«أم الأسيرات» عالية عباسي.. عندما تُسلب الأمومة قسرًا
برمضان
السبت، 04 تموز، 2015
أم الأسيرات.. كما يحلو
للأسيرات أن يطلقن عليها في سجن "هشارون".. بخطوات واثقة ونظرات يشع منها
بريق التحدي والإصرار تمضي الأسيرة المقدسية عالية عباسي (51 عاما) سني أسرها غير آبهة
بعنجهية الاحتلال، ففي السجن قرة عينها عيسى، الذي يقبع في سجون الاحتلال منذ خمسة
أعوام.
ظروف الأسر دفعتها أن تكون
أماً لجميع أسيرات سجن "هشارون"، كونها أكبرهن سنا؛ فهي تتعامل معهن كبناتها،
وتوجههن في مختلف الأمور الحياتية المختلفة داخل الأسر.
ستة من أبنائها؛ بينهم أسير؛
يفتقدون حلاوة طعام الإفطار بسبب غيابها القسري خلف قضبان سجن الاحتلال؛ وهي بدورها
تفتقد فرحة رمضان وأمومتها لأبنائها.
وتقول عائلة الأسيرة العباسي، التي زارها مراسل
"المركز الفلسطيني للإعلام" بالقدس، إنهم يفتقدون حلاوة الإفطار، بسبب غياب
والدتهم خلف القضبان؛ إلا أن ما يصبرهم هو رباطة الجأش، والإيمان بالله والروح المعنوية
القوية لوالدتهم التي كانت تصبرهم قبيل اعتقالها؛ بدل أن يصبروها على بعد الفراق والأسر.
وينقل أبناء الأسيرة العباسي
عن أخيهم الأسير المقدسي عيسى داود موسى العباسي (30 عاماً)، والقابع في سجن النقب
الصحراوي؛ منذ العام 2010 والمحكوم بالسجن الفعلي لمدة 10 سنوات؛ أنه مع كل موعد إفطار
يتمنى ويدعو الله أن يمن الله عليه بلقاء والدته في الأسر وتقبيل يديها وقدميها؛ وأن
يمن الله بالإفراج القريب عن والدته المريضة وبقية الأسيرات والأسرى.
وبحسب مؤسسة مهجة القدس
للشهداء والأسرى، فإن سلطات الاحتلال كانت قد اعتقلت المقدسية عالية بتاريخ
(15-4-2015)، على معبر الرملة بناء على طلب استدعاء؛ واستنادًا إلى قرار ما تسمى المحكمة
العليا الصهيونية بسجنها فعليا لمدة 26 شهراً.
وتناشد عائلة الأسيرة المقدسية
العباسي المؤسسات الحقوقية والدولية والجمعيات التي تعنى بشؤون الأسرى، بضرورة الضغط
على الاحتلال، من أجل الإفراج الفوري عن والدتهم لكبر سنها وحالتها الصحية.
وكانت "أم عيسى"
العباسي قد اعتقلت بتاريخ (2-1-2012)، بعد اتهامها من سلطات الاحتلال بمحاولة طعن جندي
في القدس المحتلة، وتم الإفراج عنها بتاريخ (22-2-2012)، بشرط الإقامة الجبرية مع دفع
غرامة مالية.
وبتاريخ (19-6-2014)؛ صدر
بحقها قرار بالسجن الفعلي لمدة 40 شهراً، إلا أنه بعد أن تم استئناف الحكم صدر بحقها
بتاريخ (12-1-2015) قرار بالسجن الفعلي لمدة 26 شهرًا.
وتعاني الأسيرة "العباسي"
من مرض في الأعصاب، وأزمة صدرية تسبب لها حالات إغماء مفاجئة، كما أن لديها مشكلة صحية
في 5 فقرات بالعمود الفقري، إضافة إلى إصابتها بمرض الضغط والسكري وارتفاع الكوليسترول
في الدم، وحالتها الصحية في تراجع نظرًا لكبر سنها، كما أنها بحاجة إلى عملية جراحية.
يذكر أن المقدسية عالية
أم لستة من الأبناء، وهي والدة الأسير عيسى داود عباسي، القابع في الأسر منذ العام
(2010) والمحكوم مدة 10 سنوات، وهي من سكان بلدة سلوان.
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام