البؤر الاستيطانية
في الطور.. نقاط تماس ساخنة مع الاحتلال
الإثنين، 27 تموز، 2015
تشرف مستوطنة بيت أوروت
ذات الموقع الحيوي والاستراتيجي على البلدة القديمة والمسجد الأقصى حيث تقع في حي الصوانة
ببلدة الطور شرق القدس المحتلة.
ويقول المختار خضر أبو سبيتان
لـ "المركز الفلسطيني للإعلام": "في بلدة الطور يوجد موقعان استيطانيان،
أهمهما الذي أطلق عليه بيت أوروت يقع في منطقة الصوانة عند تقاطع مستشفى المطلع والمقاصد
والهلال".
ويضيف: "المستوطنون
استولوا على بيت قديم كان ديرا وأرضا واسعة، وقد تم تسريبه عن طريق مؤسسة صهيونية في
أمريكا، ويعود لعائلة أبو سبيتان، منذ أكثر من ثلاثين عاماً".
ويشير إلى أن: "المستوطنين
سيطروا على موقع الدير في البداية، وتركوه فترة من الزمن، ومن سنتين ونصف وحتى الآن
بدؤوا بالعمل فيه، وقد تم بناء 34 وحدة سكنية، ويسكنه المستوطنون وعائلاتهم".
ويضيف: "بالاضافة للاستيلاء
على الدير استولوا على الأراضي المجاورة له، ووضعوا كاميرات وأقاموا مغفر شرطة فيها،
وكان من المخطط أن تكون هذه الأرض مدرسة إعدادية
للبنات ولكنها استخدمت للمستوطنين".
وحدات استيطانية
ويقول أبو سبيتان:
"تنوي حكومة الاحتلال المصادقة على بناء 40 وحدة سكنية استيطانية في هذه الأرض
الخالية، والتي يوجد فيها مغفر للشرطة وباب حديدي متحرك".
ويوضح أن: "شرطة الاحتلال
وحرس الحدود تتجمع أمام مستوطنة "بيت أوروت" عندما تريد أن تشن حملة اعتقالات
أو اقتحامات لمنازل بلدة الطور وحاراتها؛ تكون هي نقطة انطلاقتهم".
ويشير إلى أنه: "من
فترة لأخرى يتعرض المستوطنون لسيارات المواطنين المقدسيين بضربها بالحجارة، كما يغلقون
الطريق بالحجارة والذي يعتبر المدخل الرئيسي للبلدة باتجاه الأقصى والبلدة القديمة،
كما يتم إقامة حاجز طيار يعمل على تحرير المخالفات للمواطنين المقدسيين".
وبين أن مستوطنة "بيت
أوروت" تعتبر نقطة احتكاك دائمة وشعلة للمواجهات؛ حيث تواجد الشرطة بشكل كثيف
وعلى مدار الساعة".
ويوضح أبو سبيتان أن
"الموقع الاستيطاني الآخر والذي يقع في منطقة الخلوة والتي هي في الجزء الشرقي
المحاذية على تلة جبل الزيتون للمسجد الأقصى، وبجابنه موقعان سياحيان: مصعد المسيح،
ومقام رابعة العدوية".
ويقول: "المبنى تم
تسريبه إلى الجمعيات الاستيطانية، ويحتوي على ثلاث شقق سكنية فوق بعض، وأعلاها يرفرف
عليها العلم الصهيوني، وبجانبهم ثلاثة شقق أخرى تم تسريبهم عن طريق سماسرة، وتعود هذه
المنازل لعائلة أبو الهوى وكسواني وعائلات مقدسية أخرى".
استفزاز العلم
ويبين أن "هذه البؤرة
الاستيطانية تشكل مدخل لمنطقة الخلوة ومدخل لسكانها الأصليين، ويتواجد حرس الحدود وأمن
المستوطنين والشرطة أربعة وعشرون ساعة، وهي بؤرة استيطانية دائمة الاحتكاك، ويتعرض
ساكنوها لاستفزازات المستوطنين وأولادهم وحرس الحدود والكاميرات، ووضع العلم الصهيوني
المستفز دائما أبداً لمشاعر المقدسيين".
ويشير إلى أن "العلم
الصهيوني الموضوع على المنازل يعتبر من أعلى الأعلام، وهو ذو إطلالة ويشكل وصمة عار
علينا كعرب وكمقدسيين، من يستطيع رؤية علم للمحتل وعلى جبل الزيتون في منطقة مشرفة
على ساحات الأقصى والبلدة القديمة ويبقى صامتا؟".
ويلفت أبو سبيتان إلى أن
المستوطنين يحاولون السيطرة على كل منطقة في مدينة القدس وبالأخص القريبة من البلدة
القديمة والأقصى "فهي منطقة حساسة وجميلة بإطلالتها، فإذا ذهبت لمنطقة الخلوة
تشعر وكأنك تمشي في ساحات الأقصى لقربها من الأقصى هوائيا. وحكومة الاحتلال تراقب ساحات
الأقصى من تلك البؤرة الاستيطانية".
ويقول الباحث في شؤون الاستيطان
أحمد صب لبن، إن "مستوطنة بيت أوروت هي عبارة عن مدرسة دينية تم توسعتها مؤخراً
ببناء 24 وحدة سكنية، ويسكنها تقريبا مئة مستوطن، بالإضافة للمستوطنين المتواجدين بشكل
يومي في المدرسة الدينية".
ويضيف لـ"المركز الفلسطيني للإعلام":
"حكومة الاحتلال تخطط لبناء طابق جديد على أسطح الأربع بنايات حيث تحتوي على وحدتين
سكنيتين بحيث يصبح العدد 32 وحدة سكنية في المستوطنة"، مضيفاً: "مستوطنة بيت
أوروت تشكل الحلقة الاستيطانية الثانية المحيطة
في مدينة القدس، حيث تبدأ الأولى من مستوطنات البلدة القديمة، وبيت أوروت تشكل حلقة
متواصلة مع مستوطنات البلدة القديمة".
ويشير صب لبن إلى أن حكومة الاحتلال تسعى من خلال المستوطنات
إلى خلق واقع جديد على أراضي مدينة القدس؛ بحيث تفشل أي مخطط يؤدي إلى تقسيم مدينة
القدس، كما تهدف إلى قيام القدس الموحدة والتي تعتبر عاصمة الكيان الصهيوني.
ويقول: "تواجد المستوطنات
والبؤر الاستيطانية يشكل ضغطا كبيرا على السكان الأصليين للبلدات؛ حيث تتحول إلى نقاط
صراع وتماس يومية ومباشرة، ويتم من خلالها الاعتداء على المواطنين وتحديد حركتهم".
ويوضح صب لبن أن حكومة الاحتلال
تسعى إلى إقامة التل فريك الهوائي لربطه، ساعية في ذلك إلى تدعيم السياحة الاستيطانية
وتوسعتها، حيث يكون انطلاقه من باب المغاربة إلى منطقة الخلوة في الطور، وكذلك إلى
منطقة المطلة.
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام