القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

تقارير إخبارية

أهم الإنجازات العسكرية في قطاع غزة أثناء الحصار

أهم الإنجازات العسكرية في قطاع غزة أثناء الحصار


الأربعاء، 27 كانون الثاني، 2016
تقرير خاص/ لاجئ نت

عام 2006، وتحديداً في كانون الثاني/ يناير، منح الفلسطينيون حركة المقاومة الإسلامية (حماس) شرعية تمثيلهم، عبر صناديق الاقتراع، في انتخابات ديمقراطية حرة، شهد العالم أجمع بنزاهتها. إذ حصدت حماس في ذلك العام حوالي 70% من المقاعد البلدية في الضفة الغربية وقطاع غزة، وحوالي 65% من مقاعد المجلس التشريعي الفلسطيني.

لكن الاحتلال الصهيوني رفض هذه النتائج، باعتبارها تشرعن المقاومة الفلسطينية ضدّه، فضرب حصاراً خانقاً على قطاع غزة منذ عام 2006 إلى اليوم، صمتت عنه معظم دول العالم، وتواطأت مع الاحتلال فيه دول إقليمية عدة في معاقبة الشعب الفلسطيني على اختياره، كانت نتائجه كارثية على قطاع غزة وأبنائه المحاصرين فيه، وخاضت خلاله دولة الاحتلال الصهيوني ثلاث حروب ضدّ القطاع، أدّت إلى خسائر بشرية هائلة ودمار عظيم في الممتلكات والمؤسسات والبنى التحية. ومع ذلك استطاعت المقاومة ومعها الشعب الفلسطيني المحاصر في القطاع أن يصمدوا ويهزموا الجيش الذي لا يقهر، وأن يكبّدوا العدو خسائر فادحة على كافة الصعد السياسية والعسكرية والأمنية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية.

واليوم، يدخل حصار قطاع غزة عامه العاشر، حاصداً أرواح آلاف الشهداء، ومخلفاً آلاف الجرحى والمصابين، وعشرات آلاف البيوت والمؤسسات المدمّرة بالكامل، وآلاف العائلات بدون مأوى، وحارماً آلاف الطلاب الجامعيين من الالتحاق بجامعاتهم في الخارج، وآلاف المرضى من استكمال علاجهم خارج القطاع.

ونستعرض هنا أعداد الشهداء والجرحى، خلال الاعتداءات والحروب التي شنّها العدو الصهيوني ضدّ أبناء قطاع غزة أثناء الحصار، خاصة في أعوام 2008 و2012 و2014، مع الإنجازات العسكرية النوعية للمقاومة التي أذهلت العالم وأربكت جيش الاحتلال وقادته.

فخلال عملية "الرصاص المصبوب" عام 2008، والتي واجهتها المقاومة الفلسطينية بـ"معركة الفرقان"، أطلقت قوات جيش العدو الصهيوني نيران أسلحتها على 1790 هدفاً. وفي عملية "عامود السحاب" عام 2012 التي بدأها العدو باغتيال قائد "كتائب الشهيد عز الدين القسام" أحمد الجعبري، والتي تصدّت لها المقاومة بـ"حجارة السجيل"، استهدفت أسلحة الاحتلال 1350 هدفاً. وخلال عملية "الجرف الصامد" عام 2014 التي سمّتها المقاومة الفلسطينية "العصف المأكول"، ألقت الآلة الحربية الإسرائيلية حوالي 20 ألف طن من المتفجرات، أي ما يعادل ستّ قنابل نووية، على قطاع غزة. هذه الحروب، إضافة إلى الحصار وما ينتج عنه من سوء تغذية ونقص في المسلتزمات الطبية اللازمة لعلاج المرضى، تسبّتت في استشهاد حوالي 4000 فلسطيني وإصابة حوالي 16000 آخرين بجراح مختلفة، وخلّفت دماراً مهولاً في الأبنية والمؤسسات والممتلكات.

وفي مقابل ذلك، صمد قطاع غزة وأبناؤه صموداً أسطورياً، واستطاعت المقاومة الفلسطينية فيه أن تلقّن جيش الاحتلال الصهيوني، وهو واحد من بين أقوى الجيوش في العالم وأحدثها تسليحاً، درساً قاسياً جداً، دفع كبار قادة الكيان الصهيوني للقول إنهم أصبحوا، خاصة بعد حرب 2014، أمام صراع وجود حقيقي.

فقد استطاعت المقاومة، رغم الحصار الخانق، تصنيع صواريخ ذات مديات متفاوتة، ابتداء من "قسام 1" وانتهاء بـ"(R160) صاحب 160 كلم، وصلت إلى عمق الكيان الصهيوني، حيث أصابت تل أبيب والقدس ومطار بن غوريون واللد والرملة وهرتزيليا وريشون ليتسيون وأسدود وحيفا وديمونا والخضيرة وبئر السبع ومناطق البحر الميت، وزوّدتها المقاومة بتقنية لتضليل "القبة الحديدية" التي أنشأها جيش الاحتلال لإسقاط الصواريخ بتكلفة بلغت مليارات الدولارات. وأسرت المقاومة عام 2006 الجندي جلعاد شاليت، وأفرجت عنه في عملية "وفاء الأحرار" عام 2011، مقابل 1027 أسيراً فلسطينياً. وقامت المقاومة خلال حرب "العصف المأكول" 2014 بأسر جنديين صهيونيين مازالا لديها، "شاؤول آرون" و"هادار غولدن". وتمكنت المقاومة من تصنيع طائرات صغيرة بدون طيار، استطاعت التحليق خلف خطوط العدو والتقاط صور مباشرة. وصنعت أيضاً بندقية قنص من عيار 14.5ملم يصل مداها إلى 2000م. واستطاعت المقاومة السيطرة على البثّ الصهيوني خاصة القناة الثانية والعاشرة للتلفزيون الصهيوني، والدخول إلى تردد هواتف الخلوي، وإرسال رسائل تهديد للصهاينة، وأغلقت المجال الجوي الإسرائيلي عدة مرات، ودفعت بالعديد من المستوطنين إلى الهجرة المعاكسة.

ونفّذت المقاومة عمليات عسكرية أصابت العدو بالدهشة والذهول، خاصة خلال حرب "العصف المأكول" 2014. فقد تمّكنت من حفر أنفاق بطول كليومترات عدة وصلت إلى المناطق والمستوطنات المحاذية لقطاع غزة. وقامت بتفجير نفق أسفل موقع "كرم أبو سالم" العسكري، فقتلت وأصابت العشرات من جنود الاحتلال. وأقدمت وحدة "الضفادع البشرية" التابعة لـ"كتائب القسام" على اقتحام موقع "زيكيم العسكري" فدمروا دبابة "ميركافاه"، التي تُعتبر فخر الصناعة العسكرية الإسرائيلية، وقتلوا وجرحوا عدة جنود صهاينة. وتسلّلت قوة تابعة لـ"كتائب القسام" خلف موقع "صوفا" العسكري شرق خانيونس ونفّذت مهمتها وعادت بسلام، في عملية اعتبرتها (إسرائيل) واحدة من أعظم عمليات التسلّل في تاريخ المقاومة ضدّ الكيان. وقتل مجاهدو "القسام" 30 جندياً صهيونياً في حي الشجاعة بعد أن استدرجوا قوة صهيونية لكمين محكم وقاموا بتصفيتهم من المسافة صفر. وقالت "كتائب القسام" إن مجاهديها وحدهم استطاعوا قتل حوالي 150 ضابطاً وجندياً صهيوني في المعركة الأخيرة فقط عام 2014، ومعظمهم من المسافة صفر.

أما على صعيد الخسائر الاقتصادية فقد بلغت خسائر الاحتلال في حرب 2014 حوالي 6 مليار دولار جراء الحروب الثلاث الأخيرة ضدّ القطاع.