القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
السبت 30 تشرين الثاني 2024

تقارير إخبارية

«إسرائيل» في غزة مدينة أخرى تحت الأرض

«إسرائيل» في غزة مدينة أخرى تحت الأرض


السبت، 05 أيلول، 2015

فوجئت (إسرائيل) خلال حربها الأخيرة على غزة التي أطلقت عليها "الجرف الصامد" والتي استمرت لأكثر من خمسين يوما بالصمود والندية التي أظهرتها المقاومة الفلسطينية، وبالعمليات النوعية التي نفذتها داخل خطوط العدو "الإسرائيلي".

الفيلم الوثائقي "حرب غزة.. رؤية إسرائيلية" الذي عرضته الجزيرة مساء أمس الخميس تناول التحليل العسكري لحرب غزة الأخيرة من وجهة نظر قادة في الجيش "الإسرائيلي" وجهاز الاستخبارات ولقاءات مع بعض الجنود الذين شاركوا في الحرب.وكشف الفيلم عن وثائق سرية مسربة تكشف نقاط ضعف الأداء الأمني والعسكري "الإسرائيلي" كما تطرق إلى أهمية دور محمد الضيف في الجناح العسكري في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، والمطلوب رقم واحد "للإسرائيليين" منذ أكثر من عشرين عاما.

كما تناول أسرار أبرز المواجهات أثناء عمليات "الجرف الصامت”، والمعارك داخل الأنفاق، واقتحام قاعدة "زكيم" "الإسرائيلية" وعملية "نحال عوز" والكمين الذي نصبته المقاومة الفلسطينية لقوات الاحتلال في حي الشجاعية بغزة.وتعد هذه هي الحرب الثالثة على غزة منذ عام 2008 وقد تكون الأعنف، وهي الحرب الثامنة في تاريخ (إسرائيل) منذ تأسيسها، والتي دفعت فيها ثمنا باهظا لم تكن تتوقعه.وبحسب المسؤولين العسكريين السابقين، فإن الهدف من عملية "الجرف الصامد" كان فقط تحقيق الهدوء في الجبهة الجنوبية وليس إزالة حماس.

فشل استخباراتي

يقول رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلية (الموساد) السابق داني ياتوم إن العمليات العسكرية لم يكن يجب أن تستمر لخمسين يوما "ولكن بسبب الاستخبارات السيئة جدا ظننا أن العملية ستستغرق أسبوعا أو عشرة أيام، وكان ذلك خطأ إستراتيجيا في تقدير المعلومات".

ويضيف "لم يكن الهدف القضاء على حماس، بل فقط إلحاق ضرر كبير بها وهذا ما تم، ولا أعرف إن كان ردع حماس قد تحقق أم لا".

ويؤكد ياتوم أن حماس أثبتت في هذه الحرب أنها أصبحت تمتلك وسائل قتالية مميتة أكثر، وكشفت عن العديد من المفاجآت التي كان أبرزها "غزة السفلية"، في إشارة إلى الشبكات اللامتناهية من الأنفاق والخنادق المتعددة "التي يتخفى ويتعايش فيها المخربون وينتقلون إلى داخل إسرائيل لمداهمة المستوطنات وارتكاب مجازر فيها".

إرهاصات

ويعود الفيلم الوثائقي إلى الإرهاصات التي سبقت الحرب الإسرائيلية على غزة بداية من يناير/كانون الثاني 2014 وهو التاريخ الذي حصل فيه جهاز الأمن الداخلي في (إسرائيل) (الشاباك) على معلومات استخباراتية تفيد بأن الجناح العسكري لحركة حماس يكثف تدريباته العسكرية بوتيرة أعلى من السنوات السابقة.

وفي مارس/آذار 2014 تم الإعلان عن اكتشاف نفق كبير جنوب قطاع غزة، وعن هذا الأمر يقول خبير عسكري "إن هناك غزة أخرى لم تكن (إسرائيل) تعرفها، مدينة بكاملها تحت الأرض، عالم من الأنفاق السرية لا يعلم عددها ولا إلى أين تصل".

وفي يونيو/حزيران 2014 أعلنت (إسرائيل) فقدان ثلاثة مستوطنين في غزة، واتهمت حركة حماس بالمسؤولية التي بدورها نفت الأمر بشكل قاطع.

تلا ذلك تصاعد تصريحات (إسرائيل) العدائية تجاه غزة، ثم حادثة قتل الطفل الفلسطيني محمد أبو خضير حرقا التي أشعلت غضبا عارما في الشارع الفلسطيني.وفي السابع من يوليو/تموز 2014 شنت إسرائيل غارة على قطاع غزة قتلت فيها سبعة من الجناح العسكري لحماس، وكانت بمثابة بداية حربها على القطاع.

ساعة الصفر

بدأت قوات الاحتلال في الثامن من يوليو/تموز 2014 عملية عسكرية واسعة في غزة أمطرت فيها القطاع بوابل من الصواريخ والقذائف التي أسفرت عن استشهاد العشرات، وردت المقاومة الفلسطينية بإطلاق صواريخ متعددة المدى وقصفت جنوب إسرائيل وفرضت حالة من الذعر في المستوطنات المحاذية لقطاع غزة.وبدأت المفاجآت تتوالى من المقاومة، حيث اقتحمت عناصر من الكوماندوز التابع لكتائب عز الدين القسام قاعدة زكيم "العسكرية الإسرائيلية" عبر عملية إنزال بحري.ويروي الفيلم عبر لقاءات وتسجيلات مع عناصر من جيش الاحتلال والبيانات التي صدرت عن كتائب القسام تفاصيل المعارك التي دارت في حي الشجاعية بقطاع غزة، والكمين الذي نصبته المقاومة لقوات الاحتلال وقتلت فيه 13 جنديا من لواء غولاني "الإسرائيلي".

المصدر: فلسطين أون لاين