الشتاء يفاقم معاناة أبناء مخيمات لبنان
الخميس، 02 شباط، 2012
الزيارة التي قام بها وزير الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور إلى مخيم برج البراجنة الأسبوع الفائت أعادت تسليط الضوء على معاناة المخيمات في لبنان، وجسمت حجم الإهمال الذي يعيشه الفلسطينيون في لبنان، وهي الزيارة الأولى لوزير لبناني للمخيم.
ففي برج البراجنة، مشهد قلما تكرر ربما في دول العالم جمعاء، بيوت متزاحمة بعضها مهدد بالانهيار مثل منزل قاسم شحادة لشدة ميلان السقف، وبنى تحتية غائبة وسيول متواصلة على الطرق دون انقطاع وشبكات الكهرباء مهددة بالاشتعال في كل لحظة.
معاناة
أبو فاعور علق على مشاهداته في المخيم بقوله "المشاهد في المخيم مخجلة لنا ولزعماء العالم الذين يتحدثون بالديمقراطية وبالتغيير والثورات فيما هم يستقبلون قادة إسرائيليين على اعتبار أنهم رجال دولة وليسوا قتلة ومجرمين، والكل يتناسى أن دولة إسرائيل قامت على أنقاض شعب".
الكاتب الفلسطيني المتخصص بالشؤون الفلسطينية أحمد عثمان قال للجزيرة نت إن هناك معاناة يومية للفلسطينيين في حالات العلاج التي لا يتوافر الحد الأدنى من احتياجات اللاجئين، خاصة الأمراض المستعصية، إضافة إلى نقص دائم بالأدوية المزمنة عبر رفع تغطية العمليات والدواء.
ولفت إلى أن القطاع التعليمي يعانى من قلة الصفوف وزيادة عدد الطلبة، مما أثر على المستوى التعليمي.
ويعلق بسام حمادة (من سكان المخيم) على واقعه بالقول إن المخيم يعاني من انقطاع الكهرباء كل خمس دقائق، وفي الشتاء يزداد الوضع سوءا، ومعظم البيوت تتسرب المياه من سطوحها، والآلاف منها مهددة بالسقوط. كما أن نسب البطالة عالية، ولم نلمس نتائج من زيارة الوزير فاعور.
وتشرح مندوبة جمعية الإرشاد والإصلاح فاطمة دباجة انعكاسات ضيق الطرق فتقول إن أكثر ما نعانيه الطرق الضيقة، ولا تصل السيارة إلا لأمتار من مداخل المخيم، وتقع المشكلة عند الحالات الطارئة التي تحتاج لسيارة كالمرض الطارئ، ويصبح على الناس حمل المريض لمسافة بعيدة وصولا إلى السيارة.
أما عن الوضع الصحي، فتقول دباجة "ليس عندنا إلا مراكز استشفاء للحالات الطارئة البسيطة، أما الحالات الصعبة كالقسطرة فأصحابها مهددون بالخطر، لأن المطلوب تأمين مبالغ كبيرة غير متوافرة للسكان ولا تغطيها الأونروا، مما تسبب بآخر وفاة هذا الأسبوع. وعلى الحالات الباردة أن يجول أصحابها على الجمعيات والمؤسسات المختلفة لتجميع نفقات العلاج".
نهر البارد
النموذج الثاني لسوء حال الفلسطينيين هو مخيم نهر البارد الذي تتفاقم معاناته في الشتاء خصوصا في بيوت الحديد (البراكسات).
آمنة فراوي تسكن مع أربع بنات، قالت للجزيرة نت "أضطر لتجميع بناتي في زاوية واحدة من الغرفة، لأن مياه الأمطار لا تكف عن التسرب من بقية الزوايا، وأضع أوعية البلاستيك بينهن لتجميع المياه المتساقطة من السطح وردها عنهن".
وهناك حسين النابلسي والد لخمسة وهو بائع خضار، روى أنه يغطي أبناءه ببطانيات، ثم يعيد تغطيتهم بصفيحة بلاستيك ليرد الماء عنهم. وقد سقط العازل على أولاده وهم نيام، ولم يستطع تأمين إصلاح العازل.
عدنان رضا رئيس "لجنة مجمع ٢٣" وفيه ٦٧ عائلة، علق بأن المجمع هو الأسوأ، فعوازل الحرارة والبرودة في السقوف تساقطت على رؤوس النيام والمياه تتسرب من كل جوانبها وليس لدينا إلا الشكوى ولكن لا نتلقى ردا".
رئيس هيئة العمل الشعبي الفلسطيني المستقل عثمان بدر أفاد للجزيرة نت بأن معاناتنا كبيرة جدا وأن سوء الحال في "البراكسات" لا يوصف، وهناك مشكلة التغذية بالتيار الكهربائي لا سيما أن المخيم كلما تعطل فيه مولد أزيل وتم تحويل مشتركيه لمولد عامل فيتحمل المولد الثاني ضغطا كبيرا، يؤدي إلى أن تخفيض حصة المشترك من ٦ إلى ٣ أمبير، فتتوقف التدفئة على الكهرباء، ويضطر السكان لاعتماد تدفئة على الغاز، وهي عالية التكاليف، ولذلك يقضي السكان أوقاتهم تحت البطانيات.
وعدّد مشكلات أخرى، مثل توقف الإعانات عن العائلات التي عادت إلى بيوتها، وتخفيض الأونروا لعدد المستفيدين من حالات العسر الشديد، وخطة لدى الأونروا لإخلاء ١١٥ عائلة من البراكسات في مقابل عقود إيجار تغطي الأونروا جزءا من الإيجار، وعلى الناس تأمين البقية مع النفقات الإضافية وهي غير متوافرة".
المصدر: نقولا طعمة- الجزيرة