السلطة تُغرق
غزة في الظلام مجددا
السبت، 25 تموز،
2015
لم تشأ سلطة رام الله أن
تترك غزة دون "عربون محبة" تقدمها لها في عيد الفطر، إذ ان عديتها كانت جاهزة
فور انتهاء شهر رمضان المبارك بإعادة فرض ضريبة البلو مرة آخرى على الوقود المدخل إلى
محطة التوليد الوحيدة في غزة.
وجاء قرار السلطة كالعادة
ليصب الزيت على النار، في أجواء مناخية ساخنة أصلًا، ليترك عوائل القطاع يلتهبون بدرجات
الحرارة المرتفعة دون وجود تيار كهربائي يعينهم على نوائب المناخ وظروفه القاسية، مشيرة
إلى عودة جدول 4 ساعات وصل مقابل 20 ساعة قطع.
وقد أعلنت سلطة الطاقة والموارد
الطبيعية في غزة، توقف محطة توليد الكهرباء، مساء الاثنين الماضي؛ بسبب توقف إمدادات
الوقود، وذلك بعد انتهاء آلية توريد الوقود المعمول بها منذ شهور، والتي تتضمن خصم
القيمة الحسابية لضريبة البلو من سعر الوقود.
وقال فتحي الشيخ خليل وكيل
سلطة الطاقة بغزة، إنهم بذلوا جهودا "مضنية"؛ للحفاظ على استمرار عمل المحطة
طول شهر رمضان وأيام العيد، مشيرا إلى أن الطاقة قد استدانت من الشركات المحلية، واقترضت
من البنوك؛ من أجل الوفاء بالتزاماتها ضمن الآلية المذكورة، ولأكثر من أربعة شهر.
وأكد أن استمرار وزارة المالية
برام الله في فرض الضرائب على سعر الوقود، لن يمكنها من تشغيل محطة التوليد؛
"مما يتسبب في المعاناة لكل مكونات الحياة في قطاع غزة".
وذكر أن إعادة تشغيل المحطة
الآن مرهون بإلغاء الضرائب عن سعر الوقود أو دخول الوقود القطري من مصر كما تم الاعلان
عنه منذ أسبوع، مشيرًا إلى أن الطاقة طلبت من هيئة البترول برام الله تحويل مليون لتر
على أن يتم تسديد تكاليفها المالية لاحقاً إلا أنها رفضت ذلك.
من جانبه، قال الدكتور عبد
الكريم عابدين وكيل سلطة الطاقة والموارد الطبيعية في رام الله، عن ترتيب الإجراءات
لاستلام أول كمية من وقود المنحة القطرية الخاصة بمحطة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة،
بداية الأسبوع المقبل.
وأكدّ عابدين لـ"الرسالة
نت"، أن الطواقم الفنية انتهت من ترتيب جميع الأمور المتعلقة بإدخال كميات وقود
المنحة القطرية المقدمة إلى محطة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة، والمتواجدة في مصر.
وأوضح عابدين: أنه
"تم ترتيب الأمور مع القنوات الرسمية لدى مصر والاحتلال، حيث عملت القاهرة على
ضخ الوقود من خزانات السويس، وأزالت العقبات من ناحية الاعفاء الجمركي وتركيب مضخات
في معبر العوجا، إضافة الى انجاز ترتيبات فنية أخرى".
وأضاف "سنستلم أول
كمية من منحة الديزل القطري لمحطة التوليد يوم الأحد المقبل لإعادة تشغيلها فورًا"،
مبيًنًا أن هذه الكميات تبلغ 10 ألاف طن، وتكفي لتشغيل المحطة شهرا واحدا فقط".
وفي سياق متصل، قال عابدين
أن قرار إعفاء شركة الكهرباء بغزة من ضريبة البلو لا يزال ساريًا، ولا يوجد قرار من
الحكومة بإرجاع هذه الضريبة، و"إعادتها مرهون بوجود إشارات بشأن تحسين الجباية
من جانب الشركة في القطاع".
وأوضح أنه تم الاتفاق على
تشكيل لجنة من عدة وزراء، إضافة لشركة الكهرباء، يتم عن طريقهم تحويل 30 مليون شيكل
شهريًا، لشراء وقود المحطة، وتم الالتزام بهذا الاتفاق لشهرين ونصف، إلى أن أبلغتهم
الشركة بالتوقف عن ذلك لعدم جبايتها الأموال في شهر رمضان.
وطالب عابدين شركة الكهرباء
بتحسين نظام الجباية والحد من السرقات أو ما يعرف بـ"الفاقد الأسود"، الذي
يهدر 40% من الكهرباء بغزة، مشيرًا إلى أن سلطة الطاقة برام الله طالبت الشركة بإعادة
تصدير الأموال كي يتم شراء الوقود وامدادها للمحطة فورًا، واصفًا المشكلة بأنها
"فنية وليست سياسية".
المصدر: الرسالة نت