القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الثلاثاء 26 تشرين الثاني 2024

تقارير إخبارية

الضفة في حالة مخاض لولادة انتفاضة ثالثة

الضفة في حالة مخاض لولادة انتفاضة ثالثة
 

الرسالة نت – مها شهوان

يبدو أن مسلسل التنسيق الأمني الذي بدأ مع اتفاقية أوسلو عام 1993 باتت حلقاته الأخيرة واضحة المعالم ، لاسيما في ظل ما تشهده الساحة الفلسطينية من اجواء تصالحية بالإضافة إلى الأحداث الساخنة في الخليل ونابلس الأمر الذي أوجد حالة مخاض تتنبأ بمولود جديد اسمه "الانتفاضة الثالثة".

محللون سياسيون أكدوا لـ"الرسالة نت" أن المرحلة المقبلة ستشهد ولادة انتفاضة جديدة لاسيما بعد حرب الثمانية أيام التي أثبتت أنها تساوي عشرين عاما من المفاوضات، مشيرين إلى أن مستقبل التنسيق الأمني سيتوقف رغم أن عددا قليلا من رجالات السلطة سيستمرون في التعامل معه لأجل تحقيق مصالحهم الشخصية.

انتفاضة ثالثة

استاذ العلوم السياسية د. نعيم بارود توقع قرب اندلاع الانتفاضة الثالثة في الضفة وذلك كون المؤشرات الأرضية مهيأة في وجه الاحتلال ، مشيرا إلى ان التنسيق الأمني لن يستطيع ايقاف الانتفاضة لأنه اضعف من ذلك والشعب بجميع فصائله يقاوم الاحتلال لاسيما بعدما بثت مقاومة غزة الروح في الضفة.

ولفت إلى أن التنسيق الأمني لم يجن ثماره حيث ارتفعت الاسعار واقيمت الحواجز والمستوطنات واصبح لا حديث عن عودة اللاجئين ما جعل لدى أهالي الضفة هما كبيرا يسعون لتحريره.

واتفق المحلل السياسي د. اسعد أبو شرخ مع بارود في أن (الإسرائيليين) يخشون اندلاع انتفاضة ثالثة، منوها الى استحالة ايقاف الاشتباكات التي تندلع يوميا في الضفة حتى لو اخذت اوامر بالهدوء.

بارود: التنسيق الأمني لن يستطيع ايقاف الانتفاضة

وأشار للرسالة نت" إلى أن (إسرائيل) لم تعط السلطة سوى مزيدا من الاستيطان والعنف وممارسة التطرف العرقي وطرد الفلسطينيين.

اما المحلل السياسي د. عمر جعارة فاكد أن الاعلام (الإسرائيلي) يدرك ان حركة حماس باتت ترفع رأسها في الضفة بالتزامن مع وجود تحرك لاندلاع انتفاضة ما يثير امتعاضهم، مشيرا إلى أن "(إسرائيل) لم تعد تدرك اهمية السلطة وباتت تحاربها ماليا الامر الذي ادى إلى انتعاش حماس التي لا تعترف بالمفاوضات.

وفي ظل الحديث عن قرب تنفيذ المصالحة وكذلك حصول فلسطين على عضو مراقب في الأمم المتحدة ربما سيكون هناك قلق من الجانب (الإسرائيلي) على مستقبل التنسيق الأمني مع السلطة واندلاع انتفاضة ثالثة ، وفيما يتعلق بذلك أوضح أبو شرخ أن هناك تراجعا على صعيد مستقبل التنسيق الامني خاصة وأنه في ادنى حدوده ما يزعج (الإسرائيليين) ويخيفهم من انتفاضة ثالثة لاسيما أن سمعتهم بدأت تتدهور وأصبحوا معزولين عالميا وأصدقاؤهم الاوربيين ينتقدونهم لتطرف قادتهم.

بينما يرى بارود أن السلطة وحركة فتح ليس من السهل عليهما التخلي عن التنسيق الأمني باعتبار مصيرهما مرتبط بالاحتلال ، إلا انه في حال ثأر الشعب وغدت هناك انتفاضة ثالثة فإن حماس والقوى الإسلامية ستتنامى وتصبح حقيقة واقعة ما يؤثر على التنسيق الأمني وعلاقة السلطة مع الاحتلال.

وأكد انه في حال وجود انتفاضة ثالثة سيتراجع التنسيق الامني لكنه لن ينتهي بل سيفرض على بعض اشخاص في السلطة للحفاظ على مصالحهم فهم يعملون "مقاولا امنيا" مع الاحتلال.

التنسيق الأمني واتفاقية اوسلو

في ظل التغيرات السياسية المتسلسلة التي تشهدها الساحة الفلسطينية يتوقع قيام (إسرائيل) بالتهديد بإلغاء اتفاقية اوسلو. وهنا يرى جعارة أن الغاء التنسيق الأمني يقابله الغاء السلطة لذا ترى دولة الكيان أن وجود السلطة قوة لها في الضفة.

جعارة: (إسرائيل) لم تعد تدرك اهمية السلطة وباتت تحاربها ماليا

ونوه إلى ان اتفاقية اوسلو انتهت باستشهاد ياسر عرفات ومقتل اسحاق رابين، مشيرا إلى أن طالبة دنماركية ارادت عمل رسالة ماجستير حول اتفاقية اوسلو لكنها لم تتوصل إلى النص الأساسي ومن ثم عقدت مؤتمرا صحفيا قالت فيه "لا يوجد نص الاتفاقية" الامر الذي يؤكد عدم اعتراف (إسرائيل) بثقل المفاوض الفلسطيني.

اما بارود فيبين أن السلطة تقوم مقام الاحتلال في الضفة"، مستشهدا بتصريحات القادة (الإسرائيليين) التي اكدوا فيها ان السلطة قامت لم تستطع (إسرائيل) فعله".

وفي السياق ذاته يرى أبو شرخ أن الاحتلال لديه استراتيجيتان الاولى اعلامية موجهة للعالم ويقول فيها نريد حل الدولتين وذلك لذر الرماد في عيونهم ، بينما الثانية ميدانية ويندرج تحتها عدم اعطاء الفلسطينيين شيئا بل مزيدا من المستوطنات والمجازر وفرض القيود وجعل الحياة الفلسطينية صعبة لتهجير الشعب، داعيا قوات الامن الفلسطينية للانحياز للشعب كما الانتفاضات السابقة.

وطالب الشعب الفلسطيني لاسيما أبناء الضفة بمواجهة (إسرائيل) بكل ما يملكون من وسائل، داعيا السلطة الى وقف المفاوضات التي لم تجد نفعا.

مسلسل التنسيق الامني بدا بعد الحديث مع الخبراء السياسيين في حلقاته الاخيرة التي تنذر باندلاع انتفاضة ثالثة قريبة، لاسيما بعدما أثبتت المقاومة في قطاع غزة جدارتها في الانتصار على العدو (الإسرائيلي).