القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الجمعة 29 تشرين الثاني 2024

تقارير إخبارية

أعيدوا أبي.. صرخة إنسانية في وجه الاعتقال السياسي

أعيدوا أبي.. صرخة إنسانية في وجه الاعتقال السياسي



الأربعاء، 29 نيسان، 2015

يحتضن الناشط الشبابي والصحفي أيمن أبو عرار بيديه طفلته شهد ذات الأربعة أعوام، وعلامات الألم والحسرة تغلب جسده لفراقها إلى أجل غير معلوم، وذلك قبيل لحظات من اعتقاله من جهاز الأمن الوقائي في رام الله.

وبفعل حضن الأب ترتسم علامات السعادة والفرح على وجه الطفل إلا أن ذلك الحضن الغريب وهو حضن الوداع الذي احتضنت به الطفلة أبو عرار قتل الفرحة فغابت البسمة عن وجهها.

المشهد الإنساني السابق أشعل مواقع التواصل الاجتماعي بفعل صورةٍ التقطت للشاب أبو عرار قبيل اعتقاله من منزله في مدينة رام الله على خلفيات سياسية ليلة الإثنين/الثلاثاء، على مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية.

وما إن ظهرت تلك الصورة والتي أثارت ردة فعل المواطنين ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، ليطلقوا بذلك حملة تحت شعار "#أعيدوا_أبي" وذلك لمناهضة الاعتقال السياسي، رداً على اعتقال الشاب أيمن وأمثاله.

وتهدف حملة "#أعيدوا_أبي" الإنسانية إلى مناهضة ووقف الاعتقالات السياسية للنشطاء الإعلاميين وطلبة الجامعات في الضفة الغربية من قبل أجهزة أمن السلطة الفلسطينية المختلفة.

وكان جهاز أمن الوقائي اعتقل ليلة الإثنين/الثلاثاء أبو عرار من منزله في رام الله بعد اقتحامه لثلاث مرات متتالية.

غضب شعبي

ويرى الناشط الشبابي من الضفة الغربية عماد عواد الشولي في تدوينه له على صحفته على موقع "فيس بوك" أن هدم المسجد الأقصى المبارك وتحوله إلى ركام أهون على قلبه من صورة أبو عرار وطفلته الصغيرة.

وعبّر الصحفي عماد اشتيوي عن استيائه من اعتقال زميله أبو عرار متهكماً "حملة شرسة من أجهزة أمن السلطة الأمن الوقائي والمخابرات لاعتقال نشطاء المقاومة والكتلة الإسلامية في الضفة الغربية.. الآن عباس بيرد على خسارته في بيرزيت والأمعري.. ولا بيرد على جهود السعودية وكارتر بشأن المصالحة.. ولا بيبرهن لنتنياهو أنه لا زال على العهد".

فيما عادت تفاصيل الصورة السابقة بذاكرة الشاب أحمد الرنتيسي نجل القيادي الشهيد عبد العزيز الرنتيسي، إلى طفولته وإلى أيام الألم عاشها حين تم اعتقال والده في سجون السلطة في مدينة غزة.

وأعربت مئات التعليقات من المشاركين على موقع "فيس بوك" عن تضامنهم الكبير والإنساني مع أبو عرار، منددين بالحملة الأمنية السياسية ضد النشطاء الشباب في الضفة الغربية.

استياء !

ويعبر الشاب مؤمن العامودي عن غضبه من اعتقال الصحفي والناشط أيمن أبو عرام وهو يودع ابنته قبل اعتقاله، مستغرباً ومتأسفاً من اعتقاله أمام ابنته الصغيرة من أجهزة السلطة، وليس على يد قوات الاحتلال !!

أما الشابة إباء خلوف ترى أن "مئات الأطفال مثل شهد، تنتظر عودة أبيها، يحييها مع كلّ قبلةٍ وضمة، لينضج حقدها أكثر، حقدٌ يترعرع في الأسر التي تفتقد الأب والأخ والزوج بسبب الأجهزة الأمنية".

وكتب الشاب معاذ رجب على حسابه على موقع "فيس بوك" أن "أجهزة أمن السلطة تحرم الأطفال من حنان وعطف آبائهم بعد أن حرمهم الاحتلال قبل ذلك"، في إشارة إلى اعتقال الشاب أبو عرار قبل ذلك من قوات الاحتلال الصهيوني.

وبفعل التضامن الكبير مع أبو عرار وغيره من المعتقلين السياسيين في الضفة الغربية، دفع ذلك بنشطاء إلى إطلاق صفحة على موقع "فيس بوك" تحمل عنوان "أعيدوا أبي"؛ كحملة إنسانية لوقف الاعتقالات السياسية للنشطاء وطلبة الجامعات من قبل أجهزة أمن السلطة الفلسطينية.

خروقات إنسانية

وأكدت مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان أن ما جرى من اعتقالات سياسية في الأيام الماضية خرق ممنهج للالتزامات التي تعهدت بها السلطة عبر انضمامها للمعاهدات الدولية، والتزامها باحترام حقوق الإنسان خاصة المدنية المكفولة بالعهد الدولي الخاص بالحقوق السياسية والمدنية.

وقالت مدير مؤسسة الضمير سحر فرنسيس إن المعتقلين هم نشطاء جرى اعتقالهم لمشاركتهم في انتخابات مجالس الطلبة التي أسفرت عن فوز الكتلة الإسلامية، عادّةً أن ما جرى اعتقال سياسي وملاحقة سياسية بناء على الآراء ومساسٌ بحرية التعبير وحرية التنظيم.

وشنت أجهزة أمن السلطة حملة اعتقالات سياسية واسعة في مدن الضفة الغربية بحق طلبة الكتلة الإسلامية في الجامعات المختلفة بعد فوز الكتلة في انتخابات جامعة بيرزيت وبوليتكنيك فلسطين.

المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام