«الأقصى».. تواطؤ عربي وهجمة إسرائيلية غير مسبوقة
السبت، 19 أيلول، 2015
مع التصاعد غير المسبوق في اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي
على المسجد الأقصى المبارك والمصلين، في محاولة لفرض التقسيم الزماني والمكاني للمسجد،
يرى مراقبون أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يسعى إلى تدشين مرحلة جديدة في
حربه على المسجد الأقصى، ويدفع باتجاه تفجير الأوضاع في القدس والأقصى خلال الأيام
القادمة، مستغلًا حالة الصمت والتواطؤ العربي والإسلامي تجاه ما يجري.
واستغل الاحتلال "رأس السنة العبرية" وشن هجومًا
عنيفًا على الأقصى من خلال تفريغه من المصلين وتحويله ومحيطه إلى منطقة عسكرية مغلقة،
واقتحامه للجامع القبلي المسقوف وإحداث دمار كبير وحريق فيه، في وقت سمح للمستوطنين
والشخصيات الإسرائيلية باقتحامه، وتأدية بعض الطقوس والصلوات اليهودية.
وتوالت تصريحات وزراء حكومة نتنياهو بخصوص تغيير "الوضع
القائم بالأقصى"، وقال وزير الأمن الداخلي غلعاد أردان "لابد من إعادة النظر
بالترتيبات في المسجد الأقصى وتغييرها"، فيما قالت وزير التربية "ميري ريجف"
إنه يجب منع المسلمين من دخول الأقصى.
تواطؤ عربي
واتهم المختص في شؤون القدس جمال عمرو دولًا عربية بالتواطؤ
مع الاحتلال في الاعتداء على المسجد الأقصى من أجل إنهاء هذا الملف وتصفية الوجود الفلسطيني
فيه.
وقال عمرو لوكالة "صفا" إن" جرأة الاحتلال
في الاعتداء على الأقصى واقتحام المصلي القبلي وتحطيم نوافذه وأبوابه التاريخية غير
مسبوقة، وتأتي في ظل رد عربي وفلسطيني ضعيف".
و"كل ذلك يدلل على أن هناك تواطؤ خطير جدًا مع الاحتلال
تنفذه به بعض الجهات العربية للانقضاض على الأقصى وإنهاء هذا الملف، ونحن نشعر بالغضب
الشديد إزاء هذا العدوان الآثم على الأقصى.
وتابع "نحن بتنا أمام تسارع إسرائيلي خطير للفتك بمدينة
القدس وأهلها، وتصفية الوجود الفلسطيني في الأقصى قبيل حدوث أي تطور ما في المنطقة.
وأكد أن الاحتلال بدأ فعليًا باتخاذ إجراءات صارمة لتصفية
الوجود الفلسطيني في الأقصى، وذلك من خلال تحديد المسموح لهم بالدخول إلى المسجد، واعتبار
المرابطين والمرابطات فيه تنظيمًا غير شرعي، وتنفيذ حملة اعتقالات وإبعادات بحق المصلين.
خطة مبرمجة
وحسب عمرو، فإن الاحتلال لديه خطة مبرمجة وممنهجة وبمنتهى
الخطورة للتخلص من المرابطين في الأقصى"، محذرًا من قادم الأيام وما تحمله من
مخاطر جسيمة على المسجد ورواده.
وشدد على أن الأمور تسير من سيء إلى أسوأ وبدأت تأخذ منحى
خطير، متوقعًا أن تكون الأيام القليلة القادمة عصيبة وكارثية على المسجد الأقصى، وأن
تزداد القبضة الحديدية عليه، بالإضافة إلى حملات الاعتقال والإبعاد عنه.
وأضاف "لابد من اندلاع انتفاضة شاملة وكاملة تقلب الطاولة
على الاحتلال، وتغير مجريات الأوضاع في المنطقة كلها من أجل نصرة الأقصى، ووقف الاعتداءات
الممنهجة بحقه"، مضيفًا "على الاحتلال أن يدرك تمامًا أن المسألة مسألة وقت،
وأن الثورة قادمة لا محالة لها".
ودعا الشعوب العربية والإسلامية والعلماء والقادة والخطباء
والعسكريين للخروج إلى الميادين والشوارع، وإغلاق السفارات الإسرائيلية، وتحطيم المصالح
الأمريكية من أجل الانتصار للمسجد الأقصى، والدفاع عنه.
وكان نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني الشيخ
كمال الخطيب اتهم في تصريح صحفي أطرافًا عربية وفلسطينية "بالتوافق مع الاحتلال
على التقسيم الزماني للمسجد الأقصى"، قائلًا إن "هناك أطراف عربية رسمية،
وأطراف أخرى فلسطينية (لم يذكرها) توافقت مع الاحتلال على التقسيم الزماني للأقصى".
وأضاف أن" دليل اتهامنا لهذه الأنظمة حجم الصمت الكبير
من قبلهم، تجاه ما يجري من هجمة كبيرة، على الأقصى"، لافتًا إلى أن ما يجري على
الأرض من مشاريع ومخططات إسرائيلية تجاه الأقصى هي الأخطر منذ العام 1967، كونها تستهدف
المسجد وبنيته، والتواجد الفلسطيني في محيطه.
مرحلة جديدة
ووصف المنسق الإعلامي بمركز "كيوبرس" محمود أبو
العطا ما حدث بالأقصى بالهجمة الوحشية غير المسبوقة، لافتًا إلى أن الاحتلال حول المسجد
إلى ساحة حرب بفعل اعتداءه الوحشي على المصلين والمعتكفين، واستباحة الجامع القبلي.
وأكد لوكالة "صفا" أن الاحتلال بدأ فعليًا يدشن
لمرحلة جديدة في التعامل مع المسجد الأقصى بأكثر شدة وصرامة، وذلك بتعليمات من رئيس
الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزيري الجيش موشيه يعلون والأمن الداخلي غلعاد
أردان.
و"ما قرارات نتنياهو بشأن تشديد العقوبة على راشقي الحجارة،
إلا إشارة بأن هناك تصعيد بحق الأقصى أكثر مما حصل خلال الأيام الأخيرة"، لأن
هناك حالة غضب شديدة في القدس والأقصى، ومن المتوقع أن تشتعل الأوضاع الميدانية أكثر
وتنفجر في وجه الاحتلال، وأن تتصاعد، خاصة خلال عيدي "الغفران" و"العرش"
المقبلين.
ويرى أن سيناريو الاحتلال المطروح الآن هو محاولة تكريس تفريغ
الأقصى كمرحلة من مراحل التهيئة لفرض التقسيم الزماني للمسجد الأقصى بقوة السلاح والبطش.
بدوره، قال رئيس الهيئة الاسلامية العليا في القدس الشيخ
عكرمة صبري "لو كانت المواقف العربية التي صدرت إزاء جرائم الاحتلال بحق الاقصى،
قوية وجادة، لكانت كفيلة حقًا بردعه عما يفعله، لكنها كانت خجولة وهزيلة وضعيفة".
ودعا صبري في لقاء مع "الجزيرة" الزعماء والحكومات
العربية إلى اتخاذ مواقف حازمة وقوية بشأن جرائم الاحتلال في المسجد الأقصى،
المصدر: وكالة صفا