«البوابة».. حائط الصد بين مزارعي طولكرم وأراضيهم
الأربعاء، 27
أيار، 2015
حال بينهم وبين أراضيهم بوابات صهيونية أوصدها
الاحتلال أمام عملهم ومصدر رزقهم، ليواجهوا أزمات تلف المحاصيل وخراب الأراضي، إلا
أنهم ثابتون صامدون رغم خسائرهم، مؤكدين أنهم لن يتركوا أراضيهم رغم جرائم الاحتلال..
إنهم مزارعو أراضي جنوب طولكرم.
فعلى جدار الفصل العنصري تراهم يقفون أمام البوابات
المغلقة محاولين تخطي نقطة العبور التي تمنعهم من الوصول لآلاف الدونمات التي يملكونها،
ورغم ضيق الوقت الذي يعطيه الاحتلال للمرور إلا أنهم يحاولون تخطي العقبات لإنقاذ ما
يمكن إنقاذه من أراضيهم وعدم ترك الاحتلال ينجح في مخططه في تدميرها وإجبارهم على التخلي
عنها.
إغلاق متكرر
ويمارس جيش الاحتلال انتهاكات واسعة بحق المزارعين
الفلسطينيين جنوب محافظة طولكرم شمال الضفة الغربية بمنعهم من الوصول إلى أراضيهم الواقعة
خلف جدار الفصل العنصري وذلك بالإغلاق المتكرر لبوابات الدخول في وجه المزارعين وأصحاب
الأراضي.
بوابة فلامية الزراعية التي أقامها الاحتلال قبل
عدة سنوات؛ تعد نقطة العبور الوحيدة لمزارعي قرى الكفريات الست وقرية فلامية جنوبي
طولكرم نحو أراضيهم المقدرة بالآلاف الدونمات.
يمنح جنود الاحتلال مساحة ضيقة من الوقت لمئات
المزارعين للدخول والخروج من بوابة فلامية، الأمر الذي يؤدي إلى إعاقة وصولهم الى أراضيهم
بسبب المماطلة في إجراءات التفتيش والإجراءات الأمنية مما يتسبب بعزوف المزارعين عن
الدخول، وبالتالي تلف محاصيلهم وخراب أراضيهم.
المزارع حسام توبة، من قرية كفر جمّال أكد أن
الاحتلال يفتح بوابة فلامية الزراعية في ثلاث فترات يوميا، تقدر مجموعها بساعة ونصف
فقط؛ ابتدء من الصباح مرورا بالظهيرة وقبل غروب الشمس.
ويقول: "منذ ساعات الصباح ونحن ننتظر الخروج
من أراضينا الزراعية المقدرة بمئات الدونمات بعد الانتهاء من العمل فيها، جيش الاحتلال
يمنعنا من التحرك بحرية، نعم صحيح هناك أوقات محددة لفتح البوابة؛ إلا أننا نظلم وتظلم
معنا محاصيلنا الزراعية".
أما المزارع فراس شهوان، من قرية فلامية؛ يرى
أن ما يقوم به الاحتلال من إجراءات على بوابة فلامية الزراعية هو لتدمير أراضي المزارعين
والنيل منهم؛ ودفعهم للتخلي عنها.
تلف المزروعات
يتسبب منع الاحتلال للمزارعين من الوصول الى أراضيهم
بتلف كميات كبيرة من محاصيلهم الزراعية التي تحتاج إلى الرعاية اليومية والمتواصلة.
يقول المزارع فراس شهوان: "نزرع الزعتر والزيتون
والحمضيات والجوافة في أراضينا خلف هذه البوابة، التي يفتحها الاحتلال نصف ساعة صباحا
ومثلها ظهرا ومساء، زد على ذلك الإغلاق بشكل متكرر، والتضييق على عملنا".
ويضيف شهوان "خسرت ما يقارب من 1000 صندوق
من الجوافة؛ بسبب إغلاق الاحتلال للبوابة عدة أيام، ولم أتمكن من الوصول إلى أرضي".
وأكد شهوان أن روح تحدي الاحتلال واجراءاته ما
زالت باقية وقال: "سنبقى بأرضنا، رغم خسارتنا بفعل الاحتلال وإعاقته لها؛ ويجب
على الجميع أخذ مسؤولياته تجاهنا للحفاظ على الأراضي الزراعية التي كانت سابقا سلة
فلسطين الغذائية من الحمضيات والجوافة".
مطالب بالمساندة
يستمر المزارعون بصمودهم وتحديهم في الوصول الى
أراضيهم، ويطالبون من الجهات المختصة مساندتهم في دعم صمودهم في وجه إجراءات الاحتلال
التعسفية.
الجهات المحلية المختصة تنظر لواقع بوابة فلامية
الزراعية بعين من القلق؛ حيث تشكل خطرا على مستقبل المزارعين وعائلاتهم، فبلدية الكفريات
قالت أنها ستنقل معاناة المزارعين إلى الجهات المختصة؛ لوقف ممارسات الاحتلال بحقهم.
رئيس بلدية الكفريات عبد الغني مرشد، قال إن بلديته "وكافة المزارعين يرفضون إجراءات
الاحتلال على البوابة الزراعية (914) سواء من الوقت المسموح به للدخول والخروج منها
أو نية الاحتلال إغلاقها واستبدالها بوابة جيوس القائمة أصلا".
وأضاف: "معاناة مزارعي الكفريات وفلامية
تجعل واقعهم الزراعي مقلق للغاية، نحن نعمل مع الارتباط المدني والعسكري في طولكرم
وقلقيلية لمساعدتهم في الصمود على أرضهم".
من جهته أكد مدير عام مديرية الارتباط المدني
في قلقيلية مهند شاور، عمل الارتباط المتواصل مع كافة الأطراف لتسهيل عمل المزارعين
في أراضيهم.
وقال: "كان هناك متقرح إسرائيلي؛ لفتح بوابة
جيوس المرقمة بـ (935) لمزارعي الكفريات وفلامية وجيوس كونها لا تبعد عن بوابة فلامية
الزراعية سوى كيلو متر واحد، مقابل فتحها لمدة أربع ساعات يوميا، إلا إننا رفضنا ذلك؛
خاصة وأن مئات المزارعين يستخدمون بوابة فلاميا والقرار يضر بممتلكاتهم".
يشار الى أن جدار الضم والتوسع العنصري الذي أقيم
على أراضي الكفريات وفلامية اقتطع مئات الدونمات؛ حيث تعد المنطقة أرضا زراعية خصبة،
وتزرع بالزيتون والجوافة والحمضيات.
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام