القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

تقارير إخبارية

«الأونروا» مدانة ولو أضاءت العشرة

«الأونروا» مدانة ولو أضاءت العشرة

الجمعة، 24 حزيران 2011

فيما تبادر «وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين» (الأونروا) إلى تحسين خدماتها الصحية، يصرّ اللاجئون الفلسطينيون على التصعيد ضد سياساتها بسبب غياب الثقة بين الطرفين. وهذا ما برز جدياً أمس إذ عقدت «الأونروا» ورشة عمل في فندق الكومودور أعلنت خلالها جملة من التقديمات الصحية. بالنسبة إلى الوكالة فإن مجرد زيادة ميزانية القطاع الصحي يعدّ إنجازاً بحد ذاته، يستحق الإضاءة عليه خصوصاً بعد تردي خدماتها في السنوات الأخيرة. إذ كانت «ميزانية القطاع الطبي في الاونروا في السنوات الماضية مليوني دولار، أما الآن فوصلت هذه الميزانية الى 7 ملايين دولار»، تقول د. منى عثمان رئيسة قسم الصحة في الأونروا.

ورشة العمل انقسمت الى ثلاث حلقات. في الحلقة الأولى عرض للواقع العام للقطاع الصحي في الوكالة. عرض يعرفه اللاجئون جيداً، فهم كانوا قد عايشوه لفترة طويلة. تحدثت د. عثمان عن «تسهيل قدرة الوصول إلى مراكز الاستشفاء، خصوصاً أنها موزّعة جغرافياً في كلّ المخيمات، ما يسهل الوصول إليها». الأونروا تعرف طبيعة التحديات التي تواجهها وأن هناك فئات كبيرة من المجتمع الفلسطيني لا تستفيد من خدماتها بالشكل المطلوب، إذ إن ذوي الاحتياجات الخاصة لا يمكنهم أن يصلوا إلى بعض «عيادات الأونروا التي تقع على التلال»، يقول قاسم صباح منسق المنتدى الفلسطيني للمعوقين. تحديات الأونروا لا تنحصر في هذا المجال فقط، إذ تغيب خدمات العناية بالصحة النفسية والعقلية التي تبين أنها منتشرة بنسبة كبيرة بين أوساط اللاجئين.

ورشة العمل هذه غابت عنها أغلب المؤسسات الاهلية الفلسطينية، على الرغم من توجيه الدعوة إليها. وتخطط بعض الجمعيات والفصائل الفلسطينية للقيام بتحركات تصعيدية ضد الوكالة، لأن «ما تقدمه الأونروا لا يرقى الى المستوى المطلوب منها» بحسب البعض. وكانت جمعية «شاهد» قد أصدرت بياناً أمس بعد انسحابها من المؤتمر أعلنت فيه أن هذا المؤتمر هو محاولة «فاشلة لتضليل الرأي العام عن الحقيقة المؤلمة التي يلمسها اللاجئون كل يوم».

في الحلقة الثانية تحدث المشاركون عن دور التمويل وكيف أن «احتياجات المرضى في ازدياد، وأن نسبة تكاليف الرعاية الصحية تزداد بما يقارب 8% سنوياً، والميزانيات تبقى على حالها» وفق ما يقول انطوان رومانوس رئيس قسم المهن الطبية في وزارة الصحة. رومانوس عرض الواقع الصحي في لبنان، ليدخل منه الى الشراكة التي حصلت بين الحكومة اللبنانية والأونروا التي تعاقدت مع بعض المستشفيات الحكومية. اما الحلقة الثالثة فبحثت في سبل تحسين الجودة وتأمين التغطية اللازمة لبعض الأمراض المستعصية. وأعلنت الأونروا أنها ستقوم في السنوات الثلاث المقبلة بحملة من أجل رفع مستوى تغطيتها لتكاليف الأمراض المستعصية من 40% إلى 85% وذلك بالتعاون مع وزارة الصحة اللبنانية. يشار الى أن خطباء المساجد في المخيمات سيتلون اليوم بياناً يطالبون فيه «اللجان الشعبية والأهلية ومؤسسات المجتمع المدني» بـ«المشاركة في الاعتصامات التي ستنفذ في كلّ المخيمات يوم الأربعاء المقبل عند الساعة الحادية عشرة صباحاً مع إغلاق لمكاتب مديري الأونروا في المخيمات، احتجاجاً على عدم استجابة إدارة الوكالة لمطالب شعبنا المحقة، وبسبب الدور المشبوه التي تمارسه هذه الادارة ضد قضيتنا، والمطالبة برحيل المدير العام من لبنان فوراً»، كما يقول البيان.

المصدر: جريدة الأخبار - قاسم س. قاسم