الشيمي وشواهنة..
رفيقا الرباط والإبعاد
الإثنين، 04 أيار، 2015
"الله أكبر الله أكبر"،
"بالروح بالدم نفديك يا أقصى" بهذه العبارات تجدهم يهتفون أمام باب السلسلة
أحد أبواب المسجد الأقصى، أثناء اقتحام مجموعات المستوطنين الصهاينة لباحات المسجد
الأقصى، إنهما المبعدان عنه الحاج طه شواهنة والحاج خير الشيمي.
يقول الحاج خير الشيمي
(56عاما) من قرية المكر قضاء مدينة عكا في الداخل المحتل الفلسطيني لـ"المركز
الفلسطيني للإعلام": "منذ عام ونصف من الآن أرابط في المسجد الأقصى؛ حيث
يبدأ صباحي في صلاة الفجر بمسجد قرية المكر سعد بن أبي وقاص، ومن ثم نتجمع أنا وكل
من يذهب للرباط في الأقصى".
مئات الكيلومترات
للوصول للأقصى
يقطع الحاج الشيمي 400 كم
ذهابا وإيابا للوصول إلى المسجد الأقصى المبارك، بما يعادل ست ساعات زمنية، يقول:
"لو خيروني العيش في أجمل بقاع في الأرض، لاخترت العيش في المسجد الأقصى".
ويضيف الشيمي في حديثه وهو
يقف شامخا أمام باب السلسلة: "هذا الإبعاد السادس بحقي؛ حيث تم اعتقالي مع رفيقي
الحاج طه شواهنة وتقرر إبعادنا عن المسجد الأقصى لمدة شهر، يقول إن: "سلطات الاحتلال
أبعدتني في السابق عدة إبعادات كان أقساها وقعاً على نفسي الإبعاد المفتوح والذي لا
أعلم متى أرجع فيه إلى ساحات الأقصى".
ويشير إلى أن: "سلطات
الاحتلال تراني كأني مصدر للشغب ومحرك للمسيرات والمظاهرات، وبهذا أشكل عقبة على اقتحامات
المستوطنين للمسجد الأقصى، فما أن ينتهي إبعاد حتى يُعاد اعتقالي وإبعادي مجدداً".
اعتداءات متكررة
اعتدت شرطة الاحتلال الصهيوني
على الحاج الشيمي عدة مرات أثناء رباطه داخل الأقصى، وأطلق عليه الرصاص المطاطي، يقول:
"كادت أن تستقر الرصاصة في وجهي، لولا أن تم دفعي على الأرض".
ويردف قائلا: "المسجد
الأقصى هو جزء من عقيدتي وديني، حيث لا يكفي أن أطبق أركان الإسلام الخمس فقط، بل يجب
أن يكون الدين شموليا، ويشمل المسجد الأقصى بالرباط والتواجد فيه وبساحاته ومصلياته
والحفاظ على الصلوات الخمس داخله حتى لا يتعرض للتقسيم الزماني والمكاني".
ويؤكد الشيمي على أن الدفاع
عن المسجد الأقصى لا يختلف بالتواجد داخل الأقصى أو على أبوابه؛ فالمبعدين والمبعدات
جعلوا باب السلسلة موقعا خارجيا للتواجد والتكبير
أمام المستوطنين الذين يخرجون منه بعد اقتحامهم للمسجد الأقصى.
المرابط العامل
أما الحاج طه شواهنة من
مدينة سخنين البالغ من العمر 69 عاماً، فيقول لـ"المركز الفلسطيني للإعلام":
"من بداية أول حجر وضع في المصلى المرواني عام 1996م؛ حيث كنت أعمل على إحضار
العاملين على إعادة إعمار وترميم المرواني داخل المسجد الأقصى".
ويضيف: "انضممت للرباط
منذ ذلك الوقت في ساحاته وعلى أبوابه ولم يثنني شيئا عن التواجد في المسجد الأقصى".
الحاج شواهنة ومنذ أكثر
من عام يتواجد بشكل يومي في ساحات وأروقة ومصليات المسجد الأقصى المبارك.
ويستذكر شواهنة والدمع في
عينيه حال المسجد الأقصى قائلا: "قبل سنوات عدة لم يكن يدخل المستوطنون والسياح
ويجوبون فيه، ولكنهم الآن يدخلون ويفتعلون المشاكل والتوتر، وتزداد الاعتقالات والإبعادات
عن الأقصى".
ما يقارب 220 كم يقطع الحاج
طه شواهنة يومياً متوجهاً إلى المسجد الأقصى ليرابط فيه قاطعاً خمس ساعات من يومه في
الحافلة لأجل نصرة المسجد الأقصى.
يقول: "والله أشعر
أنني مقصر في حق الأقصى، وحتى لو قدمت نفسي وكل ما أملك من مال وأولاد في سبيل الأقصى،
والله لن أوفي حقه".
يوميات مرابط
ويروي طه شواهنة عن استعداداته
للخروج إلى الرباط في المسجد الأقصى: "عند الساعة الخامسة أذهب لأصلي الفجر جماعة
في المسجد العمري في سخنين، ومن ثم نتجمع أنا والمسافرين لنتجه إلى المسجد الأقصى،
أدخله بالتكبير والتهليل ومن ثم أتجه لصلاة الضحى وتحية المسجد".
"الوقت يمضي بسرعة
في المسجد الأقصى المبارك، فما أن أدخل أعتابه حتى يتسارع الوقت ويمضي كدقات القلب؛
فبالذكر والصلاة وقراءة القرآن يمر الزمن وتأتي ساعة العودة إلى سخنين". يقول
الحاجة شواهنة.
ثماني مرات من الاعتقال،
إضافة لقرارت الإبعاد عن المسجد الأقصى المبارك، والتي لا يبعد فيها الحاج شواهنة عن
الأقصى سوى جسدا، يقول: "تبقى روحي داخل أسوار المسجد الأقصى".
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام