القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

تقارير إخبارية

«الحيادية» سلاح «الأونروا» لـ«تكميم الأفواه»: فصل 4 معلمين في لبنان يثير غضباً عارمًا واحتجاجات عاجلة


بيروت – لاجئ نت|| الأربعاء، 25 حزيران/ يونيو، 2025

بعد سبعة أشهر من الإجازة الإدارية المدفوعة، أصدرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في لبنان قرارًا بفصل أربعة معلمين بارزين، بينهم رئيس اتحاد المعلمين ومدير مدرسة القدس، بحجة "خرق الحيادية". هذه الخطوة، التي وصفت بـ"التعسفية والظالمة"، أشعلت موجة غضب واسعة في أوساط اللاجئين والمعلمين، ودفعَت المخيمات الفلسطينية نحو التصعيد.

أسماء في واجهة المواجهة

شمل قرار الفصل الأستاذ إبراهيم مرعي (رئيس اتحاد المعلمين ومدير مدرسة حطين في مخيم عين الحلوة)، الأستاذ ماهر طويّة (مدرس في ثانوية عمقا بمخيم نهر البارد)، الأستاذ أسامة العلي (مدرس في ثانوية الناصرة بمخيم البداوي)، والأستاذ حسان السيد (مدير مدرسة القدس بمخيم برج البراجنة – بيروت). هؤلاء المعلمون كانوا قد أوقفوا في يناير الماضي بدعوى "خرق سياسة الحيادية" بناءً على تعليقات وطنية فلسطينية نشروها على وسائل التواصل الاجتماعي.

صمود في وجه القرار ورسائل مؤثرة

في ردود فعل مؤثرة، تحدث الأستاذ ماهر طويّة باسم زملائه، مؤكدًا تلقيهم قرار الفصل "بصبر ورضا"، ومؤمنين بأن "الرزق بيد الله، وليس بيد الوكالة". من جانبه، وجه المعلم المفصول إبراهيم مرعي رسالة إلى زملائه والمجتمع الفلسطيني، قال فيها: "لن ننكسر، وسنبقى أوفياء لقضية معلمينا وطلابنا وشعبنا"، منتقدًا "الدور الذي لعبه البعض في أذيتهم من أجل مصالح ضيقة".

إدانات واسعة وتساؤلات حول التوقيت

أدانت كل من "الهيئة 302 للدفاع عن حقوق اللاجئين"، "مؤسسة العودة الفلسطينية"، ومنظمة "ثابت لحق العودة" بشدة قرارات الفصل. اعتبرت هذه المنظمات أن القرار "مسيس"، و"مجحف"، و"تعسفي"، و"انتهاك صارخ لحقوق العاملين"، و"رضوخ لضغوط خارجية" تهدف إلى "تكميم الأفواه" و"تجريم التعبير الوطني الفلسطيني".

ولفتت "الهيئة 302" إلى التوقيت "غير البريء" لقرار الفصل، الذي جاء عشية انعقاد اللجنة الاستشارية للأونروا ومناقشة تقرير تقييمها الاستراتيجي، معتبرةً أن ذلك يهدف لإعطاء انطباع بـ"الحزم" و"عدم التراخي" لإرضاء الكيان المحتل والدول المانحة.

تصعيد ميداني: إغلاق مكاتب "الأونروا" وعصيان مدني

في رد فعل مباشر على القرار، أغلق نشطاء مكاتب "الأونروا" في مخيم البداوي شمال لبنان، معلنين العصيان المدني. ويأتي هذا التصعيد بعد سلسلة من الاحتجاجات والإضرابات التي شهدتها مدارس "الأونروا" والمخيمات الفلسطينية منذ توقيف المعلمين في يناير. تحذر الأوساط الفلسطينية من أن هذه الخطوة ستفتح فصلًا جديدًا من التوتر في العلاقة بين اللاجئين والوكالة، خاصة في ظل تدهور الخدمات وتصاعد انعدام الثقة.

يُشار إلى أن المعلمين المفصولين كانوا يشكلون قيادة نقابية فاعلة ضمن "اتحاد المعلمين المستقل"، الذي برز كصوت معارض لسياسات تقليص الخدمات والضغط على العاملين داخل "الأونروا".