القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الجمعة 29 تشرين الثاني 2024

تقارير إخبارية

أطفال غزة.. كيف يرونها بعيونهم

أطفال غزة.. كيف يرونها بعيونهم


السبت، 13 حزيران، 2015

في حي التفاح شرق مدينة غزة، اختار فريق رسامين من غزة وآخرين أجانب جدران وأبواب منازل ومحال لرسم عيون لأطفال عانوا من الاعتداءات الإسرائيلية.

"أنا أراك .. هل تراني؟" عبارة تكررت على رسوم لمُقل عيون الأطفال، وتنوعت ملامح رسوم العيون التي نظمها فريقApt Art"" للفن التشكيلي ما بين الحزن والفرح وحب الحياة والأمل.

الفريق الفني المختلط يضم ألمانيًا وأمريكيتين، إضافةً إلى الفنانين أنور يحي وحمزة منصور، وهم يعملون ضمن مشروع بتنفيذ من مؤسسة "ميرسي كور" الدولية وبالشراكة مع مركز كينونة للعلاج النفسي عن طريق الرسم والفن للأطفال في المناطق المدمرة.

وكان 547 طفلاً دون سن الـ 18 استشهدوا وأصيب أكثر من ثلاثة آلاف منهم خلال عدوان الصيف الماضي، وأشار أخصائيون في العلاج النفسي إلى أن الأطفال في قطاع غزة يعانون صنوف الآلام النفسية والعضوية.

ويستهدف المشروع 30 طفلاً في منطقة حي التفاح من كلا الجنسين بفئة عمرية ما بين 12-14 عامًا.

ويقول منسق المشروع هاشم الصفدي إنه تم عقد جلسات تفريغ نفسي لمدة أسبوعين للأطفال المتضررين من العدوان بحضور أخصائيين لتفريغ مشاعرهم في رسوم على الجدران وترجمة بعضٍ من مشاعرهم بعباراتٍ بريئة.

ويعمد الرسامون إلى التقاط صورٍ فوتوغرافية لعيون الأطفال الذين خضعوا لبرنامج التفريغ النفسي ثم يرسمونها على الجدران بمساحة ستة أمتار مربعة للرسم الواحد.

يشير الصفدي إلى أن فريقه تمكن من رسم سبع لوحات جدارية في الحي، بالإضافة إلى عدد من اللوحات الصغيرة بقياسات مختلفة.

ومن المقرر أن يتم توسيع البرنامج ليشمل مناطق أخرى وأطفالاً آخرين في قطاع غزة.

الطفلة منار سعدية (13 عامًا) تقول إنها اختارت كتابة عبارات "الأمانة" و"الصدق" و"المحبة" بالقرب من رسوم العيون. وتضيف: "أتمنى أن أرى الناس بخير في المستقبل".

وتضيف لطفلة سعدية: "هذا البرنامج رائع وساعدني أشوف الحياة غير من خلال قصص حدثونا بها ثم نرسم الأشياء التي تعلمناها هنا".

أما الرسام التشكيلي أنور يحيى فيلفت إلى أن مشاركته جاءت لتوصيل رسالة أطفال غزة إلى العالم أن "هناك شعبًا يريد الحياة".

ويبين يحيى أن الأطفال المستهدفين في حي التفاح يكتبون رسائلهم وأحلامهم على جدران الحي ومن ثم يقرأ الرسامون هذه الرسائل ويختارون عيون أحد الأطفال ليجسدوها برسم جرافيتي على الجدران المدمرة.

ويضيف أن "هذه الرسائل نقرأها في عيون الاطفال دون أن نخاطبهم مباشرةً، فيما يتمثل دورنا في نقل تلك المشاعر إلى العالم عبر رسومٍ جدارية".

والفن الجرافيتي أو الكتابة على الجدران هي رسومات الجدران تحمل رسائل سياسية واجتماعية، وكشكل من أشكال الدعاية، ويعتبر أحد أشكال الفن الحديث.

ويشير يحيى إلى أن اختيار نموذج العيون للرسم هي الأكثر تعبيراً لما بداخل الإنسان، مؤكداً أن الفضل يرجع للفنان الألماني "فالك" الذي أبرز تجسيد فن الجرافيتي باستخدام العيون لأول مرة.

ويُشكل الأطفال وفق إحصائيات مركز الإحصاء الفلسطيني نسبة 60 % من سكان قطاع غزة، يعاني 30% منهم بحسب إحصاءات حقوقيـة أمراضاً نفسية متعددة، منها الخوف الشديد وأعراض الصدمة النفسية والعصبية جراء العدوان الإسرائيلي.

والفنان "فولك" الذي يحمل عقدين كاملين من الخبرة في هذا المجال كان قد زار مخيم الزعتري للاجئين السوريين بالأردن وطبق ذات الفكرة هناك.

ويوضح يحيى أن الفريق جاء لتطبيق فكرة "رسم العيون" في غزة، فيما سيغادر القطاع قريبًا؛ إلا أنه وزميله سيعملان على توسيع مشروع الرسم ليشمل جميع المناطق المدمرة بمحافظات القطاع.

المصدر: وكالة صفا