ابتكار باحث فلسطيني من غزة
جهازاً لتحلية مياه البحر
الجمعة، 24 تشرين الأول، 2014
ابتكر باحث فلسطيني من قطاع غزة جهازا
لتحلية مياه البحر الشديدة الملوحة باستخدام تقنية "نانو فلتر"، في وقت
يعاني القطاع شحا كبيرا بالمياه الصالحة للشرب، وملوحة شديدة بمياه بعض الآبار.
ودفعت الحاجة لتوفير مياه صالحة للشرب
باستخدام طاقة قليلة الباحث ضياء أبو عاصي لابتكار الجهاز الذي يعد الأول من نوعه
في فلسطين، وإجراء 170 تجربة خلال عام للوصول إلى نتائج تتوافق مع المعايير
الدولية والفلسطينية.
ويوجد في القطاع سبع محطات لتحلية
المياه باستخدام تقنية "التناضح العكسي"، وتحتاج تلك المحطات كميات
كبيرة من الطاقة، في وقت يعاني فيه القطاع أزمة كبيرة جراء انقطاع التيار
الكهربائي لفترات طويلة.
جهاز التحلية الجديد -الذي صنعه أبو
عاصي ضمن رسالة ماجستير بالجامعة الإسلامية بغزة-يتميز بتوفيره للطاقة، وإعطائه
نسبة استخلاص عالية للمياه العذبة، وانخفاض تكلفة التحلية مقارنة بالمحطات
المستخدمة لتقنية "التناضح العكسي".
وتستند فكرة الجهاز إلى إضافة بعض
المحسنات على تقنية التناضح العكسي كتخليص المياه من الأيونات عبر شحنات كهربائية،
بحيث تمتص الشحنات الموجبة الشحنات السالبة وتطردها.
وتشير نتائج تحليل العينات التي جمعها
الباحث من آبار شديدة الملوحة بالقطاع إلى أن نسبة استخلاص المياه العذبة من
المياه المالحة تصل إلى أكثر من 60% مع توفير 60% من الطاقة المستخدمة بمحطات
التحلية الأخرى.
جودة المياه
ووفق ما أفاد به الباحث الفلسطيني للجزيرة
نت، فإن الجهاز المصغر يصفي مترا مكعبا من المياه (ألف لتر) كل ساعة بتكلفة 1.5
شيكل (0.4 دولار)، بينما تبلغ تكلفة تحلية الكمية نفسها بمحطات القطاع 2.5 شيكل
(0.6 دولار) ما يعني توفير 180 مليون شيكل (48.6 مليون دولار) سنويا.
وتثبت الفحوصات المخبرية التي أجريت
بمختبرات وزارة الصحة الفلسطينية -بإشراف الدكتورين مهند رباح ويونس المغير من
الجامعة الإسلامية بغزة-جودة المياه وتوافقها مع معايير الصحة العالمية بالأملاح
الذاتية (تي دي إس) ونسبة النترات.
ووجد الباحث الفلسطيني صعوبة في توفير
تكلفة صناعة الجهاز التي بلغت نحو تسعة آلاف دولار، واضطر لدفع جزء من المبلغ من
ماله الخاص، بعد أن منحه مركز أبحاث الشرق الأوسط أربعة آلاف دولار لتطبيق الفكرة،
وساعدته بصناعته ورشة "عبد السلام ياسين" المختصة بتحلية المياه في غزة.
ولم يقف توفير تكاليف المشروع وحدها عائقًا -كما يقول مساعد الباحث علاء الهندي-إذ
كان الحصول على المادة الخام المستخدمة بصناعة بعض أجزاء الجهاز أمرا معقدا
للغاية، واضطروا في النهاية لجلبها من الولايات المتحدة الأميركية للقطاع في ظل
حصار إسرائيلي يمنع دخول مواد كهذه.
تقنيتان
وتظهر الحاجة الملحة لتحلية المياه، بعد
تحذير مصلحة مياه بلديات الساحل في القطاع من نفاد المياه الصالحة للاستخدام بحلول
عام 2016، عدا عن ارتفاع نسبة الملوحة ببعض المناطق إلى 1600 مليغرام/لتر، في وقت
تحدد فيه الصحة العالمية النسبة الأعلى بـ 1500 مليغرام/ لتر.
ويشير مدير عام مصلحة مياه بلديات الساحل
في غزة منذر شبلاق للجزيرة نت إلى أن مجمل المياه التي تُنتج غير صالحة بنسبة 95%
في ظل وجود عجز سنوي بمقدار مائة مليون متر مكعب، مما أدى لزحف مياه البحر نحو
الآبار الجوفية على طول كيلومترين من غرب القطاع.
ويلفت شبلاق لمسؤولية الاحتلال
الإسرائيلي في نهب المياه، إذ إنه أنشأ "آبارا استرجاعية" وسدودا على
حدود القطاع، ما مكنه من السيطرة على 15 إلى عشرين مليون متر مكعب من المياه.
ويقول شبلاق إن "الواقع
الكارثي" للمياه في غزة، يتطلب إنشاء محطات لتحلية المياه وإيجاد مصادر جديدة
والاستثمار في مجال تحلية مياه البحر بالشراكة مع القطاع الخاص.
الجزيرة
نت