التراث الفلسطيني يرجع ذكريات الماضي لكبار غزة ومخاتيرها
السبت، 16
أيار، 2015
"حتمًا قرآنيًا يا شعبنا ع الديار هنعود"، بهذه العبارة الزجلية
يترنم الحاج عبد الرؤوف جودة بأغنية زجلية تراثية تعيد لسامعها ذكرى بلاد سلبها الاحتلال
من أهلها بقوة السلاح.
فالحاج جودة في الستينات من عمره كغيره ممن هجر من أرضه هو وعائلته قسرًا،
يجلس اليوم بجوار حفيده في خيمة مصنوعة من الجلد والتي يقول إنها تعيد له بعضًا من
ذكرياته الماضية.
ويشارك المهجر جودة ولفيف من مخاتير وكبار السن بالمحافظة الوسطى بمهرجان
شعبي دعت إليه دائرة شؤون اللاجئين التابعة لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) بمدينة
دير البلح وسط قطاع غزة، إحياءً لذكرى النكبة الفلسطينية المصادفة لهذا اليوم قبل
67 عامَا.
ويضم المهرجان الشعبي العديد من الفقرات التراثية الخاصة بالشعب الفلسطيني
ممثلةً بالزجل الشعبي والدبكة الفلسطينية والمربوعة البدوية وعرض الجمال والخيول وغيره
من تراث فلسطين القديم.
ويروي الحاج عبد الحميد لوكالة "صفا" قصة تهجيره من قرية السوافير
الشرقية والتي غادرها قسرًا وعائلته عام 1948، لينتقل إلى معاناة اللجوء والتشرد حالمًا
بالعودة لها والتنسم من هوائها.
ويقول الحاج مشيرًا لحفيده:" هؤلاء من سيحرر بلادنا المسلوبة، وإن
متنا فلن ينسوا قضيتنا، ولن يتخلوا عن شبر واحد فنحن زرعنا بقلوبهم حب الوطن والعودة
لها".
ويضيف لمراسل "صفا" أتيت لهذه الفعالية لأحيي ذكرى النكبة مع
أبناء شعبي من خلال إلقاء الشعر والزجل الفلسطيني على مسامع الجميع، ليعلموا أن لهم
تراث شعبي سلبه الاحتلال منا بقتله لآبائنا، ولم يعلم أنه راسخ بنفوسنا وقلوبنا".
جيل يحلم بالعودة
أما حفيده حذيفة ينشغل طيلة فترة جلوسه بالسماع لجده المهجر ولقصصه التي
من الممكن أن ترسم له صورة ولو بسيطة بذهنه عن قريته ووطنه المسلوب.
ويقول الطفل حذيفة (14عام) لمراسل "صفا": طالما استمع لحديث
جدي عن أرضنا المحتلة وأستمتع بالقصص الجميلة الذي يرويها لنا على شكل قصص شعرية، فأحلم
بالعودة لها لكي أرى ما سلبه الاحتلال من أجدادي".
ويضيف"بمجرد سماعي للقصص من جدي ترجع بي الذاكرة للصورة التي ارتسمت
في مخيلتي عن الوطن وعن تراثنا التي حوله الاحتلال بظلمه إلى خراب"، مؤكدًا أنه
لن ينسى ما يورثه جده له من مفاتيح وأوراق "طابو" وسيعود لقريته يومًا ويفتحها
وينعم بها كما كان جده.
تمسك بالحقوق والتراث
من جانبه يقول عضو لجنة الافتاء
ودائرة الإصلاح ماهر الحولي إن دلالة الخيمة الشعبية المنتصبة في المهرجان تؤكد على
الامتداد الوطني والتاريخي، وتمسكنا بالحقوق الوطنية والتاريخية فمن خلالها نوجه رسالة
بأننا نقيم إقامة العابرين في هذه الأرض وحتمًا سنرجع لأرضنا المحتلة".
ويؤكد الحولي لمراسل "صفا" أن من يتنازل عن ذرة تراب من أرض
الوطن هو خائن لله وللرسول ولجميع الفلسطينيين لأن الأرض لا يملكها شخص أو أي فرد فهي
وقف ديني لا يجوز التفريط فيه.
ويضيف" أننا نحيي هذه الذكرى الأليمة بهذه الفقرات التراثية كي نحفظها
من الزوال، ولنذكر الجميع بالجرح الغائر الذي أصاب أهلنا من سلب لأراضيه ومقدراته،
ولنعلم العالم بأننا متمسكين بأرضنا ولن نقبل بأي حل سياسي او اخر إلا بعودتنا إليها".
ويوجه الحولي رسالة للشعب الفلسطيني" بأن توحدوا وانتبهوا لحق العودة
المسلوب منكم لانشغالكم بالمناكفات السياسية"، داعيًا أبناء الشعب الفلسطيني بإحياء
ذكرى النكبة كلًا في مكانه حتى تضل حاضرةً في نفوس الجميع "حتى نعود إلى أرضنا
يومًا بإذن الله".
المصدر: وكالة صفا