الشعب يـريد إسقاط اتفاقية أوسلو والانقسام
الأربعاء، 16 آذار 2011
زينة برجاوي - السفير
يسأل الكثيرون عن مصير الانقسام السياسي في الساحة الفلسطينية، في ظلّ انتفاضات الشعوب العربية وثورات التغيير. هو السؤال نفسه الذي طرحته «حملة تضامن الشعبية - لبنان» أمس، خلال اعتصامها أمام مقر منظمة التحرير الفلسطينية في الجناح. وتتشكل الحملة من مجموعة شباب يساريين لبنانيين وفلسطينيين، تركوا بصماتهم خلال مشاركتهم في عدد من التجمعات التي أٌقيمت سابقاً أمام السفارة المصرية، بالإضافة الى اعتصامات تضامنية مع الشعب الفلسطيني. وتجمعوا أمس، بعددهم القليل، لكن رسالتهم كانت هامة وهم يطلقونها للمرة الأولى: «الشعب يريد إسقاط اتفاقية أوسلو والانقسام». فجعلوا من تاريخ الخامس عشر من آذار عنوانًا للحركة الاحتجاجية التي انطلقت أمس لإنهاء حالة الانقسام في الساحة الفلسطينية.
عند الساعة الخامسة مساء، تجمع أعضاء الحملة أمام مقر السفارة. أداروا لها ظهورهم وحملوا لافتاتهم أمام عدد كبير من عدسات كاميرات المصورين. وغاب عن الاعتصام الأول من نوعه سفير المنظمة عبد الله عبد الله، كما لم يشارك فيه أي مسؤول فلسطيني، في حين حضره الأسير المحرر سمير القنطار، فاقتصرت المشاركة على هؤلاء الشباب الذين استهلوا اعتصامهم بصرخة: «الوحدة سلاح والأرض بالكفاح».
هي صرخة جديدة تُطلق لمناسبة ليست بجديدة، فقد شهدت اتفاقية أوسلو اختلافاً حاداً في المواقف منها، ففي حين رحّبت بها حركة «فتح»، اعترض عليها كل من «حركة حماس» و»الجهاد الإسلامي» و»الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين»، وأنظمتها الداخلية ترفض الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود في فلسطين.
وهتف المشاركون شعارات: «الشعب يريد انهاء الانقسام، فلسطين أرض الأحرار وأرض الثورة والثوار، الإسرائيلي مات الخوف لما شاف الكلاشينكوف، يا رفاقي بفلسطين، نحنا على العهد باقين، ...».
وتلا هادي بكداش، باسم الحملة، بيانًا لفت خلاله الى أنه «بعد أربع سنوات من عمر الانقسام الذي أنهك شعبنا الفلسطيني وأضرّ بمشروعه الوطني وقضيته العادلة، أصبح من الواجب الوطني على كل أحرار العالم القيام بالتحركات الشعبية السلمية الفاعلة من أجل الخروج من هذا المنحى الخطير وإيصال شعبنا الى طوق النجاة من المخططات التي تحاك من أجل إدامة عمر الانقسام لمصالح إسرائيلية». وطالب البيان «كل المؤسسات الحقوقية الفلسطينية والعربية والدولية بالقيام بدورها ومسؤوليتها إزاء ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في مواجهة سياسة القمع، وكشف الجرائم التي يقوم بها الاحتلال من دون أي رادع أخلاقي أو حقوقي». وأكدّ البيان على حق اللاجئ الفلسطيني في لبنان بالعيش الكريم والحصول على كامل حقوقه التي تكفلها الشرعة الدولية لحقوق الإنسان، لا سيما الاقتصادية والاجتماعية منها.
وفي الاعتصام، رفرف العلم التونسي عاليًا إلى جانب العلم الفلسطيني.. علم يرفعه الشاب التونسي إدريس، الذي اعتصم منذ أشهر بمفرده أمام السفارة التونسية، تضامنًا مع ثورة بلاده. يقول إدريس انه لبّى دعوة أعضاء الحملة للمشاركة في اللقاء «من اجل إسقاط اتفاقيتي أوسلو وسايكس بيكو، بالإضافة الى معاهدة كامب دايفيد». وبرأي إدريس، «من الضروري مشاركة أبناء المغرب العربي في كل لقاء تضامني مع الثورات العربية»، رافعًا شعار «شعب واحد لا شعبان من مراكش للبحرين».