اكتشاف مقبرة جنين يفتح ملف «حماية آثار فلسطين»
الخميس، 17 أيلول، 2015
جاء إعلان وزارة السياحة والآثار الفلسطينية الأحد الماضي
عن اكتشاف مقبرة أثرية مهمة في بلدة عرابة في محافظة جنين شمال الضفة الغربية أثناء
قيام طواقم بلدية عرابة بشق وتأهيل طريق، ليفتح الباب مجددا حول آثار فلسطين ومعضلة
حمايتها.
ويعود الاكتشاف بحسب بيان أصدرته الوزارة للفترة البيزنطية،
مؤكدة أنه سيضفي معلومات جديدة عن تاريخ الموقع والمنطقة، وسيكون لهذه المعلومات بالغ
الأهمية في عمليات الدراسة الأثرية للموقع وتاريخه.
وقال خالد ربايعة مدير آثار جنين لمراسل "المركز الفلسطيني
للإعلام" إن العمل في الموقع ما زال جاريا حتى الآن، وأن طواقم الوزارة تقوم بأعمال
تنقيب وتوثيق شاملة من أجل الكشف بشكل دقيق و شامل عن الموقع المذكور والوقوف على ما
يحويه من معالم و مواد أثرية.
وأشار إلى أنه وحسب دائرة الآثار الفلسطينية، يوجد في فلسطين 944 موقعا أثريا رئيسيا وعدد المعالم الأثرية
10 آلاف معلم أثري وهناك ما يزيد عن 350 نواة لمدينة وقرية تاريخية تضم ما يزيد عن
60 ألف مبنى تاريخي.
حماية الآثار تحد كبير
ولا يخفي ربايعة معضلة حماية آثار فلسطين، سواء من الاحتلال
أو من التجار ومنقبي الآثار من الباحثين عن المال، مشيرا إلى أن دمارا يلحق بالآثار
الفلسطينية بسبب ذلك.
وأردف: إن ضعف الإمكانات والقدرة على السيطرة على الأرض وثغرات
القوانين تجعل كثيرا من الآثار تتسرب، منوها إلى أنه يوجد في محافظة جنين أكثر من
400 موقع أثري لا توجد إمكانات لا للتنقيب ولا لحمايتها إلا بمشاريع وجهود متواضعة.
وكان موضوع حماية التراث الإنساني في فلسطين مدرجا على جدول
نقاشات اليونسكو العام الماضي حيث اتخذت اليونسكو قرارات أغضبت الكيان الصهيوني، ولكنها
لم تجد تطبيقا على الأرض يحمي تاريخ فلسطين وآثارها.
وتشير الدراسات إلى أن بناء جدار الفصل العنصري في الضفة
الغربية أدى إلى ضم ما يزيد عن حوالي 270 موقعا أثريا رئيسا، وحوالي 2000 معلم أثري
وتاريخي، إلى جانب عشرات المواقع الأثرية التي دمرت في مسار الجدار.
تجريف المواقع الأثرية
ويؤكد الباحث في الآثار صبري حميدان على أن المستوطنات في
الضفة أضرت كثيرا بالمناطق الأثرية، فالمشكلة أن المستوطنين لا يأبهون بآثار الحضارات
الأخرى، فيمكنهم تجريف آثار رومانية أو إسلامية أو كنعانية إذا كانت في موقع استيطاني.
ونوه إلى أن مواقع أثرية كثيرة تم تجريفها أو عزلها خلف جدار
الضم والتوسع العنصري، أو مهددة بالضم والمصادرة لصالح مستوطنات، مثل "مغارة النطافة" الواقعة
غرب بلدة مسحة، وهي مغارة أثرية وفيها عين ماء، حيث لم يعد بالإمكان الوصول إليها من
قبل المواطنين بسبب عزلها خلف جدار الفصل العنصري، لافتا إلى أن مياه هذه العين معروفة
على مر السنين باستخدامها في علاج عدة أمراض.
وأردف في بلدات رافات والزاوية ودير بلوط، حسب حميدان، هناك
العديد من الخرب التي تم عزلها خلف الجدار مثل دير قسيس، وخربة عرارة، ودير قلعة، إضافة
إلى مواقع أثرية وتاريخية أخرى لم يعد بالإمكان الوصول إليها من قبل المواطنين.
مافيا منظمة بلا رادع
ويشار إلى أن دراسات عديدة أشارت إلى أن حجم التداول بالآثار
المهربة في فلسطين يصل إلى مئة ألف قطعة سنويا، معظمها يتسرب إلى الخارج.
ويقول صالح طوافشة مدير عام حماية الآثار في وزارة السياحة
والآثار الفلسطينية، إن مئات الآلاف من القطع الأثرية جرى سرقتها وتهريبها إلى الكيان
الصهيوني والخارج بفعل عصابات التنقيب والتهريب.
وأردف: إن فلسطين من أكثر بقاع الأرض تنهب منها الآثار، ولا
توجد رقابة على الآثار المهربة والتي تباع، مضيفا انه ليس للسلطة صلاحيات على المعابر
والحدود والتحرك في مناطق (ج) وهو ما يفاقم المشكلة.
ونوه أن أكثر العصور التاريخية التي تنهب أثارها في فلسطين
والتي يركز عليها الاحتلال هي الفترة البيزنطية والعصر الروماني والعصر الحديدي.
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام