القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الخميس 28 تشرين الثاني 2024

تقارير إخبارية

أمهات الأسرى .. حكاية وجع لا تنتهي

أمهات الأسرى .. حكاية وجع لا تنتهي


الأربعاء، 18 آذار، 2015

كان من الصعب أن تكتب كلمات الوجع الغائر في قلب والدة الأسير ماجد أبو القمبز كلما تذكرت أمنيات ابنتها وهي تردد على مسامعها دوماً "يمه اشتقت لماجد نفسي أشوفه..".. فكانت الكلمات تخرج متثاقلة خاصة أن هذه الأمنية أصبحت محالة بعد أن فارقت روحها جسدها، لتعيش بذلك والدة الأسير "ماجد" وجع القلب الذي كاد أن يشقق جدرانه من حجم الألم الكبير.

فهي لم تعد تعلم هل تبكي على رحيل ابنتها التي تمنت رؤية شقيقها أو تبكي على معاناتها في حرمانها من احتضان نجلها؟! وأمثالها الكثير من أمهات الأسرى اللاتي اختلفت أسماؤهن وتوحدت معاناتهن.

دموع الأم

حاولت مرارًا أن تخفي "أم ماجد" دموعها وهي تتحدث لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" عن مشاعرها وشوقها لنجلها الذي غيبته قضبان العدو الصهيوني الظالمة منذ أكثر من "8 سنوات".

وقالت بعد أن أخذت نفساً عميقاً: "خائفة أموت قبل ما أشوف ابني محرراً".

وأضافت بكلمات متثاقلة: "كانت بنتي دائماً بتقلي "والله يمه نفسي أشوف ماجد من يوم ما تم أسره ماشفته، والله مشتقاله كثير".. لقد ماتت قبل رؤية شقيقها؛ فمنذ اعتقاله عام (2006) لم تر شقيقها".

وبينت، أن الاحتلال لا يمتلك أدنى رحمة في قلبه؛ "فقد حرم ابنتي أن تحتضن شقيقها وهي عائشة وحرمت بالوقت ذاته أن يحتضن شقيقها جثمانها قبل رحيلها".

هذا الأمر جعلها ترى في الحديث عن صفقة تبادل الأسرى الماء الذي يطفئ نيران قلبها المشتعلة، وجعلها تبحث في كل خبر كان صغيرا أو كبيرا يتعلق بالأمر على أمل أن يكون نجلها ضمن الصفقة خاصة أنه محكوم عليه (19 سنة) مما يجعل الأمر ثقيلاً على قلبها بانتظار الكثير من السنوات حتى تحتضن نجلها.

وتعلق آمالها على صفقة تبادل جديدة، لعلها تلمح اسم ابنها يدرج ضمن لائحة المفرج عنهم، مؤكدة بالقول: "وإن كان الأسرى كلهم أبنائي".

زيارة مؤلمة

وبينت، أنها كل ما يقارب الشهرين أو الثلاثة شهور يسمح لها العدو الصهيوني بزيارة نجلها، وكثير من الأوقات يمنع العدو الصهيوني أهالي الأسرى من الزيارة لحجج واهية.. مما يزيد ذلك ألمها النفسي الذي أتعب ألمها الجسدي.

ورغم حجم الألم الكبير الذي يعتصر في قلبها إلا أنه يزول حينما ترى نجلها ماجد بمعنوياته العالية وصبره على مصابه رغم أنه فقد من وزنه (20 كيلو غرامًا) بعد خوضه العديد من الإضرابات.. حيث تعدّ ذلك أنه بمثابة رسالة من نجلها لها "اصبري يمه".

رؤية بابا

طفلة الأسير "ماجد" زينب "10 سنوات"، وطفله يوسف "9 سنوات" يحاول كل واحد منهما أن يحتضن صورة والدهما أكثر حتى يعوضا شوقهما الكبير إليه.. ورغم أن الصورة جماد إلا أنها بالنسبة لزينب شيء آخر؛ حيث قالت لـ"المركز الفلسطيني للإعلام": "أنا كل يوم بكلم بابا وبخبره عن درجاتي في المدرسة وبشوف الفرحة على وجه في الصورة لما بقله إني جبت بامتحان الرياضيات علامة كاملة .. وأنا وعدته أن أكون دائماً الأولى في المدرسة...".

وسرعان ما تحولت كلماتها إلى دموع حينما أخذت تردد "اشتقت لبابا كثير، نفسي آخذ مصروف منه، نفسي يوصلني للمدرسة.. حسبنا الله ونعم الوكيل على الاحتلال إلي حرمني منه".

والحال لم يكن مختلفًا لدى شقيقها يوسف الذي عبر لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" عن شوقه الكبير لوالده قائلاً: "اشتقت لبابا كثير".

هذا الأمر جعل جدتهما "أم ماجد" تناشد العالم بأن يضع قضية الأسرى على سلم الأولويات، قائلة: "نحن الآن في غزة نعيش في سجن كبير والحياة هنا صعبة، كيف حال الأسير وهو في السجن مسلوبًا منه أبسط الحقوق!؟".

حكاية وجع

ولم يختلف حال والدة الأسير محمد جابر كثيراً عن سابقتها وأمثالهن من أمهات الأسرى؛ خاصة أنها تحمل الشوق ذاته لاحتضان نجلها المحكوم "18 سنة" قضى منها "13 سنة" خلف قضبان العدو الصهيوني الظالمة.

وقالت بقلب الأم المشتاق لنجلها لـ"المركز الفلسطيني للإعلام": كل "6 شهور" وأكثر يسمح لي بزيارة نجلي وأوقات تم حرماني من الزيارة أكثر من سنتين ونصف فكان من الصعب التنسيق لزيارته نظراً لأن العدو الصهيوني كان كثيراً ما ينقله من سجن لآخر".

وأضافت بألم: "حينما زرته مؤخراً تألمت كثيرا ًحينما وجدت محمد مريضًا ولم يقدم له أي نوع من العلاج، هذا الأمر أقلقني عليه كثيراً وصرت أفكر بحاله كثيراً، وخوفي عليه يزيد خاصة أن إدارة السجون الصهيونية تمنع إدخال للأسرى أي شيء فهو ممنوع".

هذا الأمر جعلها تتمنى بفارغ الصبر أن تتم صفقة تبادل الأسرى حيث قالت: "أنتظر بفارغ الصبر صفقة تبادل أسرى جديدة تبل ريقنا وترجعلنا أولادنا، وأتمنى أن تتم الصفقة بأسرع وقت إن شاء الله تعالى".

وأخذت بحديث الأمل: "إن شاء الله تعالى لما يتحرر راح أزوجه.. والله نفسي أفرح فيه وأزوجه...".

وتابعت بشيء من الألم: "هذه كانت أمنية والده أن يزوجه ويفرح فيه لكنه توفي قبل ما يشوفه عريس".

المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام