الأسرى داخل السجون.. عصيان يسبق الانفجار
حالة
من التوتر والغليان تشهدها السجون (الإسرائيلية) بعد حملة التنقلات التي استهدفت قيادات
الحركة الأسيرة داخل سجون الاحتلال، ما دفع بالأخيرة الإعلان عن البدء في تنفيذ سلسلة
من الإجراءات التصعيدية التي وصفتها "بغير المسبوقة" ضد مصلحة السجون في
هذه الآونة، محاولة انتزاع الحقوق التي صادرها الاحتلال.
هذا
الغليان الذي سيصل إلى حد الانفجار كما توقع بعض المختصين بشؤون الأسرى جاء بعد حادثة
طعن ضابط كبير في سجن "ريمون" يدعى حايم أزولاي على يد الأسير حمزة أبو صواوين
من غزة أثناء عودته من سيارة الترحيلات.
مواجهة موحدة
وفي
ضوء هذه التطورات المتلاحقة داخل السجون (الإسرائيلية)، هناك معلومات من استخبارات
مصلحة السجون تفيد بأن الاحتلال بدأ بتنفيذ خطة مبرمجة تستهدف قيادة الحركة الأسيرة
من خلال توزيعهم على السجون كل فترة وذلك بهدف تشويش حياة الأسرى وخلق نوع من الفراغ
التنظيمي داخل السجون.
وعلى
إثر ذلك قرر الأسرى داخل السجون اتخاذ موقف رافض لهذه السياسة بجانب إبلاغ إدارة السجون
بإغلاق الأقسام كخطوة احتجاجية.
حلمي
الأعرج مدير مركز حريات لحقوق الإنسان ومختص بشؤون الأسرى يؤكد أن الاحتلال يحاول من خلال هذ الإجراءات تطويع الحركة الأسيرة
والاستفراد بها، اضافة إلى كسر إراداتها والسيطرة عليها.
ما
دفع بالحركة الأسيرة وفقا للأعرج إلى إعادة ترتيب أوراقها وتنظيم صفوفها وبلورة برنامج
نضالي موحد ستبدأ بتنفيذه خلال الأيام المقبلة.
وعن
ملامح هذا البرنامج النضالي تحدث الأعرج عن أن الحركة الأسيرة ستتوحد في خطواتها التي
ستشمل إغلاق الاقسام والامتناع عن الخروج للفورة والامتناع عن العمل، بالإضافة للبدء
في اضرابات متقطعة عن الطعام.
غير
أنه نوه في الوقت ذاته أن الوصول إلى خطوة الإضراب الاستراتيجي المفتوح عن الطعام في
كافة السجون خطوة لاحقة لم تبت بها الحركة الأسيرة بعد، ليضيف:" لكن إذا تطورت
الأحداث داخل السجون فالحركة الأسيرة جاهزة لخوض الاضراب المفتوح عن الطعام في كافة
السجون".
وأكد
أن حالة الاغلاق العام التي تشهدها السجون في تلك الفترة تمنعهم من زيارة الأسرى للاطمئنان
على أوضاعهم، إلا أنه أكد أن التواصل معهم لا ينقطع.
انفجار متوقع
ووفقا
للأعرج فإن الحركة الأسيرة تسعى من خلال خطواتها التصعيدية النضالية المقبلة الوصول
إلى مرحلة العصيان المدني داخل السجون والذي يشكل ذروة برنامج النضال الوطني خلال الأيام
المقبلة.
هذه
التطورات تنذر بأن الأوضاع داخل السجون على حافة الانفجار بهدف التصدي للعقوبات الجماعية
التي فرضت بحقهم بقرار وتوجيه من الحكومة (الإسرائيلية).
وطالب
مدير مركز حريات لحقوق الإنسان الأعرج الصليب الأحمر بتحمل مسؤوليته والتدخل العاجل
من خلال زيارة السجون لتوفير الحماية للأسرى.
بدوره
مدير مركز دراسات الأسرى رأفت حمدونة يؤكد أن الأحداث وخاصة داخل سجن نفحة وليشل وريمون
والنقب تتطور بشكل سريع ما ينذر بحدوث انفجار خاصة بعد أن أبلغ الأسرى المركز ببلورة
خطة نضالية ستبدأ في تنفيذها بالعاشر من مارس المقبل.
وبحسب
حمدونة هذه الخطة وافقت عليها كافة الفصائل في كافة السجون وتوقع أن تشمل اضرابات مفتوحة
عن الطعام وخطوات لها علاقة بحل التنظيمات أو ارجاع لوجبات الطعام كما وقف الزيارات.
وأشار
إلى وجود تنسيق مع الخارج لتصبح خطة الحركة الأسيرة النضالية شاملة بمساندة الشارع
الفلسطيني بكل أطيافه ومكوناته.
وفي
السياق ذاته، أفاد مكتب إعلام الأسرى نقلا عن الأسرى في السجون أن أسرى حركتي حماس
والجهاد ما زالوا يصعدون من خطواتهم الاحتجاجية لمنع الإجراءات التعسفية وسياسة التنقلات
التي تنتهجها مصلحة السجون.
وأوضح
عبد الرحمن شديد مدير مكتب إعلام الأسرى أن أسرى الحركتين أغلقوا الأقسام داخل سجن
"نفحة" ومنعوا الدخول إلى الغرف ضمن سلسلة خطوات احتجاجية يقومون بها تضامنا
مع الأسرى في سجن "رامون" بعد عملية طعن الضابط "أزولاي".
المصدر:
الرسالة نت