لسكان المخيم بعد أن تبين لها الاضطرابات النفسية القوية التي يعاني منها اللاجئون.
من هؤلاء محمد حمزة، وهو شاب فلسطيني في العشرين من عمره، كاد أن يقضيَ على مستقبله وحياة زميله في المعهد بعد أن انتابته نوبة غضب حاول فيها ضربَ صديقه بكرسي ورميَه من الطابق الثاني.
بعد ستة أشهر تقريباً من ذلك الحادث تغيّر سلوك محمد بعد جلسات العلاج النفسي التي تقدمها مجاناً منظمة "أطباء بلا حدود" في مخيم برج البراجنة للاجئين الفلسطينيين.
يقول محمد: "كانت تصرفاتي طفولية. أصرخ بصوت عال وعلاقتي مع أهلي كانت سيئة. عندما بدأت بالعلاح تحسنت علاقتي مع والدي وأصبحنا صديقيْن. قبلاً كنت شخصاً غير مرغوب فيه، اليوم الناس تحب تصرفاتي لأني أصبحت متزناً ورزيناً، ولا آخذ أي كلمة تقال في حقي على محمل الجد".
تتابع منظمة "أطباء بلا حدود" عن كثب الحالات النفسية لسكان هذا المخيم بعد أن تبيّن لها من خلال دراسة ميدانية أن ثلث عدد السكان فيه يعاني من حالات اضطراب نفسي.
يقول رئيس البعثة إلى لبنان فابيو فورجيوني إن "49% من الذين تم استجوابهم لم يذهب إلى معالج نفسي أو طبيب نفسي إما لأنهم لا يدركون أنهم يعانون من اضطراب نفسي وإما لأنهم لا يعلمون بتوافر الخدمات العلاجية. معظم الحالات التي تم تشخيصها في مخيم برج البراجنة تأتي في نطاق الاكتئاب النفسي، يليها القلق، واضطرابات نفسية أخرى بدرجات متفاوتة".
بينما تشرح المعالجة النفسية في المنظمة، هلا يحفوفي، عن وجود "هناك 4 أنواع من العلاج، هي العلاج الفردي الفردي individual therapy، العلاج ضمن العائلة، وعلاج المجموعات group therapy، وأيضاً العلاج الثنائي أي بين الزوج و الزوجة أي couple الاضطراب النفسي، وإن كان حالة نفسية لا تعرف فرقاً بين جنسية أو انتماء جغرافي، إلا أن نسبته تبدو عالية في صفوف من أبعد عن أرض الوطن ويعيش في زواريب ضيقة وسط ظروف صحية وبيئية دون المستوى المقبول، ولا يتمتع بحقوقه المدنية والاجتماعية".