القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الجمعة 29 تشرين الثاني 2024

تقارير إخبارية

«اسألنا لماذا نحن هنا».. حملة للتعريف بقضية الإبعاد عن الأقصى

«اسألنا لماذا نحن هنا».. حملة للتعريف بقضية الإبعاد عن الأقصى


الأربعاء، 22 نيسان، 2015

«اسألنا لماذا نحن هنا».. عنوان لحملة تعريفية أطلقتها المبعدات عن المسجد الأقصى المبارك لتعريف الزوار الأجانب بقضية الإبعاد التي تنتهجها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين الوافدين للمسجد، ولإيصالها للرأي العام المحلي والعالمي.

واتخذت المبعدات من باب السلسلة –أحد أبواب الأقصى-مكانًا يرابطن عنده مع إشراقة شمس صباح كل يوم، حتى يبقين على تواصل دائم مع المسجد الأقصى، ولكي يدافعن عنه من اعتداءات المستوطنين واقتحاماتهم المتكررة له يوميًا.

ووضعن لافتة كبيرة تُعرف كل من يمر بجانبهن بمعاناتهن المستمرة بسبب الإبعاد عن الأقصى وحرمانهن من دخوله لفترات مختلفة، مكتوب عليها باللغتين العربية والإنجليزية "أنا مبعدة عن الأقصى"، "هل تعلم لماذا نحن هنا؟ اسألنا!، كما ارتدين "جاكيت" يحمل نفس العنوان.

وحسب المركز الإعلامي لشؤون القدس والأقصى "كيوبرس"، فإن سلطات الاحتلال نفذت منذ بداية العام الجاري 93 أمر إبعاد عن المسجد الأقصى بحق الفلسطينيين، أغلبها بحق النساء.

ويوضح المركز الإعلامي بـ"كيوبرس" محمود أبو العطا لوكالة "صفا" أن الاحتلال نفذ 29 حالة إبعاد خلال يناير، و19 في شباط، و40 خلال مارس، وخمس حالات بإبريل، لافتًا إلى أن أوامر الإبعاد تتراوح ما بين 15يومًا – 3 أشهر، وأن قسمًا منها صدر بأوامر عسكرية من قبل قوات الاحتلال، وآخر عن طريق المحاكم الإسرائيلية.

حرمان ومنع

نهلة صيام واحدة من المبعدات عن الأقصى لمدة 3 أشهر تتحدث لوكالة "صفا" عن الحملة قائلة إنها تهدف لتعريف السياج الأجانب بسياسة الإبعاد المتواصلة بحق المرابطين والمرابطات في الأقصى.

و"هناك العديد من السياح وحتى المقدسيين الذين يتوافدون إلى الأقصى يتساءلون عن سبب تواجدنا عند باب السلسلة، وعن منع دخولنا إلى المسجد؟!، فسياسة الإبعاد غير مفهومة لدى الجميع بالشكل المطلوب".

وتضيف "ولأجل ذلك أطلقنا تلك الحملة، ووضعنا لافتة عند باب السلسلة باللغتين العربية والإنجليزية للتعريف بحالنا وبقضية إبعادنا عن الأقصى بهدف إيصالها للرأي العام المحلي والعالمي".

"وجودنا في الأقصى والتصدي للاقتحامات بهتافات التكبير كثيرًا ما يزعج المستوطنين، لذلك تقوم شرطة الاحتلال باعتقالنا والتحقيق معها، وبالتالي إبعادنا عن المسجد لفترة تتراوح ما بين 15 يومًا إلى 3 أشهر".

ومع إشراقة شمس صباح كل يوم تُرابط صيام عند باب السلسلة كي تكون قريبة من المسجد الأقصى، حتى تدافع عنه وتتصدى لاقتحامات المستوطنين له بهتافات التكبير والتهليل.

تقول بعزيمة وإصرار "لو لم نكن شوكة في حلق الاحتلال لما تم اعتقالنا وإبعادنا عن الأقصى، فأنا أشعر بالظلم والاختناق، ولكني بنفس الوقت أحمد الله على ذلك، لأن وجودنا هنا ابتلاء من الله".

وعن اعتداءات الاحتلال بحقهن، تضيف "أحيانًا نتعرض للدفع ولأعمال استفزازية وتوجيه ألفاظ بذيئة لنا سواء من قبل الشرطة أو المستوطنين، وفي إحدى المرات حاول أحد المستوطنين أخذ المصحف من بين يدي إحدى المبعدات، وتم إلقاءه أرضًا".

ورغم ذلك، إلا أنها" تُصر على مواصلة رباطها عند أقرب نقطة للمسجد الأقصى حتى انتهاء فترة الإبعاد، ولن يمنعها الاحتلال ولا اعتداءاته من ذلك".

وكانت سلطات الاحتلال اعتقلت صيام في 31 مارس الماضي من باب حطة – أحد أبواب المسجد الأقصى، وجرى نقلها للتحقيق، ومن ثم أصدرت قرارًا بإبعادها عن المسجد لمدة 3 أشهر.

ووجهت صيام كلمة لأهل القدس والداخل المحتل، قائلة "الأقصى بحاجة لنا جميعًا، ونحن بحاجة إليه أكثر، فلا تتخلوا عنه وتتركوه لوحده، يجب على الجميع أن يتحمل مسؤولياته تجاهه، وأن نواصل رباطنا وتواجدنا فيه دائمًا لحمايته من الاحتلال ومستوطنيه".

اعتداءات لا تتوقف

ولا يمر يوم إلا وتمارس فيه شرطة الاحتلال سياسة التوقيف والاعتقال والتحقيق مع بعض المرابطين والمرابطات، ومن ثم إصدار قرارات بإبعادهم عن الأقصى، بحجة "التكبير داخل المسجد أثناء اقتحامات المستوطنين".

وتقول خديجة خويص المبعدة عن الأقصى لوكالة "صفا" :"الرباط في المسجد الأقصى هو عقيدتي وكل حياتي، ولكن الاحتلال حرمني من ذلك، رغم أنني صاحبة الحق فيه".

ولم يكتف الاحتلال بإبعاد المقدسية خويص عن الأقصى ثلاث مرات سابقًا لفترات تراوحت ما بين 15-60 يومًا، بل أصدر قرارًا آخر بإبعادها عنه لمدة 3 أشهر.

وتضيف "عندما أرى الجميع يدخل المسجد الأقصى، وخاصة اليهود والسياح الأجانب أشعر بالقهر، كوني محرومة منه، وأنا صاحبة الحق، بينما المحتل يسرح ويمرح فيه".

وعن الحملة التعريفية، تشير إلى أنها لاقت رواجًا كبيرًا من قبل الزوار الأجانب الذين يمرون من الطريق التي نرابط فيها، وقد تم التعريف بقضيتنا، وقدمنا شرحًا لهم عن الإبعاد وأهدافه.

وتلفت إلى أن الحملة اشتملت على نشرات تعريفية بقضية الإبعاد باللغة الإنجليزية، وما تتعرض له المبعدات من ظلم احتلالي، وحرمان من دخول الأقصى.

وصادرت بلدية الاحتلال في القدس اللافتة التي وضعتها المبعدات، بحجة أنها غير قانونية، وهددت كل من يحاول إرجاعها مرة أخرى.

وعن أبرز الاعتداءات التي يتعرضن إليها، تقول خويص "نتعرض لاستفزاز المستوطنين أثناء خروجهم من المسجد الأقصى، بالإضافة إلى الاعتداء علينا بالضرب، وتوجيه الشتائم والإهانة إلينا، والألفاظ البذيئة".

ورغم قرارات الإبعاد، تؤكد أنها "ستبقى شوكة في حلق المحتل"، موجهة في الوقت ذاته رسالة للمسلمين، قائلة "الأقصى أمانتكم جميعًا، وكلنا مسؤولون عن حمايته والدفاع عنه".

المصدر: وكالة صفا