الحاجة ختام.. تجذر في الأرض يقاوم «سيل» الاستيطان
الإثنين، 27 نيسان، 2015
إصرار المزارعة الفلسطينية ختام يعقوب من بلدة كفر الديك غرب سلفيت على فلاحة
أرضها؛ رغم خطر المستوطنين في مستوطنة "بدوئيل" وتهديداتهم المتواصلة، والتي
لا تلقي لها الحاجة بالا، ما هي إلا صورة أخرى من صور الثبات على هذه الأرض.
الحاجة يعقوب تحدت قطعان المستوطنين الصهاينة، غير مكترثة بوعيدهم لها، وتستمر
في عنايتها بحقل الزيتون الخاص بها الذي يجاوز عمره عمر الاحتلال الصهيوني.
ثبات وصمود
تقول لمراسل "المركز الفلسطيني للإعلام": "حب الوطن والأرض في
دمي، وأنا أذهب لحقلي وأعتني بأشجار الزيتون وزرعت مؤخرا قرابة 100 من غراس الزيتون،
والاحتلال والمستوطنون وتهديداتهم لا تخيفني لأنها هي موتة واحدة، والشهادة الكل يتمناها
دفاع عن أرضه".
يعقوب؛ تقوم كل يوم في الصباح الباكر وتجهز دابتها وطعامها وماءها؛ ومن ثم تتوجه
إلى حقلها الواقع إلى الغرب من بلدتها، حيث تقوم بالعناية بحقلها من الزيتون المكون
من عدة دونمات زراعية.
وعن من يقوم بدعمها بفلاحة أرضها وزراعتها تقول: "لا أحد سوى الله؛ فهو
من يحمينا من قطعان المستوطنين، وهو من يثبتنا فوق أرضنا؛ وهنا أسجل عتبي على قلة دعم
المزارعين من قبل المؤسسات؛ فالاستيطان يبتلع أراضينا وكل العالم يتفرج علينا".
المستوطنون لم يتركوا الحاجة يعقوب ولا أهل بلدتها من أذاهم، يجرفون الأراضي
يوميا، ويزعمون كذبا وزورا أنها لهم، تقول الحاجة: "كل مزاعم اليهود وأكاذيبهم
لا تنطلي علينا، وعليهم الرحيل".
تجاعيد وجه الحاجة يشبه تجذر شجر الزيتون
في الأرض، فعلاقة الزيتون بالحاجة يعقوب لا يمكن وصفها إلا كمن يربي طفلا يغرس في قلبه
حبا كبيرا لأرض سرقت بظلم عالم لا يرحم.
وتشير يعقوب إلى أن أراضي كفر الديك استولى عليه المستوطنون؛ ولم يتركوا إلا
القليل من الأراضي الزراعية لأهالي بلدة كفر
الديك، وإن خنازير يطلقها المستوطنون تتلف المزروعات والأغصان، وأن المزارع يترك وحيدا
في مقارعة ومقاومة الاستيطان.
الاستيطان يلتهم كفر الديك
بدوره، يشير الباحث خالد معالي إلى أن الاستيطان لم يبق أراض لبلدة كفر الديك
بنسبة 90% كمصادر أو سيصادر لاحقا وتم توزيع
إخطارات بذلك؛ وما تبقى هو قرابة 10% يقع غرب
البلدة؛ وتمهيدا لمصادرته أعلن الاحتلال عن منطقة أراضي "بنات بر" الواسعة
غرب البلدة كمحمية طبيعية تمهيدا للاستيلاء عليها
لاحقا.
وأضاف معالي في حديث لمراسلنا أن جرافات المستوطنين تشاهد من داخل بلدة كفر
الديك وهي تقوم بتجريف الأراضي حول مستوطنات: عليه زهاف، وبدوئيل، وليشم؛ وأن 24 مستوطنة
تطوق وتخنق 18 تجمعا سكانيا في محافظة سلفيت؛ وأن عدد المستوطنين يفوق عدد الفلسطينيين
في محافظة سلفيت.
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام