الذكرى الخامسة والستون للنكبة.. إصرار على العودة
الأربعاء،
15 أيار، 2013
يحيي اللاجئون الفلسطينيون في لبنان اليوم الأربعاء 15 أيار، الذكرى الخامسة
والستين لنكبة فلسطين وتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه في 15 أيار من العام 1948. وتنظم
بالمناسبة سلسلة أنشطة وتحركات داخل المخيمات وخارجها.
في مخيم عين الحلوة (صيدا "المستقبل")، يستعيد أبناء المخيم،
لا سيما كبار السن منهم، محطات اللجوء الأولى وذكريات حملوها مع ما استطاعوا الخروج
به وبقيت ملازمة لهم يروونها للأبناء والأحفاد يتناقلونها جيلاً بعد جيل عن بيوت وحقول
وبيارات اغتصبت منهم، وعن وطن طرد منه شعبه واستبدل بشتات صهيوني أصبح في ما بعد كياناً
اسمه اسرائيل. لكن النكبة تستعاد مع قوافل العائلات الفلسطينية النازحة من سوريا ومخيماتها
الى لبنان، والتي تجاوز عدد أفرادها الخمسين ألفاً، من بينهم أكثر من عشرة آلاف في
عين الحلوة وحده.
أطفال المخيم، لاجئون من الجيل السادس للنكبة الأولى ونازحون من سوريا،
جسدوا معاً اللجوء الأول والنزوح الثاني في نشاط نظمته بعض مؤسسات رياض الأطفال في
المخيم في منطقة سوق الخضار، حيث أثقلت أكتافهم الطرية مجسمات من "الصرر"
التي حملها الأجداد من فرش وبطانيات وألبسة وهم يرتدون الزي التراثي، فيما حمل بعضهم
مجسمات لمفاتيح بيوت الأجداد في فلسطين ولافتات بأسماء المدن والقرى التي تهجروا منها.
ولا يزال الكثير من المعمرين في المخيم يحتفظون بأوراق تثبت ملكيتهم لبيوتهم وأراضيهم
التي طردوا منها. يوصون بهذه الأوراق لأولادهم وأحفادهم والأجيال اللاحقة أملاً في
أن تشرق شمس العودة الى فلسطين يوماً.
تطلب هيام أبو سالم (معلمة من روضة أطفال الصمود) من الأطفال التلويح
بالعلم الفلسطيني وترفع صوتها وتقول أغنية شعبية حفظوها (بكرا منرجع على بلادنا وبيرجع
جدي الختيار وبيده مفتاح الدار بيزرع بأرضوا زيتون تين وتفاح وليمون ستي بتخبز على
الطابون وبتحكي حكايا بلادنا). وقالت: نحيي ذكرى النكبة لنعلم الأطفال ألا ينسوا بلدهم
فلسطين والجميع يعرف من أي بلد تهجر أهله.
وقال ملك عوض: تعلمنا في المدرسة أن فلسطين لنا ويجب أن يخرج اليهود منها
لأنهم غرباء. وقالت حنان أبو طه: نحن من حيفا وقد تهجر أهلي من فلسطين الى سوريا. أليس
من حقنا أن نعيش كبقية أطفال العالم.
مسيرة بحرية
في صور ("المستقبل")، نظمت لجنة مسيرة العودة تظاهرة بحرية
انطلقت من أمام مرفأ الصيادين، شارك فيها أربعون قارباً أقلت عدداً من أبناء المخيمات
في منطقة صور وجابوا عرض البحر رافعين الأعلام الفلسطينية واللبنانية والحزبية.
وكان سبق المسيرة إلقاء كلمات لكل من نائب رئيس بلدية صور صلاح صبراوي،
وغيدا عودة باسم أمانة سر لجنة العودة، وعضو قيادة الجبهة الشعبية أحمد مراد، أكدوا
جميعاً بأن العدو لن يتمكن من تحقيق أهدافه في طمس قضية الشعب الفلسطيني لأن كل حبة
تراب في فلسطين هي ملك للطفل الفلسطيني.
الديموقراطية
وأقامت الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين اعتصاماً أمام مقر الأمم المتحدة
في وسط بيروت. وتحدث عضو قيادة الجبهة علي فيصل فقال: إن توحد الشعب الفلسطيني في إحياء
ذكرى النكبة تأكيد على التمسك بالحقوق الوطنية خاصة حق العودة، واستفتاء على رفض التنازل
عنها تحت أي مسميات" .واعتبر القيادي في حزب الله عطاالله حمود أن النكبة تطبيق
لنظرية عنصرية أرادها الغرب فكانت المجازر وكان التهجير والاحتلال. ثم تحدث هاني سليمان،
باسم لجنة مسيرة حق العودة، وعباس قبلان باسم هيئة ممثلي الأسرى والمحررين، وأحمد مصطفى
باسم اللجان الشعبية الفلسطينية. وتلا أمين سر لجان حق العودة خالد أبو النور نص مذكرة
باسم المعتصمين اعتبرت أن أي مواقف وتسويات خارجة عن إطار القرار 194 لا تعني الشعب
الفلسطيني .
"حماس"
أكد مكتب شؤون اللاجئين في حركة حماس لبنان في بيان، تمسك الحركة بالثوابت
الوطنية الفلسطينية وفي مقدمها حق العودة .وأشار الى أن "هذه الذكرى تأتي في ظل
التنازل العربي للكيان الصهيوني والقبول بتعديل المبادرة العربية حيث تسمح للسلطة الفلسطينية
بمبادلة الأراضي مع الكيان الصهيوني"، معتبراً أن "هذه الخطوة الخطيرة تهدد
مستقبل القضية الفلسطينية" .
ورأى أن جريمة النكبة يتحمل مسؤوليتها المجتمع الدولي. والواجب الإنساني
والأخلاقي يحتم عليه إنصاف اللاجئين الفلسطينيين وإعادة كامل حقوقهم والاستمرار بتقديم
الدعم والخدمات الإنسانية لهم، بالإضافة إلى المسؤولية العربية تجاهم من خلال توفير
العيش الكريم لهم لحين عودتهم ودعم حقوقهم السياسية" .
بيانات
أكدت "الهيئة الوطنية لدعم الوحدة ومقاومة الاحتلال"
"أن الحقوق الوطنية الثابتة والمشروعة للشعب الفلسطيني ليست عرضة للبيع والمساومة
والمبادلة".