أطفال
مخيم اليرموك يحلمون بالخبز.. وسوريا اليوم مدن وبلدات محاصرة
قالت
صحيفة ‘واشنطن بوست’ إن فيلقا من المقاتلين المسلمين البريطانيين سافر للقتال في
سوريا إلى جانب الجماعات الجهادية هناك، وإن هناك المئات من البريطانيين الذين
قتلوا، ولا يزال العديد منهم يقاتلون هناك وما يخيف السلطات الأمنية البريطانية
أكثر هو 50 مقاتلا أو أكثر ممن عادوا لبريطانيا.
وعبر
المسؤولون الأمنيون البريطانيون عن مخاوفهم من هؤلاء العائدين الذين تدربوا في
ساحات القتال وتلقوا دروسا في القتال والأيديولوجيا ويخشى من قيامهم بتنفيذ عمليات
إرهابية.
ونقلت
ما قاله رئيس وحدة مكافحة الإرهاب في الشرطة البريطانية إن الهجمات ‘محتومة’.
ويترافق الخوف هذا مع من قامت الشرطة باعتقالهم حيث قامت هذا الشهر باحتجاز 14
بريطانيا بتهم لها علاقة بالسفر لسوريا مقارنة مع 24 حالة في العام الماضي. ولا
يعرف المسؤولون الأمنيون في بريطانيا عدد البريطانيين في سوريا ولكنهم يقولون إنهم
بالآلاف وهو عدد أكبر بكثير من أولئك الذين سافروا للقتال في أفغانستان والعراق.
ويعترف
المسؤولون أنه ربما تسلل عدد آخر من البريطانيين بدون أن يشعر بهم أحد، خاصة أن
السفر لسوريا أسهل منه للعراق أو افغانستان من قبل، فلا يحتاج المتطوع إلا إلى
تذكرة سفر لتركيا ومن ثم السفر بالحافلة أو السيارة لساحات القتال.
ولا
يقتصر الخوف على بريطانيا بل وعلى معظم الدول الأوروبية والولايات المتحدة حيث تحدث
جيمس أر كلابر، المسؤول الأمني البارز للكونغرس يوم الأربعاء قائلا إن سوريا جذبت
إليها حتى الآن أكثر من 7 ألاف مقاتل أجنبي ينتمون إلى 50 دولة ومنهم من يرغب
بتنفيذ هجمات على الولايات المتحدة.
أعداد
متزايدة
وتعتبر
أوروبا من أقرب المناطق لسوريا حيث يقدر المركز الدولي لدراسة التطرف عدد
المقاتلين من دول الإتحاد الأوروبي بحوالي ألفي مقاتل ولكن هذا العدد يتزايد منذ
منتصف العام الماضي. ويقدر المسؤولون الفرنسيون العدد بحوالي 700.
وقال
وزير الداخلية مانويل فالز إن المقاتلين العائدين لبلادهم يشكلون تهديدا كبيرا.
ويشير
تقرير الصحيفة الأمريكية إلى أن مظاهر القلق البريطانية أشد خاصة أن ذكريات
تفجيرات 7/7/ 2005 لا تزال حاضرة والتي قتل فيها 52 شخصا، ونفذها متشددون من أبناء
البلد ممن تلقوا تدريباتهم في الباكستان.
ونقلت
عن ريتشارد والتون، الذي يقود وحدة مكافحة الإرهاب في اسكتلند يارد إن ‘سوريا عامل
مهم في مجال قواعد اللعبة’ ‘فنحن نشاهدها كل يوم، وهناك مئات من الشباب يسافرون
إلى هناك وإن لم يقتلوا في المعارك فيعودون وقد أصبحوا متشددين’.
ومع
أن معظم الأوروبيين الذين سافروا لسوريا انضموا لصفوف الجماعات المعتدلة لكن
الجهادية منها تستقبل المقاتلين الأجانب.
وتنقل
عن شيراز ماهر، الباحث في مركز دراسة التشدد في لندن قوله إن الشباب يذهبون لسوريا
تدفعهم أغراض عدة، أفكار متشددة، المساهمة في تقديم المساعدات الإنسانية أو الملل
وعدم رضاهم بحياتهم في بريطانيا، ولكن هؤلاء سرعان ما يتعرضون للأفكار المتشددة
التي تغير حياتهم ورؤيتهم ‘فلو قضيت وقتا هناك لتشربت الفكرة’.
وكان
وزير الخارجية ويليام هيغ قد دعا البريطانيين لعدم السفر لسوريا بدون سبب وأن من
ذهب لهناك وقاتل عليه أن لا يفكر بالعودة لأنه سيكون عرضة للمساءلة القانونية.
وتنقل
عن مارغريت غيلمور من المعهد الملكي للدراسات المتحدة قولها إن قلق بريطانيا نابع
من قلة معرفتها بما يجري هناك مقارنة مع ما كانت تعرفه عن أفغانستان والعراق مشيرة
إلى ان الكثير من المناطق السورية لا يمكن الوصول إليها ويستخدمها المقاتلون
كمراكز للتدريب.
ويستفيد
الجهاديون من عدم انخراط الدول الغربية عسكريا في سوريا لتدريب الشباب الغربي.
وطغى التهديد الجهادي الأجنبي وأثر سوريا على الأمن الإقليمي والعالمي على اجتماع
لمسؤولي الأمن الذين اجتمعوا في إسرائيل بمعهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي
الذي نظم مؤتمره الدولي السابع، وأشار المجتمعون للخطر القادم من سوريا.
إسرائيل
تنشط
وهنا
لا بد من الإشارة للمقالة التي كتبها إيهود يعاري و نشرها موقع معهد واشنطن
لدراسات الشرق الأدنى عن الدور الإسرائيلي في الحرب والذي يتجاوز المساعدات
الإنسانية وعلاج الجرحى. ويطرح المقال أسئلة عما تفعله إسرائيل في جنوب سوريا، وهل
تعدى دورها الجانب الطبي، أي معالجة الجرحى الذين يصابون في المعارك بين الجيش
والمعارضة، أم وصل الأمر لإقامة علاقات مع الجماعات المقاتلة، حيث وجدت إسرائيل
نفسها ‘مجبرة’ لزيادة دعمها للمقاتلين السوريين في الجنوب.
ويقول
يعاري إن ‘إسرائيل تتحرك بحذر و تردد باتجاه لعب دور متواضع ومحدود في الحرب
الأهلية السورية، في المناطق القريبة من خطوط جبهة مرتفعات الجولان’.
وما
بدأ كعملية لتوفير المساعدات الطبية الطارئة للجرحى والمرضى السوريين في القرى
الحدودية توسع وأصبح آلية متطورة لتقديم كم واسع من الأدوية والمواد الغذائية،
والملابس، والوقود، والمدافيء والكثير غير هذا’.
وبناء
على الآلية نفسها تم استقبال أكثر من 600 سوري أجلوا من الأراضي السورية لتلقي
العلاج في المستشفيات الإسرائيلية، بما في ذلك مستشفى ميداني في الجولان وتقوم
بتقديم مساعدات أخرى.
ولا
يتم تحقيق هذا الدعم بدون وجود شكل من أشكال الإتصال الدائم مع الجماعات المسلحة،
حيث يعود الجرحى بعد تلقيهم العلاج لمواصلة أعمالهم ( القتالية) بدون مشاكل. ويرى
يعاري إن هذه التطورات تذكر بالسياج الذي أقامته إسرائيل في جنوب لبنان عندما
اندلعت الحرب الأهلية في السبعينيات من القرن الماضي.
وما
يختلف في الحالة السورية هو أن إسرائيل تتحرك بحذر بحيث لا تقوم بعمليات داخل
الأراضي السورية. فهي لا تقوم بمهام أو مسؤوليات في القرى السورية الحدودية والتي
يسكنها سوريون سنة ودروز وشركس إلى جاتب جماعات مسلحة مختلفة.
وهذا
يؤشر الموقف الإسرائيلي الحالي من الأزمة السورية وهي التي قررت عدم التدخل فيها
ولم ‘تحتج على عدم دعوتها للمشاركة في مؤتمر جنيف-2 على الرغم من المصالح
الإسرائيلية الكبيرة في النزاع والطريقة التي سيحل من خلالها، واتفاقها الطويل مع
سوريا ـ فصل القوات عام 1974، الذي لا يزال ساري المفعول’.
عامل
القاعدة
ولعل
ظهور القاعدة والجماعات الراديكالية الإسلامية الأخرى هو الذي غير الموقف
الإسرائيلي حيث أصبحت هذه الجماعات تؤثر بدرجة كبيرة على فصائل المقاومة في وسط
وشمال سوريا.
فقد
كان بإمكان إسرائيل التدخل بطريقة غير علنية وأن تتخذ اجراءات تحد من حركة وتقدم
هذه الفصائل في جنوب دمشق، خاصة تلك المرتبطة بالدولة الإسلامية في العراق والشام
و جبهة النصرة المواليتان للقاعدة.
والمنطقة
التي يتحدث عنها الكاتب وتعتبر مصدر قلق للمسؤولين الإسرائيليين تمتد من مرتفعات
الجولان وحتى جبل الدروز ـ العرب في الشرق وتلك الممتدة بين الأحياء الجنوبية
للعاصمة دمشق وحتى درعا التي بدأت فيها الإنتفاضة عام 2011.
ويقول
الكاتب إن طبيعة الميليشيات التي تشكلت في هذه المناطق تختلف عن تلك التي ظهرت في
مناطق أخرى، فهي محلية وتعتبر حاجزا طبيعيا لتوسع جبهة النصرة التي أنشأت حضورا
لها في حدود درعا القريبة من ملتقى نهري اليرموك والرقاد.
وعلى
خلاف ما يجري في الشمال والشرق حيث يتخذ القادة العسكريون القرارات الحاسمة يتولى
كبار القرية وقادة المجتمع المحلي شؤون المناطق حيث يرى الكثير من هؤلاء في
إسرائيل حاجزا مؤقتا لهم من الأخطار في ظل هذه الظروف غير العادية.
ويضيف
إن هذه الفصائل الواثقة من دعم الجيش الإسرائيلي لها وحمايته لظهرها قامت بمواجهة
جنود الكتيبتين الـ 90 و 61 من الجيش السوري في المنطقة. فعندما تقوم مدفعيات
النظام بإطلاق النار على تشكيلات المقاتلين على طول الحدود مع الجولان، وأحيانا
تسقط قذائف مدفعية بالخطأ داخل حدود إسرائيل، يقوك الجيش الإسرائيلي بالرد سريعا
بصواريخ ‘تموز′ وعلى الهدف الذي أنطلقت منه القذيفة.
وبعيدا
عن هذه الردود الإنتقامية يتجنب الجيش الإسرائيلي التدخل المباشر حتى عندما تجري
المعارك بين النظام والمعارضة المسلحة قريبا من الحدود الإسرائيلية.
طريق
دمشق- درعا
ويرى
الكاتب أن اهتمام نظام بشار الأسد في منطقة الجنوب هو تأمين الطريق السريع الواصل
بين دمشق ودرعا التي لا يزال يسيطر الجيش يسيطر النظام على أجزاء منها. ولديه
اهتمام بتأمين القنيطرة، عاصمة الجولان السورية القريبة من الحدود الإسرائيلية
وكذا الإحتفاظ بسلسلة من القرى الدرزية جنوب جبل الشيخ.
وفي
الوقت الحالي يبدو أن النظام قد حقق هذه الأهداف ولا يبدو أنه يفقد السيطرة على
المنطقة التي يقول الكاتب إن أهميتها الإستراتيجية غير كبيرة لنتيجة الصراع
الحالي.
ويرى
الكاتب أن النظام السوري راغب في الإبقاء على الدروز خارج الصراع الحالي. فالدروز
الذين يقيمون في جبل الدروز جنوب درعا يمكنهم لعب دور مهم في تشكيل الحقائق على
الأرض في الجنوب.
ويقف
الدروز في الوقت الحالي على السياج أو هكذا يفضلون حتى تتوضح الصورة أكثر ويتقرر
مصير الأسد.
الدور
الأردني
وعليه
يقوم الأردن برعاية عدد من الفصائل المسلحة السورية العاملة على الحدود الطويلة
بين الأردن وسوريا، مستفيدا من العلاقة الطبيعية التي تربط قبائل جنوب سوريا
بشماله. وهناك العديد من التقارير التي نفاها الأردن وتحدثت عن ‘غرفة عمليات’ حيث
ينسق العسكريون والأمنيون الأردنيون إلى جانب السعوديين والغربيين الدعم العسكري
للجماعات المقاتلة في الجنوب السوري.
وإن
صحت هذه التقارير فعلينا التعامل مع الدعم الإسرائيلي كمكمل وليس بالضرورة كمنسق
مع المحاولات الأردنية.
ويشير
الكاتب هنا إلى أن فشل الجهاديين ببناء قواعد لهم في الجنوب ليس مرتبطا بالضرورة
بالجهود الأردنية والإسرائيلية بقدر ما يتعلق بالحرب التي تخوضها هذه الجماعات في
الشمال مع بقية الفصائل المسلحة.
ومع
ذلك فقد زادت كل من جبهة النصرة والدولة الإسلامية من قدراتهما العسكرية، وبحسب
التقارير الإسرائيلية يقدر عدد المقاتلين في صفوفيهما بحوالي 40 ألف مقاتل، ولو
قامتا بعملية منسقة وقوية لمد حدود قوتهما في الجنوب لنجحتا إلى حد بعيد.
وعندها
ستقرر إسرائيل والأردن إن كانا سيجلسان على السياج أم يتخذان الإجراءات اللازمة
لمنع القاعدة من تحصين مواقعهما على حدودهما.
ويختم
يعاري مقاربته بالقول إن منع تمدد القاعدة جنوبا أصبح أولوية كبيرة في محاولة
التصدي للمشكلة السورية. لان سيطرة القاعدة أو الجماعات المرتبطة بها على منطقة
الجنوب السوري يعني مخاطر وتصديرا للأزمة للدول الجارة.
إستراتيجية
الحصار
وفي
سياق مختلف كتب باتريك كوكبيرن عن سياسة التجويع التي يمارسها النظام واستراتيجية
الحصار بدأ تقريره من باب مخيم اليرموك الفلسطيني.
ونقل
عن أستاذ الموسيقى فؤاد، الفلسطيني- السوري الذي يقوم بالمساعدة في جهود توفير
المواد الغذائية والإنسانية لأهل مخيم اليرموك المحاصرون منذ عدد شهور قوله ‘يعتبر
الخبز لأطفال اليرموك حلما بعيد المنال’ وكان فؤاد يتحدث أمام متراس من الرمال
والطوب على بوابة المخيم الذي لم يبق فيه سوى 18-20 ألف شخص وقال ‘ الناس عالقون
في هذا المكان منذ 185 يوما، وأصابتهم الأمراض لأنهم اعتمدوا على أكل الأعشاب التي
كنا نطعمها لحيواناتنا’.
ويقول
كوكبيرن إن سوريا أصبحت عبارة عن مدن وبلدات وأحياء محاصرة أو لا يمكن الوصول
إليها، ومكان للجوع الجماعي، في الوقت الذي يركز فيه المجتمع الدولي جهوده اليوم
على البلدة القديمة في حمص التي ظل فيها ما بين 2500- 4000 مدني محاصرون إلى جانب
عدد من المقاتلين.
ولا
تزال الشاحنات التابعة لبرنامج الغذاء العالمي تنتظر الإذن لدخول البلدة القديمة
من الحكومة التي تقول إنها لا تريد أن تذهب المساعدات للمقاتلين. ويقول الكاتب إن
المناطق المحاصرة تضم أيضا قرى شيعية ‘الزهراء ونبل’ القريبتان من حلب، ويعيش
فيهما 4500 شخص حيث تقوم فصائل مسلحة تابعة للمعارضة بفرض الحصار عليهما.
سياسة
للتركيع
ويكتب
كوكبيرن أن سياسة التجويع في سوريا معقدة وعرضة للتلاعب بها لأغراض دعائية، وهي
نابعة من سياسة القوات الحكومية محاصرة مناطق سيطر عليها المقاتلون، ومنع السكان
من الخروج منها أو دخول البضائع والمساعدات إليها.
وعادة
ما يتم قطع الماء والكهرباء عنها، وبعدها يقوم الجيش السوري بقصف المنطقة
بالمدفعيات والطائرات مما يؤدي إلى هجرة جماعية للسكان.
ويعطي
هذا الإسلوب قوات الحكومة ميزة أنه يجبر السكان على الخنوع بدون أن يضطر لإرسال
قواته لداخل الأحياء والدخول في معارك شوارع ومن بيت لبيت تكبده خسائر فادحة وفي
الحد الأدنى تؤدي إلى حرب استنزاف طويلة. ولم تؤد الحصارات المفروضة على مخيم
اليرموك، والبلدة القديمة في حمص التي بقي فيها ما بين 2500 ـ 4000 مدني مع عدد من
المقاتلين وكذا بلدتي الزهراء ونبل التي يقطن فيها الشيعة لمعاناة بل وأدى وضع
الحواجز وتقييد الحركة على سكان المدن والبلدات الأخرى لحرمان كبير ومعاناة عظيمة.
ويضيف ‘الناس لا يموتون في الشوارع، لكن الأطفال والكبار في العمر والمرضى يموتون
أسرع مما يجب، وأكبر منطقة تقع تحت سيطرة المعارضة هي الغوطة الشرقية التي يسكن
فيها حسب الأمم المتحدة حوالي 145 ألف نسمة وأصبحوا مقطوعين عن العالم الخارجي’،
ولأن المنطقة التي يسيطر عليها المقاتلون في الغوطة واسعة بدرجة لا يستطيع الجيش
السيطرة عليها بشكل كامل. وبالنسبة للبلدة القديمة في حمص فتظل منطقة صغيرة بعد أن
تمت السيطرة على الأحياء الكبيرة التي كانت بيد المقاتلين.
كل
حصار مختلف
ويعود
الكاتب لمخيم اليرموك الذي كان يعيش فيه أكثر من 160 الف فلسطيني ويعرف باسم
‘فلسطين الصغيرة’.
ويقول
فؤاد، أستاذ الموسيقى الذي يحاول الهجرة لمصر إن ما يحدث للفلسطينيين هو ‘نكبة
ثانية’ بعد نكبتهم الأولى في عام 1948. وقد وجد الفلسطينيون في سوريا أنفسهم وسط
كارثة بعد الأخرى لأن مخيماتهم التي أقيمت بعد عام 1948 غالبا ما بنيت في ضواحي
المدن مثل حلب ودمشق، ولهذا كانت أول شيء يقابله المقاتلون السوريون القادمون من
القرى، وهناك خمسة مخيمات فلسطينية دخل إليها مقاتلون من المعارضة بنسب متفاوتة.
وأجبر الفلسطينيون والحالة هذه على الهجرة من مخيماتهم المحيطة بدمشق إلى مخيم
اليرموك، وعندما دخله المقاتلون هربوا من جديد. وتقول مفوضية غوث وتشغيل اللاجئين
الفلسطينيين أن هناك 440 ألف فلسطيني بحاجة للمساعدة ونصفهم أصبحوا مشردين في
سوريا فيما لجأ ما بين 30-40 ألف فلسطيني للبنان.
ويقول
الكاتب إن الجزء الشمالي لم يشهد أي قتال حيث استطاع الجيش بدعم من الجبهة الشعبية
لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة تأمينه، وبعيدا عن هذه المناطق أجزاء تقع تحت
سيطرة المقاتلين وفيها يصل سعر كيلو الأرز 40 دولار مقارنة مع دولارين للكيلو في
الخارج.
ويتم
قتل الكلاب والقطط والحمير الضالة وتطبخ وتؤكل، ولم تصل الكهرباء لهذه المناطق منذ
تسعة أشهر، فقط تصل المياه كل ثلاثة أيام ولمدة أربع ساعات. ولم تسمح الحكومة
لقوافل الإغاثة التابعة للأمم المتحدة الدخول للمخيم من الجزء الشمالي الآمن بل من
الجنوبي الذي يقع تحت سيطرة المقاتلين.
وبسبب المعارك المتواصلة لم تستطع القافلة توزيع
سوى 130 رزمة مساعدات كل واحدة تزن 30 كيلو وهي غير كافية لإطعام أحد إن أخذنا
بعين الإعتبار حجم المعاناة.
المصدر: لندن ـ ‘القدس العربي’