القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
السبت 23 تشرين الثاني 2024

تقارير إخبارية

الصحة النفسيّة لأبناء البارد... الأسوأ

الصحة النفسيّة لأبناء البارد... الأسوأ

الأربعاء 11 أيار 2011
قاسم س. قاسم - الأخبار

كثرت المؤتمرات التي عرضت نتائج دراسات عن الأوضاع النفسية المزرية للفلسطينيين في لبنان. أرقام هذه الدراسات جاءت متطابقة، لتخلص إلى ثلاثة أسباب رئيسية لما يعانيه اللاجئ في لبنان من اضطرابات نفسية، أولاها التمييز الممارس ضده من قبل الدولة اللبنانية، ومنعه من حقه في العمل، إضافة إلى منعه من حقوقه الإنسانية والاجتماعية. أمس، أضافت «المؤسسة الوطنية للرعاية الاجتماعية والتأهيل المهني، مركز الإرشاد الأسري - بيت أطفال الصمود»، دراسة أخرى إلى هذه الدراسات. ففي مؤتمرها السنوي الخامس في فندق الكومودور عن «العوامل الاجتماعية للصحة النفسية في المجتمع الفلسطيني»، عرضت المؤسسة ملخص الدراسة التي قامت بها في مخيمي البارد والبداوي، فوجدت أن أغلب أبناء البارد يعانون من اضطرابات نفسية، وأن حالتهم النفسية أسوأ من حالة أبناء مخيم البداوي. ففي الجلسة الأولى التي تمحورت حول الوضع الحالي للصحة النفسية في المجتمع الفلسطيني في لبنان، أعاد د. بابلو غوميز عرض الدراسة التي أطلقتها منظمة أطباء بلا حدود منذ قرابة شهر عن العوامل الاجتماعية والديموغرافية في انتشار الأمراض النفسية في مخيم برج البراجنة. أما د. منى عثمان فعرضت الدراسة التي قامت بها الأونروا بالتعاون مع الجامعة الأميركية في بيروت عن الفقر في المجتمع الفلسطيني. من جهتها تحدثت د. مادلين طه عن نتائج الدراسة التي أجريت في مخيمات الشمال، فلاحظت وجود اضطرابات نفسية يعاني منها أبناء البارد وليست موجودة لدى أبناء البداوي، منها قلة النوم، تبوّّل لاإرادي، وتوهمات. كذلك تبيّن أن «المشاكل ضمن الأسرة أعلى عند سكان البارد نتيجة الظروف الصعبة التي عاشوها وتأثيرها على الديناميكية بين الأسرة الواحدة»، تقول د. طه. وعرض د. فرنسوا قزعور أثر التهجير على الفلسطينيين من المخيم ما بعد حرب البارد، فتبيّن أن 95.5% من سكان البارد نزحوا منه، وأن 18% فقط عادوا إلى منازلهم. هذه الأرقام والنزوح من المخيم والسكن في البراكسات سبّبت إصابة «27% ممن عاينهم مركز الإرشاد بالعدائية»، يقول قزعور. أما المحور الأهم فهو ما يتعلق بالصحة النفسية لفلسطينيي الداخل، إذ نقلت ليلى عطشان تجربتها في التعامل مع الأطفال والعاملين في القطاع النفسي في الضفة والقطاع خلال الانتفاضة الأولى والثانية. وروت عطشان كيف أُلّفت فرق من اختصاصيين نفسيين للتدخل في حالات الطوارئ، وخصوصاً خلال الاجتياحات التي كان يقوم بها الاحتلال في «جنين، حيث ركزنا على العمل على الأهل والأساتذة» كما تقول. هذه التجارب والدراسات «سيستفيد منها المركز، وستتابَع الحالات التي عوينت في مخيمات الشمال»، كما قال قاسم عينا مدير بيت أطفال الصمود لـ«الأخبار».