إخلاء مدرسة يعبد الإبتدائية.. إرادة أهالي الطلاب أقوى من قرار الأونروا
إعداد: عبد الرحمن عبد الحليم
خاص/ لاجىء نت
ليست المرة الأولى التي تحاول فيها وكالة غوث وتشغيل
اللاجئين الفلسطينين الأونروا تقليص خدماتها
على مختلف الصعد الطبية والخدماتية والاجتماعية والتعليمية، حيث عمدت مؤخراً التخلي
عن مسؤولياتها تجاه طلاب مدرسة يعبد في العاصمة اللبنانية بيروت، الأمر الذي هدد تشريد
مئات الطلاب الفلسطينيين وتجهيلهم.
لكن اليوم، إستطاع أهالي طلاب المدرسة وقف قرار
إخلاء المبنى الذي صدر بحجة تسلميه لأصحابه
دون إيجاد حل بديل، حيث عمد اهالي الطلاب منذ إبلاغهم بالقرار على تكثيف التحركات السلمية لمطالبة
الأونروا بالتراجع عن قرارها أو تأمين مدرسة أخرى لأبنائهم، وذلك حرصاً على المسيرة
التعليمية ورفضاَ لسياسات الوكالة التعسفية بحق الطلاب الفلسطينيين.
تحركات الاهالي كانت قد استمرت لشهور عدة الى أن استجابت الأونروا لمطالبهم،
حيث أعلنت منذ أيام تعهدها بدفع ثمن إجار المبنى
لعام واحد يمدد إلى حين إيجاد البديل المناسب للطلاب، لكن المصيبة هنا تكمن في إخفاق
الأونروا بطريقة إيجاد الحلول المناسبة للمشكلات
التعليمية والتربوية التي تواجه الطلبة الفلسطينيون في لبنان منذ بدايتها، حيث كانت
ستلجأ الى نظام الدفعتين ودمج طلاب مدرسة يعبد مع طلاب مدرسة أخرى، الامر الذي رفضه
الاهالي جملة وتفصيلاً.
التراجع عن قرار إغلاق المدرسة نذكر انه جاء بعد
إجتماع نائب مدير وكالة الأونروا دايفيد روجرز مع ممثلين عن الفصائل الفلسطينية واللجان
الشعبية والأهالي، حيث منح روجرز المجتمعين تعهد رسمي بوقف نظام الدوامين بشكل نهائي داخل جميع مدارس
الوكالة في لبنان، إضافة الى تعهده بإيجاد حلول مناسبة فيما يتعلق بالمشاكل التي تعيق
المسيرة التعليمية.
وهنا نرى انه لا بد على الأونروا التحرك عاجلاً
من اجل تأمين ميزانية خاصة لبناء مدرسة جديدة لطلاب منطقة صبرا "اي طلاب مدرسة
يعبد" بدعم من الدول المانحة، كما ونأمل على الوكالة الأممية التوقف عن إتخاذ
قرارات خاطئة كحل للمشاكل المفاجئة، إذ يقع على عاتقها التعاطي بإيجابية مع مستلزمات
الطلاب والمدارس لإستكمال المسيرة التعليمية بهدف بناء جيل واع مثقف، حيث نجد أن الإرتقاء
بالمستوى العلمي في المخيمات يعزز من صمود اللاجئين ويحفزهم للوصول الى المراتب العليا
التي من شأنها دعم القضية الفلسطينية وحماية حق العودة.
لا لتجهيل أبنائنا، ولا لتدمير مستقبلهم.. شعار
يرفعه اللاجئون الفلسطينيون في مخيمات لبنان لحماية أبنائهم من خطر التشرد والجهل والأمية،
فما حققه أهالي طلاب مدرسة يعبد بعد الضغط على الأونروا بالتراجع عن قرارها بشأن إخلاء
المبنى،يؤكد أن العلم هو ركيزة يعتمد عليها اللاجئون في بناء جيل قادر على تحمل مسؤولياته
تجاه قضيته الأم، وكما يقول الشاعر :
العلم يبني بيوتا لا عماد لها.... والجهل يهدم بيوت العز والكرم