القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الثلاثاء 26 تشرين الثاني 2024

تقارير إخبارية

الطلاب الفلسطينيون في منطقة صور: نماذج تفوق مشرفة

الطلاب الفلسطينيون في منطقة صور: نماذج تفوق مشرفة

  


  

الجمعة، 27 تموز، 2012

يعتبر الواقع التربوي للاجئين الفلسطينيين من اكثر الامور صعوبة التي يعاني منها هؤلاء، رغم ان الاضواء لا تسلط على هذا الواقع بشكل كاف.

ولا ينال الطالب الفلسطيني حقه في التعلم بشكل صحيح حيث تلعب جملة من العوامل المحيطة دوراً بالغاً في التأثير السلبي على هذا الحق.

ومع ان الأونروا تقدم خدماتها للاجئين الفلسطينيين المسجلين وغير المسجلين على نطاق اضيق، إلا ان ذلك لم يرقَ إلى المستوى المطلوب، في حين تلعب الدولة اللبنانية دورا اكثر سلبية على اللاجئ ويتمثل ذلك من خلال سلسلة قرارات وقوانين تنال من انسانيته بشكل كبير.

ورغم كل هذه الظروف المريرة التي تحيط بالطالب الفلسطيني داخل مخيمات الشتات في لبنان إلا إن هناك كوكبة من المتفوقين تأبى أن تغادر البال، فهم دائماً نجوم متلألئة تتعالى في سماء مخيمات الشتات، تظلله بالخير والعطاء، فيسكننا شعور لا يوصف كلما زاد عدد المتفوقين في المخيم.

لذلك كان لنا هذا اللقاء مع الطلاب المتفوقين في مخيم البص والذين حصلوا على درجات جيد وجيد جداً وهم: مصطفى النابلسي، إيناس صبري الحاج، ماهر عكاوي جلال العبد عطية، وبسمان الحاج.

* مصطفى النابلسي، هل لك ان تعرفنا على نفسك؟

مصطفى حسني النابلسي فلسطيني، مواليد 1988 من مخيم البص، درست في جامعة بيروت العربية اختصاص هندسة مدنية وتخرجت وحصلت على تقدير جيد جداً طيلة فترة الدراسة وهي خمس سنوات، حصلت منذ أيام قليلة على شهادة البكالوريوس في الهندسة المدنية بتقدير جيد جداً.

تلقيت دراستي الابتدائية حتى المرحلة الثانوية في مدارس الأونروا وبعد انتهائي من المرحلة الثانوية حصلت من الأونروا على منحة جامعية بناءً على التقدير الذي نلته في البكالوريا.

خلال فترة الدراسة الجامعية كان هناك صعوبات من الناحية المادية فوالدي "رزقه على قد الحال" لا يستطيع أن يؤمن مصاريف الجامعة وخصوصاً المصاريف الخاصة بمستلزمات قسم الهندسة، سواء من ناحية الكتب والمراجع وغيرها، فنحن نعيش في مخيم شتات ينقصه أشياء كثيرة وخصوصاً في ظل الظروف الاقتصادية التي يعيشها لبنان، لأن منحة الأونروا كانت فقط لقسط الجامعة ولكن هناك مستلزمات خاصة لقسم الهندسة يجب توفرها للاستمرار في متابعة الدراسة.

أنا كشاب فلسطيني لدي طموحات كأي شاب في العالم وأتمنى تحقيقها، وبما أنني فلسطيني فهذا يجعلني أصمم واتحدي كل الصعوبات التي تحيط بي كي أصل إلى طموحي.

أتمنى أن أصل إلى أعلى المراكز وأن أحصل على دعم مادي لأتابع في قسم الدراسات العليا.

لمن تهدي تفوقك؟

أهدي هذا النجاح إلى كل من وقف بجانبي وخصوصاً مكتب الأونروا الرئيسي في بيروت.

وأهلي كما أهدي نجاحي هذا إلى روح أخي المهندس محمد النابلسي.

* الطالبة إيناس صبري الحاج، مواليد 1990.فلسطينية من عكا أم الفرج الاختصاص بكالوريوس في الهندسة المدنية تقدير جيد جداً.

بعد الانتهاء من المرحلة الثانوية حصلت على منحة دراسية من الأونروا (الاتحاد الأوروبي).

في المرحلة الابتدائية لشدة تفوقي عمدت إدارة المدرسة الى إعفائي صفين من الدراسة.

خلال مرحلة الدراسة الجامعية كانت هناك صعوبات عدة منها: قلة نسبة الإناث في هذا الاختصاص، أحياناً كثيرة كانت الطائفية والحزازيات السياسية تزيد من الصعوبات فيما بين الطلاب.

أيضاً من الصعوبات بعد السكن عن الحرم الجامعي مما يزيد في عبء المواصلات.

ما هو طموحك للمستقبل؟

أتمنى أن أكمل دراسات عليا وأتابع كل ما هو حديث ومتطور في اختصاص.

طموحي أن أجد وظيفة مناسبة لاختصاصي بما يمكنني من توصيل الركائز العلمية الهندسية إلى المجتمع، وبصراحة العمل في لبنان يعتمد بالدرجة الأولى على المحسوبيات والواسطة بمعني لا يؤخذ بعين الاعتبار المستوى العلمي. كما ان جنسيتنا فلسطينية تزيد من العوائق كوننا لاجئين ممنوع علينا مزاولة أكثر من 70 وظيفة ومهنة في لبنان.

* الطالب جلال العبد عطية من مخيم البص اختصاص Computer Engineering and Information تقدير جيد جداً

مشروع النقاش كان تحت عنوان: Medical Alarm System.

جامعة بيروت العربية

بعد انتهائي من الدراسة الجامعية أتمنى أن أحصل على وظيفة كي أساعد والدي في تعليم إخوتي الصغار، وانا كشاب فلسطيني لدي طموح ان أعمل ضمن مجال اختصاص، فكثير من الشبان الفلسطينيين تعلموا ولم يعملوا ضمن اختصاصهم ويومياً نرى أشخاص تعلموا الطب أو الهندسة ويعملون في "الفاعل" والسبب الوحيد هو أنهم فلسطينيون لا يحق لهم مزاولة عدد الكبير من المهن.

* الطالب ماهر أحمد عكاوي: من سكان مخيم البص، خريج جامعة بيروت العربية بكالوريوس في الهندسة المدنية تقدير جيد.

خلال فترة الدراسة الجامعية كانت تواجهنا صعوبات عديدة وخلال الخمس سنوات كنت أحصل على تقدير جيد وجيد جداً.

رغم كل الصعوبات المعيشية التي واجهتني إلا أن أهلي وأصدقائي كانوا يشجعونني على مواصلة الدراسة.

لذلك أهدي نجاحي هذا إلى أهلي وكل شخص دعمني معنوياً.

كشاب فلسطيني متخرج حديثاً ماذا تقول؟

كشباب فلسطينيين نتمنى فتح مجال التوظيف لنا لأنه وبصراحة لم يعد لدينا فرص عمل وخصوصاً بعد إغلاق أبواب دول الخليج أمامنا.

أما في لبنان فلا يوجد امامنا فرص أيضاً لذلك لا يسعنا سوى الهجرة والعمل في غير اختصاصنا.

* الطالب الأخير هو بسمان الحاج، حاصل على تقدير جيد جداً في الهندسة المدنية ولم تسنح لنا الفرصة للقائه.

اخيراً إن هذا التفوق ناتج عن جملة من العوامل والمسببات، سواء لدى الطالب نفسه او لدى اسرته ومدرسته وثم جامعته، ان هذا النجاح والتفوق يعزز الأمل ويزيد من مساحة الضوء في ملامح الشعب الفلسطيني داخل مخيمات الشتات نحو غد مشرق بإذن الله وعودة حتمية الى الوطن بعد تحريره من رجس الاحتلال.

المصدر: سمية مناصري - ياصور