سليمان لـ «اللواء»: لا بد من المباشرة بمقاربة الاستراتيجية الدفاعية في جلسة اليوم والاتفاق عليها
التمادي في عدم الإلتزام بتعليمات الجيش لحماية المخيّمات ينطوي على خطر كبير على لبنان والفلسطينيّين
بقلم: عمر البردان
تكتسي جلسة هيئة الحوار الوطني التي ستعقد اليوم في القصر الجمهوري برئاسة رئيس الجمهورية ميشال سليمان اهمية كبيرة، كونها ستبحث في موضوع الاستراتيجية الدفاعية، حيث ينتظر ان يدلي «حزب الله» عبر ممثله النائب محمد رعد بدلوه في هذا الاطار، ويقدم وجهة نظره في ما يتصل بالاستراتيجية الدفاعية، في حال صدقت التوقعات، وهو ما تصر عليه قوى «14 آذار» التي تربط استمرار مشاركتها في الجلسات المقبلة ببحث هذه الاستراتيجية في جلسة اليوم، بالنظر الى الاهمية الكبيرة التي توليها لهذا الموضوع، باعتبار انها ترى انه من غير المقبول ان يترك السلاح على غاربه دون ان يتم حصره بيد الدولة وحدها وعبر قواها العسكرية والامنية، وان يكون قرار الحرب والسلم بيد الجيش اللبناني وليس بأيدي اي طرف آخر.
وكذلك الامر فإن ملف السلاح الفلسطيني سيكون حاضراً وبقوة على طاولة البحث، انطلاقاً من جدول اعمال الحوار الذي حدده الرئيس سليمان، اضافة الى ان التطورات الامنية التي شهدها بعض المخيمات الفلسطينية في لبنان، سيما ما جرى في «نهر البارد» و«عين الحلوة»، ستضع هذا الملف اولوية، وسيكون لأطراف الحوار وخاصة قوى المعارضة موقف هام من هذا الموضوع، لما له من تداعيات على الاوضاع الداخلية، ولأن هناك خشية من ان يكون ما جرى مدبراً ومنظماً لإعادة اغراق لبنان بالفوضى عن طريق اقحام الجيش اللبناني في جولات عنف جديدة مع الفلسطينيين لحرفه عن مهمته الاساسية في حفظ الامن وحماية السيادة اللبنانية، وهذا ما دفع القيادات اللبنانية الى اطلاق صرخة تحذيرية من خطورة ما جرى في «نهر البارد» و«عين الحلوة»، ودعوتها الى ضرورة اقفال هذا الملف وعدم افساح المجال امام احد للإيقاع بين الشعبين اللبناني والفلسطيني.
وعشية التئام المتحاورين مجدداً حول الطاولة البيضاوية، اكد الرئيس سليمان لـ«اللواء» ان «جلسة الحوار اليوم ستنطلق مما انتهت اليه الجلسة السابقة، وبالتحديد مما ورد في «اعلان بعبدا» الذي اجمع المتحاورون على مضمونه، وبالتالي لا بد من المباشرة بمقاربة موضوع الاستراتيجية الدفاعية والاتفاق عليها تمهيداً للانتقال الى التفاصيل ونقاشاتها»، مشدداً على «ان موضوع البدء ببحث الاستراتيجية الدفاعية في الجلسة المقبلة مطلب الجميع وان كانت المقاربات من زوايا مختلفة لدى كل طرف».
وفيما تركز الجهود اللبنانية الفلسطينية الى تطويق ذيول الاحداث الامنية الاخيرة التي حصلت في عدد من المخيمات، لتفادي حصول مواجهة لا يريدها احد، بين الجيش اللبناني والفلسطينيين يؤكد الرئيس سليمان ان «التمادي في عدم التزام القوانين والتعليمات والاجراءات التي يضعها الجيش من اجل حماية المخيمات ينطوي على خطر كبير، ليس على لبنان فقط، بل على الفلسطينيين انفسهم، ويضعف الموقف اللبناني الذي يقف اليوم وحيداً في الدفاع عن القضية الفلسطينية، كما ويعرض اهل المخيمات لاختراقات متنوعة».
ويلفت رئيس الجمهورية في هذا الخصوص الى ان «القيادات الفلسطينية بمختلف فصائلها واتجاهاتها تعي تماماً دقة الانزلاق الامني داخل المخيمات ومحيطها، وهي ابلغت القيادات اللبنانية السياسية والعسكرية والامنية التي تتعاطى معها احترامها القوانين اللبنانية وهي تعمل لضبط الاوضاع داخل المخيمات وتحاول منع الطوابير المتضررة المرتبطة بشبكات ارهابية من جرّ المخيمات، عبر افتعال حوادث متنقلة، الى صدامات مع الجيش اللبناني الذي يحظى بثقة وتأييد كونه الضامن الاساسي للسلم الاهلي وحامي الوحدة الوطنية».
ويشدد الرئيس سليمان على ان «اعلان بعبدا» كان واضحاً في دعم هيئة الحوار الوطني بكامل اعضائها للجيش على ان تتخذ الحكومة القرارات اللازمة التي تمكنه من القيام بدوره في حفظ الامن في الداخل وفي ضبط الحدود والتصدي للاعتداءات من اي جهة كانت. كما والعمل على تنفيذ مقررات الحوار السابقة المتعلقة بالسلاح الفلسطيني».
وتعرب اوساط سياسية رفيعة عن اعتقادها انه ليس امام الاطراف السياسية من خيار سوى استمرار التحاور برعاية الرئيس لان الخيار الوحيد الذي ينقذ البلد من الانزلاق نحو الهاوية، والحوار وحده الذي يحصن لبنان من تداعيات ما يجري في المنطقة، وحتى ولو لم يصل المتحاورون الى نتائج سريعة، لكن لا بد من ان يدرك الجميع اهمية بقاء قنوات التواصل والالتقاء قائمة بين الاكثرية والمعارضة، لان مصلحة لبنان وشعبه يجب ان تتقدم على اي مصلحة اخرى، ولا يجوز بالتالي قطع خطوط التشاور والتلاقي مهما كانت الاسباب.
المصدر: اللواء