القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الإثنين 25 تشرين الثاني 2024

تقارير إخبارية

اعتصامان أمام «الأونروا» في بيروت وفي صيدا لتأمين العلاج الكامل للأمراض المستعصية

اعتصامان أمام «الأونروا» في بيروت وفي صيدا لتأمين العلاج الكامل للأمراض المستعصية
 

الأربعاء، 05 تشرين الأول، 2011

لم يكن بوسع السيّدة السبعينية، التي تعاني من مرض الربو، تحمّل حرارة الشمس الساطعة، فدخلت تستريح في بيت حديدي للحراسة أمام المقر الرئيسي لوكالة «الأونروا» في بئر الحسن. فالسيدة، وبالرغم من مرضها، أصرت على المشاركة في الاعتصام الذي دعت إليه «الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين» والمنظمات التابعة للجبهة، ولجان «العسر الشديد» التي تتألف من أصحاب القضايا الإنسانية والاجتماعية في المخيمات، بهدف الضغط على «الأونروا» لتأمين تكاليف الأدوية وتحسين شروط الاستشفاء، بالإضافة الى صرف قيمة أدوية الأمراض المستعصية بنسبة مئة في المئة.

حضرت السيدة، وحضر معها عشرات اللاجئين من المصابين بأمراض مستعصية. فاسماعيل مصاب بمرض السرطان وتبلغ كلفة علاجه ثلاثة ملايين ليرة كل شهر. وهدى مصابة بسرطان الثدي، وزوجها لا يعمل، فتستدين لتأمين علاجها، بما أن الأونروا لا تسدد إلا نسبة خمسين في المئة من كلفة علاج السرطان. واستمع نائب المدير العام «للأونروا» روبرت هورت، الى مطالب المعتصمين، واعداً بمساعدتهم قدر المستطاع.

وكانت «الأونروا» قد اتفقت مع وزارة الصحة اللبنانية في آذار الماضي على تأمين أدوية الأمراض المستعصية للمرضى الفلسطينيين، بحسم يتراوح بين ثلاثة في المئة وستين في المئة، وفقاً لنوع الأدوية التي يشترونها من طرف ثالث عيّنته الوزارة. وفي ما يتعلق بمرضى السرطان، تغطي «الأونروا» نسبة خمسين في المئة من ثمن الأدوية ، على أن يحصل المريض على الدواء «بسعر الجملة من المورّد الذي حددته وزارة الصحة»، كما جاء في بيان صادر عن الوزارة والأونروا حينها. وتقدر كلفة علاج السرطان بثمانية آلاف دولار، تغطي الأونروا خمسين في المئة منها. ووفقاً للاتفاق، لن يضطر المريض إلى أن ينتظر حتى تعيد له «الأونروا» نسبة الخمسين في المئة، لأنه لن يدفع سوى شطره بعد تطبيق الحسم عليه إلى ممثل الطرف الثالث في منطقته. أما بالنسبة لذوي الأمراض المستعصية الأخرى، فيستمرون في دفع كلفة أدويتهم كاملة بعد الحسم، «ليصبح الدواء بسعر الجملة».

ولفت مصدر من الأونروا لـ«السفير» إلى أن « الطبابة هي من أولويات الوكالة، ويحق للمعتصمين أن يطالبوا بحقوقهم، إلا أنه لا توجد ميزانية حالياً لتغطية العلاج الكامل لكل المرضى». وأكدّ المصدر على أن «الوكالة خصّصت صندوقا خاصا لتغطية العلاج للأمراض المستعصية، يتكفّل من خلاله بعض المتبرعين بتغطية العلاج».

ودعت سلمى العيساوي باسم المرضى الأونروا إلى «التعاطي مع أصحاب الحالات الصعبة كأمراض الرأس والسرطان والقلب والتلاسيميا بحس إنساني لإنقاذ عشرات الحالات المهددة بالموت في حال لم يتم تأمين الدواء».

ثم تلت هدى الأصفر نص المذكرة التي قدمتها باسم أصحاب الأمراض المستعصية الى هورت، والتي تدعو «تأمين ثمن الدواء للأمراض المســـتعصية بنســـبة مئــة في المئة، ومضاعفة نسبة مساهمة الأونروا في تغــطية العمليات لتصل بنسبة خمسة وثمانين في المئة والعمل على بناء مستشفى خاص باللاجئين في الاختصاصات كافة».

وفي عين الحلوة، (محمد صالح) نفذت لجنة الدفاع عن مرضى السرطان، والمنظمات الديموقراطية الفلسطينية، والجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين في منطقة صيدا، اعتصاما حاشدا أمام مكتب مدير خدمات مخيم عين الحلوة في «الأونروا» تضامنا مع مرضى السرطان وحالات العسر الشديد.

شارك في الاعتصام ممثلون عن القوى والفصائل الفلسطينية واللجان والاتحادات الشعبية والمؤسسات الاهلية ومرضى السرطان والمنظمات الديموقراطية الفلسطينية.

وأذاع المريض صالح عبد الدايم مذكرة باسم مرضى السرطان والمعتصمين، مطالباً «الاونروا»، وعلى رأسها المدير العام في لبنان، بالعمل الجاد والدؤوب لمعالجة مشكلة مرضى السرطان عبر تأمين العلاج الدائم لهم، والضغط على الدول المانحة والمجتمع الدولي لتوفير التمويل اللازم لتغطية شاملة وكامــلة لهم نظراً لعجزهم عن تأمينها بأنفسهم أو عبر ذويهم.

كما تحدث امين سر لجنة الدفاع عن حق العودة فؤاد عثمان، وأمين سرّ اللجان الشعبية في صيدا أبو هاني، مستنكريّن سياسة «الاونروا» الصحية تجاه مرضى السرطان، وعدم رفعها نسبة تكاليف العلاج الباهظة لهم، والتي تفوق كل التوقعات.

المصدر: زينة برجاوي – السفير