اختلاط
مياه الصرف الصحي بمياه الشرب في معسكر الشاطئ للاجئين ما السبب؟ ومن المسؤول؟
دائرة شؤون اللاجئين-
غزة/ أحمد منصور
يبدو
بأن اللاجئ الفلسطيني قد كتب له أن يعيش عذاب الحياة ومرها, لأكثر من 65 عاماً هي
عمر جرح النكبة الفلسطينية, وأن يصبر ويرضى بواقعها كما هي من مبدأ "رضينا
بالهم والهم مش راضي فينا", بمجرد أن تتدبر في عنوان هذا التقرير للحظات قد
تصيبك حالة من الغثيان, فما بالك بالذين قد عايشوا هذه الواقعة المريرة,!
أهالي
مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين غرب قطاع غزة وتحديداً "بلوك 4" اشتكوا مؤخراً من اختلاط مياه الصرف
الصحي بمياه شربهم, وتجدر الإشارة إلى أن اللاجئين الفلسطينيين في المخيم يشتكون
منذ زمن من ملوحة المياه وانقطاعها المتكرر طوال السنوات الماضية, لكن أن تصل
المياه في المخيم لما وصلت إليه اليوم فهذا ما يعتبره أهالي المخيم جريمة بحقهم,
وسلباً لأبسط حقوق ومقومات حياتهم الأساسية.
حالة
من الغضب
"أبو
أحمد" 44 عاماً من سكان المخيم قال بأن: أهالي المخيم يشعرون بحالة من
الاستنكار والسخط الشديدين ذلك لعدم وجود أي نوع من الرقابة الصحية على المخيم من
الناحية البيئية, وأن الذي حدث هو تسرب للمياه العادمة إلى شبكات المياه التي من المفترض
أن تستخدم للأغراض الآدمية, وإن اكتشاف هذه الثغرة الخطيرة تم عن طريق الصدفة لا
عن طريق الجهات المختصة سواء بالوكالة التي تشرف على الناحية الصحية للمخيم، أو بلدية
غزة التي تشرف على تغذية المخيم بالمياه.
ووجه
أبو أحمد دعوته للمسؤولين وصناع القرار والمؤسسات المعنية بحقوق الإنسان لزيارة
المخيم وتفقده من الناحية البيئية والاطلاع عن قرب عن الكارثة البيئية التي حلت
بالمخيم, موجهاً في ذات الوقت نداء لبلدية غزة و وكالة الغوث (الأونروا) لضرورة تظافر
جهودهم بما يخدم اللاجئين في المخيم.
مياه
لا تصلح للبشر والشجر
الأستاذ
نشأت أبو عميرة "أبو ياسر" رئيس اللجنة الشعبية للاجئين في المخيم, قال بأن
معظم المياه التي يتم تغذية مخيم الشاطئ للاجئين هي مياه مالحة في الأصل, لا
يستطيع اللاجئين استخدامها في الشرب أو الطهي, وإن الذي حدث في "بلوك 4" هي حالة تلوث خطيرة لا يمكن السكوت
عليها.
وطالب
أبو عميرة بضرورة تشديد الرقابة الصحية على مصادر هذه المياه بداخل المخيم, وأوضح
بأن جزءً كبيراً من هذه المهمة يجب أن تتولاه وكالة غوث وتشيل اللاجئين الأونروا
بصفتها الجهة المسؤولة عن خدمة اللاجئين وتوفير حياة كريمة لهم وذلك وفقاً
للقرارات الدولية.
وبين
أبو عميرة بأن أحد الأسباب الرئيسية لهذه المشكلة هو عدم تأسيس الأرضية السليمة
لشبكات المياه منذ البداية أضافة لترهل هذه الشبكات وعدم خضوعها لأي نوع من أنواع الصيانة وغياب
التخطيط الصحي بداخل هذه الشبكات كلها كانت أسبابا أوصلت المياه في المخيم لهذه
الدرجة.
بلدية
غزة: السلوك العشوائي للمواطنين هو السبب
مدير
عام المياه والصرف الصحي في بلدية غزة م. سعد
الدين الأطبش صرح لدائرة اللاجئين معقباً على المشكلة بالقول: بأن السبب الرئيسي لتسرب
المياه العادمة لمياه الشرب سببه تمديد أهالي المخيم "بشكل عشوائي" شبكات
الصرف الصحي "العشوائية" فوق "شبكات المياه" الخاصة ببلدية غزة،
وهو ما أدى إلى حدوث التسرب نتيجة شقوق في
الشبكات, والمشكلة التي حصلت ما هي إلا حالة استثنائية في بعض المنازل.
وذكر
بأن مشكلة اختلاط مياه الصرف الصحي بالمياه التي وصلت إلى بعض منازل المواطنين,
وهي مشكلة لم تستمر أكثر من يوم واحد, وتمت معالجتها عبر طواقم البلدية المتخصصة,
والتي تعمل على مدار 24 ساعة في المخيم, وأضاف بأن الحالة العشوائية التي يعاني منها
المخيم والناتجة عن سلوك المواطنين العشوائي, والترهل العام في الشبكات المنزلية الداخلية
الناتج عن قدم الشبكة، كان سبباً رئيسياً لهذه المشكلة.
وعن
ضعف كشف التلوث حال وقوعه في مياه الشرب قال :"لدينا مشكلة في بعض المخيمات وهي
صعوبة التعامل المهني والفني والتقني في كشف المصدر الرئيسي للتلوث على وجه السرعة
المطلوبة، وذلك لضعف الإمكانيات المتوفرة لدى البلدية, إلا أن البلدية على تواصل
دائم ومفتوح مع المواطنين على مدار الساعة.
وأكد
الأطبش أن البلدية تقوم بتعقيم مياه الشرب عن طريق حقن آلاف اللترات من " الكلور
المعقم" في آبار المياه المخصصة للشرب، مطمئناً في الوقت ذاته أهالي المخيم بأن
طواقم الرقابة تتابع الحالة الصحية البيئة للمياه عن كثب وتعكف على أخذ عينات دورية
لتفادي أية مشاكل مستقبلية تتعلق في الحالة الصحية للمياه.
وطالب
الأطبش المواطنين بضرورة التوجه إلى الدوائر الفنية الخاصة بالبلدية عند حدوث أية مشاكل
فيما يخص مياه الشرب، وضرورة اصطحاب عينات من المياه المشكوك في صحتها لدراستها والتعرف
على الأسباب ومن ثم المعالجة الميدانية.
اكتشاف
بئر مياه "حلوة" خصيصاً لمخيم الشاطئ
و
في سؤاله عن ملوحة المياه التي تصل منازل المواطنين فقد حذر المهندس الأطبش بأن
قطاع غزة مقبل على أزمة مائية, وهي مشكلة ذات أبعاد لا حصر لها, وذكر بأن 80% من
آبار قطاع غزة هي مياه مالحة.
وأضاف
-مبشراً- أهالي مخيم الشاطئ: بأن طواقم البلدية قامت مؤخراً بحفر بئر مياه جديد في
آخر شارع الجلاء, وبحمد الله تبين بأن مياه هذا البئر مياه حلوة وسيتم تخصيص هذا
البئر بالكامل لأهالي مخيم الشاطئ, و وضح بأن قدرة هذا البئر الإنتاجية هي بمعدل
150 كوب في الساعة, أي ما يعادل قدرة عمل 3 آبار, وسيغطى 70% من مخيم.
مطالبة
بتعاون وكالة الغوث -الأونروا-
من
جهة أخرى ذكر الأطبش بأن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الأونروا قد حفرت بئرين لأهالي
مخيم الشاطئ ومياه هذه الآبار شديدة الملوحة, ولم تقدم بعدها -الأونروا- أي حلول
تساعد في تحسين تقديم الخدمات المائية للاجئين بداخل المخيم, موجهاً دعوته لوكالة
الغوث لضرورة تحسين أداء عمل الآبار المسؤولة عنها, وذلك بتركيب فلاتر بداخل هذه
الآبار لتحلية المياه, أو تقديم مشاريع يتم تمويلها من الدول الداعمة لميزانية
الأونروا وذلك لعمل محطة لتحلية مياه البحر تنشأ خصيصاً لأهالي المخيم وذلك بالنظر
لقرب المخيم من شاطئ البحر.
من
جهتها حاولت دائرة اللاجئين التواصل مع وكالة الغوث أكثر من مرة لأخذ تعليقهم حول
الموضوع لكن التهرب من الإجابة بحجج الاجتماعات واللقاءات كان هو رد وكالة الغوث
في غزة على هذا الموضوع.