القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الأربعاء 27 تشرين الثاني 2024

تقارير إخبارية

الأردن: اللاجئون الفلسطينيون من سوريا معاناة اللجوء مرتين

الأردن: اللاجئون الفلسطينيون من سوريا معاناة اللجوء مرتين

عمان - المركز الفلسطيني للإعلام

شكلت المأساة السورية عنوانًا بارزا لمعاناة اللاجئ الفلسطيني خاصة مع بعده عن وطنه؛ وأصبحت معاناة اللاجئين الفلسطينيين من سوريا قسريًّا إلى الأردن نتيجة الأوضاع في سوريا مضاعفة بعد اشتداد القتال في أماكن لجوئهم مثل مخيم اليرموك.

المفارقة التي من النادر أن تتكرر في التاريخ، أن اللاجئ الفلسطيني عانى مرارة اللجوء مرتين خلال نصف قرن في أوضاع إنسانية صعبة وفي خذلان المجتمع الدولي عامة والإسلامي والعربي وخاصة.

تشديد أردني

فقد شددت السلطات الأردنية من بداية الأزمة السورية على منع دخول أي لاجئ فلسطيني، معتبرة أن هذا الأمر "خطًا أحمر لن يسمح به"، تحت حجج مخاوف الوطن البديل تارة، وتصدير الأزمة السورية تارة أخرى، وعدم قدرة الأردن على تحمل المسؤولية تجاه اللاجئين الفلسطينيين.

وبين تقرير صدر حديثًا عن الأونروا أن غالبية اللاجئين الفلسطينيين في الأردن من سوريا يندمجون في المجتمع الأردني وهم غير قادرين على تلبية احتياجاتهم الأساسية الغذائية والمنزلية، والصحية للاجئين.

إلا أن أعداد اللاجئين الفلسطينيين من سوريا في الأردن غير معروفة، وتبقى الأمور في حدود التوقعات والتقديرات؛ فقد تحدثت إحدى الباحثات اللواتي يعملن في الأونروا أنها رصدت 3448 لاجئًا فلسطينيًّا إلا أن آخرين يتحدثون عن أعداد أكبر دخلت خاصة بعد أحداث مخيم اليرموك.

وحول تناقضات الأرقام، يقول مدير الجمعية الأردنية للعودة واللاجئين أيمن الدقس، في عمان: "إن وجود اللاجئين الفلسطينيين في الأردن يتركز في سكن "سايبر سيتي" حيث يحجز اللاجئون هناك ولا يسمح لهم بالخروج إلا ضمن قيود وكفالات ليوم أو يومين وفي ظل وجود كفيل أردني يلتزم أمام الدولة ويتحمل مسؤولية إرجاع اللاجئ الفلسطيني إلى السكن".

ولا يذكر الدقس أعدادًا معينة للاجئين الفلسطينيين في الأردن، إلا أنه يشير إلى أن التشديدات الرسمية جعلت الأعداد محدودة مقارنة مع مثلها في لبنان.

ويشير زايد حماد، رئيس جمعية الكتاب والسنة (أحد أهم الجمعيات الأردنية التي تقدم خدمات إغاثية متخصصة للاجئين السوريين في الأردن) إلى أن اللاجئين الفلسطينيين في مخيم "سايبر سيتي" في مدينة الرمثا (حوالي 100 كم شمال عمان) يبلغ عددهم التقريبي 200 شخصًا يمثلون 40 عائلة فلسطينية.

ومع وصول الأحداث السورية إلى مرحلة متقدمة بدأت السلطات الأردنية بإيداع أي لاجئ فلسطيني يقدم من سوريا سكنًا يطلق عليه "سايبر ستي".

يقول رئيس جمعية الكتاب والسنة، زايد حماد،: "إن أصل هذا السكن هو مقر إقامة لعمال آسيويين يعملون في مصانع المدينة الصناعية في إربد، إلا أنه قد تم إغلاقه منذ خمس سنوات نتيجة الإضرابات المتتالية للعمال بسبب سوء السكن، وشاءت الأقدار أن يتم فتحه بتبرع من صاحبه لإيواء اللاجئين الفلسطينيين من حملة الوثائق السورية، وقامت الجمعية بترميم السكن وإعادة تأهيله لاستقبال اللاجئين".

وحول سبب اختلاف تقديرات أعداد اللاجئين الفلسطينيين في الأردن أشار حماد إلى "صعوبات تكتنف تقدير أعدادهم نتيجة انصهار عدد من اللاجئين الفلسطينيين مع إخوانهم اللاجئين السوريين، وكشف حماد عن "دخول أعداد من اللاجئين الفلسطينيين من سوريا إلى مخيم الزعتري دون الكشف عن وثائقهم الفلسطينية حتى لا يتم إعادتهم في ظل أوضاع سورية مأساوية".

إهمال السلطة

ويشكو اللاجئون الفلسطينيون من إهمال السلطة لقضيتهم، بل إن ممثلين عن اللاجئين الفلسطينيين من سوريا في الأردن اتهموا جهات من السلطة بسرقة أموال ومساعدات أرسلت إليهم من فلسطين.

واستنكر الفلسطينيون اللاجئون من سوريا في الأردن في بيان في نهاية أيلول (سبتمبر) الماضي تصريحات سفير السلطة في عمان عطا الله خيري متهمين "جهات متنفذة في السلطة بسرقة مساعدات أرسلها أهل الضفة لإخوانهم في "السايبر سيتي" منها مساعدات مالية وعينية، مؤكدين أنه لم يصل منها شيء".

وعن المساعدات التي تقدم، أشار الدقس إلى أن المنظمات الإنسانية تقدم مساعدات للاجئين المعروفين، إلا أن عددًا من اللاجئين الفلسطينيين غير معروفي محل الإقامة، مما يعرضهم إلى صعوبات غذائية ومعيشية جمة.

ويتابع الدقس أن الأونروا "تقدم دولارًا واحدًا يوميًّا لكل شخص مقيم في "السايبر سيتي" وهذا بالتأكيد لا يكفي في ظل أوضاع نفسية وإنسانية يعيشها اللاجئ".

ويشير حماد إلى أن الخدمات التي تقدمها المنظمات الإغاثية للاجئين جيدة؛ إلا أنه تساءل عن "أسباب تمييز اللاجئ السوري والفلسطيني!، متابعًا: "هل كتب على الفلسطيني الشقاء عند هؤلاء أينما حل وتوجه؟!".

ودعا حماد إلى "معاونة اللاجئ الفلسطيني والسوري بالشكل الإنساني اللائق حتى انتهاء الأزمة".