أهالي الشجاعية
يفتقدون «لمّة الجيران» في رمضان
الإثنين، 22 حزيران، 2015
بدمعةٍ حزينةٍ مسحتها أم
طارق العجلة عن وجنتها السمراء، تحاول أن تستذكر لمراسل "المركز الفلسطيني للإعلام"
لمّة جيرانها من النساء اللاتي كنّ يشاطرنها في إعداد الوجبات الرمضانية اللذيذة في
كل عام.
تتحدث "أم طارق"
بغصّة في قلبها على من فقدتهن من جاراتها سواء كنّ شهيدات أو رُحّلن عن المنطقة، بحسب
تعبيرها، وتقصد بذلك أولئك الذين فقدوا منازلهم،
واضطروا إلى الاستئجار في مناطق خارج حي الشجاعية.
تقول إننا لم نكن هنا مجرد
جيران؛ بل كنا أهلا بل أكثر، لا يبخل أحد فينا على الآخر، وكنا متكافلين مع بعضنا.
وبالعودة إلى الذاكرة الرمضانية،
تستذكر أم طارق كيف أنها كانت تتبادل أطباق الطعام مع جيرانها في اليوم الأول من رمضان،
وتقول: "كنا نطبخ ملوخية، ونبعت لجيرانا، ويبعتولنا الطبخة اللي هما عاملينها،
والجيران الآخرين مثل هيك".
وتستذكر أول يوم قضوه في
رمضان، لتتحدث بنبرة ملؤها الحزن: إن أول يوم في رمضان هذا، مرّ علينا كأنه يوم فقد
وحزن، لدرجة أننا لم نستطع أن نجلس على الإفطار، واضطررنا لتناول الشيء الخفيف.
تنهيدة العذاب
أم طارق استدعت جارها أبو
محمد محمدين ليشاطرها أطراف الحديث عن أهالي الشجاعية وذكرياتها في رمضان.
أبو محمد قال كلمة واحدة:
"ايه"، بتنهيدة عميقة أخرجت الكثير من الحزن والآهات التي تختلج في صدره
على بيته الذي دمره الاحتلال بشكل جزئي.
يصف أبو محمد لمراسل
"المركز الفلسطيني للإعلام" السابع من رمضان من العام الماضي بأنه الأسوأ
في حياته؛ حيث شهد فيه حي الشجاعية المجزرة الشهيرة التي أودت بحياة المئات من سكانه.
وسألناه ماذا يفتقد؟ فأجاب
بقوله إنه يفتقد جيرانه وأهله ولمة الأحبة بعد صلاة التراويح، وعلى صلاة الفجر، حيث
يشتاق المسجد لأهله فلا يجدهم، وهو ما يشعرنا بالحزن والألم والعذاب لفرقة الأحباب.
ساحة قاحلة وأكوام الدمار
المتفرقة هو المشهد الاعتيادي الذي يصطبح به "أبو محمد" بشكل يومي، ليضيف:
"أشتاق أن أعزم جيراني على كاسة من الشاي، فهنا بتُّ أشعر بالغربة فلا أحد يؤنسني".
افتقاد الأحبة
أما الشاب فادي العجلة،
فعبر عن حزنه وحنينه إلى المسجد ولمة عائلته وجيرانه في رمضان، ويضيف: "عادةً
في رمضان يجهز مسجد المرابطين القريب منا الاستعدادات الكاملة من أجل إدخال البهجة
والسرور على أهالي الحي".
وبحزنٍ عميق يتحدث العجلة
لمراسل "المركز الفلسطيني للإعلام" عن افتقاده لشباب مسجده سواء كانوا من
الشهداء أو ممن هُجروا من حي الشجاعية قسراً إلى بيوت الإيجار.
ويفتقد العجلة أيضاً لمة
أهله، بعدما تعرض بيتهم المكون من ثلاثة طوابق للدمار، وأصبح أرضاً قاحلة.
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام