السعي الدولي لتحسين وضع غزة اعتراف بفشل
محاولات الإسقاط
الثلاثاء، 16 حزيران، 2015
كثرت المبادرات لإنهاء أزمة غزة ولكن والقول واحدا،
لا أمن لـ(إسرائيل) دون فك الحصار كاملا عن القطاع، بهذا ردت المقاومة الفلسطينية على
الوسطاء كافة، مما دفعهم للالتفات نحو ضرورة تحسين اوضاع الغزيين.
ليس من محض الصدفة أن تفتح مصر معبر رفح في الاتجاهين
مع الحديث عن إمكانية تشغيله أسبوعيا، وإضافة إلى ذلك أن تدخل مواد بناء للقطاع الخاص،
فيما يطلق رئيس حكومة التوافق رامي الحمد الله مبادرة المعابر مقابل حل مشكلة موظفي
غزة كاملةً، وهنا.. لا نغفل حديث الإسرائيليين عن ضرورة فتح قناة حوار مع حركة حماس.
جميع ما سبق يدفعنا إلى نتيجة واحدة، أن السيناريوهات
التي طرحتها الأطراف الثلاثة سابقا باءت جميعا بالفشل، فلا الحرب العسكرية ولا الضغط
السياسي ولا المقاطعة الحكومية نجحت في إسقاط راية المقاومة أو اضعاف غزة، وبالتالي
أصبحت تبحث عن الحلول الممكنة مع الحفاظ على ماء وجهها.
ومن المتوقع أن تحمل الفترة المقبلة إلى قطاع غزة
انفراجه حقيقية، وإلا فإن المقاومة ما زالت تملك أوراق قوة تمكنها من إجبار الجميع
على احترام إرادتها وفك الحصار عن أهلها، وهو ما لا ترغبه (إسرائيل) ومن يدور في فلكها.
الأوربيون انفسهم رغم انحيازهم لصالح الاحتلال إلى
أنهم ما فتأوا يلوحون بورقة المقاطعة الاقتصادية في وجه (إسرائيل)؛ لدفعها نحو حل سياسي
يرضى الفلسطينيين في غزة والضفة، وهذا ما قد يفسر الزيارات المكوكية لوزراء خارجيتهم
لغزة.
وفي الوقت نفسه، يبرز تخوف السلطة من تحسن وضع غزة،
وقد بدا يختل توازن خطابها السياسي نحو القطاع والمقاومة؛ بزعم محاولة الأخيرة فصل
غزة عن باقي الأراضي الفلسطينية، ليظهر قلب الحقائق للجميع.
وفي ذلك يرى المحلل السياسي مصطفى الصواف أن غزة
على موعد مع الإنفراجة مع فترة من الهدوء، بناءً على المؤشرات الظاهرة في الساحة السياسية،
بعد فشل كل محاولات التضييق والحصار من الأطراف كافة.
واستبعد الصواف أن يكون الحراك الدولي الحاصل في
الفترة الحالية بغزة مجرد زيارات روتينية كمسكنات للوضع الراهن، بل أكد على أنها تسعى
لفرض معادلة أمن (إسرائيل) مقابل تحسين الأوضاع الإنسانية بغزة، في المقابل تتمسك حماس
بضرورة فك الحصار كاملا مع ضمان حرية الحركة بكل أشكالها.
وقد يتخوف البعض من دور السلطة السلبي في التأثير
على أي اتفاق لصالح غزة، إلا أن الصواف قلل من أهمية السلطة في المرحلة المقبلة، بألا
علاقة لها بكل ما يجري حاليا، وهذا ما يظهر جليا من تصريحات قيادتها القائمة على تخوفهم
من توصل حماس و(إسرائيل) لحالة من الهدوء وفك الحصار.
أما المحلل السياسي طلال عوكل فلم ير في التسهيلات
الحالية إلا انفراجات محدودة ومؤقتة؛ لأن الأطراف الساعية للهدوء لكل منها أهدافها،
مرهون تطورها بالمصالحة الفلسطينية بالدرجة الأولى.
واستبعد عوكل أن تعطي (إسرائيل) لغزة الحرية الكاملة
في ظل المعطيات القائمة، فعلاقات السلطة الفلسطينية مع الأطراف العربية والدولية يمكنها
من تشكيل ضغط على (إسرائيل) لمنعها من الاتجاه للتفاوض مع حماس عبر وسطاء؛ لإنجاح التهدئة
المشروطة والمرغوبة أيضا من الطرفين.
ويعلو العامل المشترك للأطراف المتمثل بعدم رغبتها
في نشوب مواجهة عسكرية بين غزة و(إسرائيل)، وبناءً عليه تسعى الأطراف لإيجاد حل سياسي
يضمن لغزة الحياة الكريمة، ولـ(إسرائيل) الأمن، مع بقاء كل الاحتمالات مفتوحة -وفق
المراقبين.
المصدر: الرسالة
نت