القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الأربعاء 27 تشرين الثاني 2024

تقارير إخبارية

الرنتيسي .. رحل شهيداً وبقي نهجه حياً

الرنتيسي .. رحل شهيداً وبقي نهجه حياً

/cms/assets/Gallery/946/732c97f3daa0cf110c4156089c8cda57.jpg

ليلة السبت (17- 4- 2004)، كانت مختلفة عن كل الليالي.. حين تمكنت طائرات الاحتلال من اغتيال أسد فلسطين الشهيد القائد عبد العزيز الرنتيسي، بعد رحلة طويلة جسد فيها كل معاني التضحية والبذل والعطاء وقدم دماءه الزكية على أرض الوطن، تمر الذكرى التاسعة والضفة لا تزال ترزح تحت نير الاحتلال وقبضة السلطة الأمنية, لتحرك ذكرى استشهاده جموع الفلسطينيين وتبعث فيهم الأمل بقرب التحرير.

على خطى القادة العظام رحل الرنتيسي دون أن ترحل كلماته ومدرسته القيادية ، فقد كان مثال القائد الذي يجود بدمه الطاهر ليكون قدوة لمن بعده، فقيادات حماس تقدم أرواحها رخيصة في سبيل الله ولا تتردد في ذلك.

ولد الرنتيسي في 23 أكتوبر 1947 في قرية يبنا (بين عسقلان ويافا)، وكان عمره ستة شهور عندما تم تهجير عائلته وآلاف العوائل الفلسطينية من مناطق سكناهم إلى الضفة والقطاع والقدس والشتات.

تخرج من كلية الطب بجامعة الإسكندرية عام 1972، ونال منها لاحقا درجة الماجستير في طب الأطفال، ثم عمل طبيبا مقيما في مستشفى ناصر بخان يونس عام 1976، وشغل الدكتور الرنتيسي عدة مواقع في العمل العام منها.

كان الرنتيسي أحد قياديي حركة الإخوان المسلمين السبعة في قطاع غزة عندما حدثت حادثة المقطورة، فاجتمع قادة الإخوان المسلمين في قطاع غزة وعلى رأسهم الرنتيسي, على إثر ذلك، وتدارسوا الأمر، واتخذوا قرارا مهما يقضي بإشعال انتفاضة في قطاع غزة ضد الاحتلال "الإسرائيلي".

في 17-12-1992 أبعد الرنتيسي مع 416 مجاهدا من نشطاء وكوادر حركتي حماس والجهاد الإسلامي إلى جنوب لبنان، حيث برز كناطقٍ رسمي باسم المبعدين الذين رابطوا في مخيم العودة في منطقة مرج الزهور لإرغام سلطات الاحتلال على إعادتهم وتعبيرا عن رفضهم لقرار الإبعاد "الإسرائيلي".

وبعودة أحمد ياسين إلى قطاع غزّة في أكتوبر 1997، عمل الرنتيسي جنبا إلى جنب معه لإعادة تنظيم صفوف حماس، وقام الرنتيسي بعمل المتحدّث الرسمي لتنظيم حماس وكقائد سياسي للتنظيم.

بلغ مجموع فترات الاعتقال التي قضاها الرنتيسي في السجون الصهيونية سبع سنوات بالإضافة إلى سنة قضاها مبعدا في مرج الزهور بأقصى جنوب لبنان عام 1992، وكان أول قيادي في حماس يعتقل بتاريخ 15-1-1988، وأمضى ثلاثة أسابيع في المعتقل ثم أفرج عنه ليعاد اعتقاله بتاريخ 5-3-1988.

واعتقل الرنتيسي في سجون السلطة الفلسطينية 4 مرات، وبلغ مجموع ما قضاه في زنازينها 27 شهرا معزولا عن بقية المعتقلين.

وبعد اغتيال الشيخ القعيد القائد أحمد ياسين مؤسس حركة حماس من قبل "إسرائيل" في مارس 2004، اختير الدكتور الرنتيسي زعيما لحركة "حماس" في قطاع غزة، خلفا للزعيم الروحي للحركة الشهيد الشيخ أحمد ياسين. واستشهد الدكتور الرنتيسي مع اثنين من مرافقيه في 17 نيسان (أبريل) 2004 بعد أن قصفت سيارتهم في مدينة غزة، ليختم حياة حافلة بالجهاد والعطاء ، شهيدا في جنات ونهر ، في مقعد صدق عند مليك مقتدر .

الرسالة نت، 18/4/2013