القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
السبت 30 تشرين الثاني 2024

تقارير إخبارية

الأقصى.. هل يكون شرارة هبة شعبية جديدة؟

الأقصى.. هل يكون شرارة هبة شعبية جديدة؟


الإثنين، 21 أيلول، 2015

انتفض الشعب الفلسطيني يوم الجمعة الماضية تلبية لدعوات مختلفة لنصرة المسجد الأقصى المبارك الذي يتعرض لاقتحامات متتالية عنيفة وغير مسبوقة، تعمد خلالها الاحتلال تخريب محتوياته وتحطيم نوافذه والاعتداء على مرابطيه.

وأدت المسيرات التي خرجت من مساجد الضفة بعد صلاة الجمعة إلى مواجهات عنيفة أسفرت عن إصابات عديدة في صفوف الشبان من جهة وقوات الاحتلال والمستوطنين من جهة أخرى، خاصة في القدس المحتلة، الأمر الذي دفع الاحتلال إلى الاعتراف بأن الأوضاع قد تخرج عن السيطرة.

ويدفع هذا الأمر إلى التساؤل حول إمكانية حدوث هبة شعبية يفجرها المسجد الأقصى المبارك كما فجر انتفاضة الأقصى حين استباح الإرهابي أرئيل شارون باحاته في أيلول من عام 2000، وحول موقف السلطة إزاء ذلك خاصة بعد انتشار مقاطع مصورة حول قمعها المسيرات في بيت لحم ونابلس واعتدائها بالضرب على المشاركين.

رغم المعيقات

المحلل السياسي أحمد رفيق عوض قال لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" إن كل شيء جائز وممكن في ظل اعتداء الاحتلال الصارخ على المسجد الأقصى المبارك، مبيناً بأن الشعوب دوما تحمل المفاجآت؛ لأن ما يجري يمس بالخطوط الحمراء والمقدسات والعقائد، خاصة وأن هدف الاحتلال هو امتلاك الأقصى.

ويرى عوض بأن هناك الكثير من المعوقات التي تحول دون قيام هبة شعبية، ولكن الشعوب لا تعمل تحت قوانين فيزيائية، ولديها أولوياتها بالرغم من وجود معيقات، كما قال.

ويؤكد بأن الاحتلال لم يكن يتوقع هذا الحجم من الهبة الجماهيرية يوم الجمعة لأنه كان ينوي الاستفراد بالقدس، وألا تكون هناك ردود فعل، فوقع تحت ضغوطات أولها شعبية فلسطينية، ومن ثم ضغوطات دولية وإقليمية كثيرة، فاضطر لتقديم التسهيلات رغماً عنه.

وقال "إن المطلوب في هذه المرحلة من السلطة أن تقود الشعب الفلسطيني وأن تكثف من الجهود في المحافل الدولية، وعلى الأرض أن تقوم بحماية المسجد الأقصى لأن هذه هي وظيفتها".

السلطة لا ترغب

المحلل السياسي خالد العمايرة أكد لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" أن موضوع المسجد الأقصى المبارك هو الخط الأحمر الأول والأخير بالنسبة للشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية والمسلمين بشكل عام، مبينا بأنه إذا لم يؤدِّ الاعتداء على المسجد إلى ثورة عارمة في كل مكان، فمعناه أن على المسجد الأقصى وعلى الشعب السلام.

ويرى العمايرة بأن الاحتلال ينفذ جانباً من الإجراءات التي يتخذها لنزع الشحنة الكهربائية من الشعب الفلسطيني وتطويعه مع الشعوب الإسلامية الأخرى بطريقة تدريجية، وأنه لا يريد حتى في نهاية المطاف أن يقدم على خطوة دراماتيكية مرة واحدة لأنها ستثير المسلمين ضده بشكل غير مسبوق، بل يقوم بالتهويد والتقسيم بطريقة تدريجية حتى يعتاد الناس عليها ثم تكون خطوة تقسيم الأقصى.

وفيما يتعلق بموقف السلطة؛ يؤكد العمايرة بأنها لا ترغب في حدوث هبة جماهيرية لأن ذلك يؤثر عليها وعلى مصالحها، وهي ملتزمة بالتنسيق الأمني مع الاحتلال، ولذلك لا يمكن التوقع من السلطة أي دور إيجابي أو دور يمكن التعويل عليه في هذه المواجهة المستمرة، والتي ستدوم سنوات طويلة فيما يخص المسجد الأقصى المبارك.

ويضيف بالقول: "المسجد الأقصى هو قلب فلسطين، وقلب القضية، لذلك إذا فقد الإنسان قلبه سيموت، وإذا فقد الفلسطينيون الأقصى فإن قضيتهم ستموت".

المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام