"الجمهورية": مربّعات "عين الحلوة" تنتصر على "الأمن بالتراضي"
الثلاثاء، 20 كانونالأول، 2011
كتب علي داود في صحيفة "الجمهورية": خطف مخيم عين الحلوة الاهتمام السياسي والامني بعد الاشتباك بين حركة "فتح" وما تبقى من "جند الشام" و"فتح الاسلام"، غداة اغتيال احد مرافقي قائد الكفاح المسلّح الفلسطيني العميد "اللينو"، وبدت الجهود اللبنانية - الفلسطينية تترنح على وقع التهدئة والإنفجار، ووسط قناعة متزايدة بوجود مخطط مشبوه.
حبس الفلسطينيون في مخيّم عين الحلوة أنفاسهم وخرجوا من منازلهم لتفقد ما حل من أضرار في المخيم بسبب الاشتباكات الدامية بين حركة "فتح" و"جند الشام"، أمس الأول وحاولوا التعبير عن غضبهم مما جرى وسيّروا تظاهرة عفوية، فأُطلِقت نيران في الهواء أدت الى تفريقهم.
وسيطرت حالة ترقب في المخيم بعد اقفال المدارس وتراجع الحركة التجارية الى حدّ انعدامها، في ظل مساع حثيثة لتثبيت وقف النار غير المعلن رسميا، والذي جاء نتيجة تضافر جهود "فتح" وقوى أخرى في المخيم.
وفي معلومات لـ"الجمهورية" ان مشهد عين الحلوة سقطت فيه معادلة "الأمن بالتراضي" لتحل مكانها "المربعات الأمنية"، الأمر الذي قد يعني وقوع الإنفجار الكبير في أي لحظة.
وقال قائد "الكفاح المسلح الفلسطيني" في لبنان العميد محمود عيسى "اللينو" لـ"الجمهورية": "اننا سنعض على الجروح ولو قدمنا ألف شهيد، ولن ننجرّ الى اقتتال في عين الحلوة، ونحن ننسّق مع القوى الفلسطينية والاسلامية بغية كشف الجناة والاقتصاص منهم". وأشار الى "بؤرة أمنية في منطقة طوارىء عين الحلوة، توجد فيها فلول ما تبقى من "فتح الاسلام"، وقد آن الأوان لإنهاء ملفهم ولكن من دون إقتتال".
والى ذلك أكدت مصادر "فتحاوية" لـ"الجمهورية" ان مواقعها وعناصرها تُستهدف يومياً "على يد جماعات خارجة عن النسيج الفلسطيني من "جند الشام" و"فتح الإسلام" و"كتائب عبدالله عزام"، الذين باتوا في وضع منظم ويتخذون من مخيم الطوارئ معقلاً"، مشيرة الى ان "فتح" "أحبطت محاولات تمدد "جند الشام" الى سوق الخضر وحي الطيري وصولا الى الصفصاف وأرغمت الشراذم على الإنكفاء وتعاملت معها بالمثل".
ومن جهته قال قائد المقرّ العام لحركة "فتح" في لبنان اللواء منير المقدح لـ"الجمهورية": "أن في مقتل مرافق "اللينو" عامر فستق رسالة للمخيمات والقضية الفلسطينية"، مؤكدا أن "الأمن في مخيم عين الحلوة ممسوك، والوضع غير مقبل على انفجار مفاجئ حسبما يلوّح البعض". وقال :"تم رفع الغطاء عن المتسببين باطلاق النار لتوقيفهم وإحالتهم الى القضاء اللبناني".
في المقابل، شدد الجيش اللبناني المراقبة على مداخل المخيم، فيما شددت الأجهزة الأمنية اللبنانية مراقبتها في داخله وضاعفت إجراءاتها حوله في ظل معلومات تشير الى بلوغ التوتر ذروته بين حركة "فتح" ومنظمات فلسطينية اسلامية وأصولية.
وكانت لجنة المتابعة عقدت اجتماعات متواصلة في منزل "اللينو" لاعادة الهدوء الى المخيم، داعية النازحين الى العودة، وأعلنت رفع الغطاء عن كل من تسبب بإطلاق النار وتوقيف كل متورط وتسليمه إلى الجيش اللبناني.
وفي هذا الإطار، أكدت مصادر اللجنة لـ"الجمهورية"، ان "وضع المخيم أصبح خطيراً جداً، وبات قاب قوسين أو أدنى من الانفجار الكبير".
وقال أمين شعبة عين الحلوة في حركة "فتح" العقيد ماهر شبايطة لـ"الجمهورية": "ان ما يسمى "جند الشام" تحاول استدراج حركة "فتح" الى إقتتال فلسطيني ـ فلسطيني وجرّ مخيم عين الحلوة الى آتون الفتنة، إلاّ اننا في الحركة نُحبط في كل مرة مؤامرات تلك الجماعات التي لا تقبل التقارب الفلسطيني والإسلامي، بل تريد تنفيذ أجندتها لمآرب خارجية لا تخدم الشعب الفلسطيني".
وأكد شبايطة "حرص حركة "فتح" على سلامة 80 الف مواطن فلسطيني في عين الحلوة"، مشيرا الى انها "تسعى قدر المستطاع لتجنيب المخيم الكأس المرة التي تحاول هذه الجماعات تجريعها إياها"، وقال: "نحن في حالة دفاع عن أنفسنا، ونرد على إطلاق النار لإسكاته وندافع عن أمن المخيم وجواره، لأن عين الحلوة ليست جزيرة معزولة بل هي جزء من الجوار اللبناني"، مطالبا "ما تبقى من "جند الشام" بتسليم أنفسهم للقضاء اللبناني حفاظاً على أوضاعهم وأوضاع عين الحلوة".
المصدر: الجمهورية