القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الأربعاء 15 تشرين الأول 2025

تقارير إخبارية

أكاديمية رياض الجنة في البرج الشمالي تحتفي بالقرآن في «مشروع السرد الأول«


خاص – لاجئ نت || الأحد، 28 أيلول، 2025

في مبادرة فريدة ومؤثرة، شهد مخيم البرج الشمالي جنوب لبنان يوم السبت الموافق 27 أيلول 2025 حدثًا تربويًا وإيمانيًا بارزًا، تمثل في إطلاق "مشروع السرد القرآني في حلته الأولى" الذي نظمته أكاديمية رياض الجنة. المشروع جمع 54 طالبًا وطالبة من أبناء المخيم، خاضوا تجربة روحانية عميقة بسرد أجزاء من كتاب الله تعالى في جلسة واحدة، في تأكيد على الدور المحوري للمخيمات الفلسطينية كحاضنات للعلم والوعي.

مشهد إيماني مهيب: يوم السرد المتواصل

منذ أذان الظهر، تحول مسجد المخيم إلى محفل قرآني مهيب. توافد 54 ساردًا من طلاب الأكاديمية لسرد مقرراتهم، التي تراوحت بين خمسة أجزاء وما دونها من القرآن الكريم.

لقد كان المشهد مؤثرًا، حيث تعالت أصوات الطلاب بالترتيل، لتملأ القلوب بالخشوع والسكينة. وصف المشاركون التجربة بأنها كانت "مهيبة وفريدة"، خاصة للطلاب الذين يختبرون السرد الكامل لأول مرة. استمرت جلسات التسميع بتركيز عالٍ وإتقان ملحوظ حتى ما قبل أذان المغرب، ليُختتم يوم كامل من العيش في رحاب كتاب الله.

حفل التكريم: الوعد بالاستمرار والربط بغزة

بعد صلاة المغرب مباشرة، انطلقت فعاليات حفل التكريم الذي عكس رسالة الأكاديمية في ربط الحفظ القرآني بالقضية والواقع.

رسالة المشرف: القرآن والنصر

افتُتح الحفل بتلاوة عذبة للطالب السارد ربيع الصديق. بعدها، ألقى فضيلة الشيخ عمر زعيتر، المشرف على الأكاديمية، كلمة هنأ فيها الأسر والطلاب على هذا الإنجاز النوعي. وقد أكد الشيخ زعيتر على ثلاثة محاور رئيسية:

أهمية السرد: تكمن أهمية المشروع في كونه تجربة أولى ترسخ قيمة السرد الكامل للقرآن.

أثر الأكاديمية: شدد على دور "رياض الجنة" وأثرها في تخريج حفاظ وقادة للمستقبل.

الربط بغزة: أكد على أن هذا الجهد القرآني يمثل جزءًا من الصمود والمقاومة، وربط مشروع السرد مباشرة بحال أهلنا في غزة، ووعد بمزيد من التألق والإنجازات في مجال تحفيظ القرآن الكريم.

دعوة هيئة العلماء: الوحدة بين العلم والدين

تلاه فضيلة الشيخ حسن ذياب، عضو هيئة علماء فلسطين، الذي ألقى كلمة عميقة حث فيها على التمسك بالقرآن الكريم كونه الأساس في بناء الجيل وتحقيق النصر والتمكين. ووجه الشيخ ذياب رسالة هامة للطلاب والأهالي بـضرورة الاستمرار في حلقات القرآن، مؤكداً على أنه لا يوجد أي تعارض بين الحفظ القرآني والتحصيل الدراسي، بل هما وجهان لعملة واحدة في بناء الشخصية الفلسطينية المتكاملة.

ختام مبارك وتكريم مستحق

شهد الحفل عرض فيديو مؤثر يلخص مجريات وروحانية يوم السرد، أعقبه تكريم خاص لأربعة من الأساتذة المحفظين المتميزين ضمن مشروع "القرآن ربيع قلبي"، عرفاناً بجهودهم الجبارة في العناية بالقرآن وطلابه.

وفي الختام، جرى تكريم الطلاب الساردين الـ 54، حيث وُزعت عليهم الجوائز المالية القيمة وشهادات المشاركة، في لفتة تقدير وتشجيع لإصرارهم على حمل رسالة القرآن. يؤكد هذا المشروع من جديد أن مخيمات اللجوء الفلسطينية تظل مَنارةً للعلم القرآني ورافداً لا ينضب لجيل واعٍ وقادر على حمل الأمانة.