القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

تقارير إخبارية

الظلام يخيم على المخيمات بلبنان.. قطع الكهرباء يصل لـ 22 ساعة


الخميس، 09 تموز، 2020

يخيم الظلام الدامس على المخيمات الفلسطينية في لبنان؛ إذ يصل انقطاع التيار الكهربائي لـ22 ساعة، نتيجة لشح مادة المازوت، والتي تأثرت بارتفاع سعر الدولار الأميركي أمام الليرة اللبنانية، واحتكار عدد من التجار لهذه المادة.

القصة بدأت في نيسان/أبريل الماضي، بعد الكشف أن الوقود الذي يُشترى من شركة "سوناطراك الجزائرية"، مغشوش، فالسلطات اللبنانية حققت حينها في الحادث، وأصدرت قرارًا بإيقاف الشحنتين المحملتين بالوقود، واعتقال ممثل الشركة في لبنان، طارق الفوال، بالإضافة إلى 16 آخرين.

هذا الأمر، دفع بالشركة الجزائرية إلى رفض بيع لبنان شحنات وقود إضافية إلى حين الإفراج عن الشاحنتين، الأمر الذي أثر على قدرة شركة كهرباء لبنان في تغذية المناطق بالطاقة الكهربائية.

فالعاصمة بيروت، والتي كانت تحصل على إمدادات كهربائية ما مجموعه 22 ساعة يوميًّا، انخفضت التغذية الكهربائية فيها لتصل إلى 3 أو 4 ساعات في اليوم، مقابل 20 ساعة قطع، فيما كانت تحصل باقي المناطق على 14 ساعة تغذية يوميًا مقابل 10 ساعات قطع، لتتأثر هي الأخرى بذلك لتصل أزمة التقنين فيها إلى 21 و22 ساعة قطع في اليوم الواحد.

العتمة تضرب المخيمات

اللاجئ الفلسطيني، أحمد الأسعد، من مخيم برج البراجنة (جنوبي بيروت)، اشتكى من الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي، وقال: "أدفع ما قيمته 230 ألف ليرة لبنانية، للحصول على اشتراك مولد 5 أمبير، ما يسمح لي بتشغيل المروحة وإنارة المنزل فقط”.

وخلال حديثه مع "قدس برس"، أضاف السعد: "نكاد لا نحصل على كهرباء شركة لبنان طوال اليوم؛ إذ انخفضت التغذية إلى ساعتين يوميًّا تقريبًا، ساعة في النهار وساعة في الليل فقط، في حين المولد أيضًا لا يستطيع تحمل التغذية لفترات طويلة”.

المخيمات الفلسطينية

بدوره، قال صاحب مولد AMC في مخيم عين الحلوة، أحمد شريدي: إن "تكلفة استجرار المازوت إلى المخيم زادت كثيرًا؛ لأن المادة مقطوعة في السوق المحلية، وما يُشترى هو من خلال السوق السوداء، وبتكلفة ضخمة”.

وتابع شريدي، خلال حديثه مع "قدس برس": "نتخوف من انقطاع مادة المازوت، خاصة بعد إطفاء عدد من أصحاب المولدات محركات مولدلاتهم، بسبب عدم قدرتهم على تأمين المازوت، والذي بلغ سعر التنكة الواحدة منه لحوالي 25 ألف ليرة لبنانية في السوق السوداء، وحاجة كل مولد هي ما مقداره 2000 لتر في اليوم”.

وأضاف شريدي: "نحاول جاهدين تأمين الكهرباء لأبناء مخيمنا، إلّا أن التقنين الكهربائي أكبر من طاقتنا؛ إذ تصل ساعات القطع إلى 21 ساعة يوميًّا، هذا عدا عن ذكر الأوضاع الاقتصادية المتدهورة لأبناء شعبنا، وعدم تمكن كثر منهم على دفع ثمن الاشتراك الكهربائي”.

هذا ويبلغ عدد المولدات في مخيم عين الحلوة، حوالي 13 مولدًا، توزع الطاقة الكهربائية على الأحياء في المخيم، وتبلغ قيمة الاشتراك في مخيم عين الحلوة 150 ألف ليرة لبنانية بالشهر الواحد، مقابل 5 أمبير فقط.

"كيديات سياسية"

وأشار عضو اللجنة الشعبية لقوى التحالف الفلسطينية والقوى الإسلامية وحركة أنصار الله في مخيم عين الحلوة، عدنان الرفاعي إلى أن "المخيمات الفلسطينية في لبنان، تعاني من أزمة تأمين مادة المازوت لتشغيل المولدات”.

وقال الرفاعي، خلال حديثه مع "قدس برس": "تواصلنا خلال المدة الماضية، مع قيادات أمنية وسياسية لبنانية في مدينة صيدا؛ لحلحلة معضلة إدخال مادة المازوت إلى المخيم، لتثمر اتصالاتنا ولقاءاتنا إلى سماح قيادة الجيش اللبناني بإدخال المادة”.

وأضاف الرفاعي: "بعد منعنا في السابق من إدخال المازوت إلى مخيم عين الحلوة، استطعنا اليوم إدخال 30 ألف لتر منها إلى المخيم وفقًا لسعرين، الأول 14 ألف ليرة للتنكة الواحدة وهو السعر الرسمي، وكميات أخرى بسعر 24 ألفًا، في حين هناك وعود بتسهيلات لإدخال كميات أخرى جديدة”.

وأوضح عضو اللجنة الشعبية: "أزمتنا كيديات سياسية لا خدماتية، فالدولة اللبنانية وحتى اليوم لا تعرف كيف تتعامل مع اللاجئين الفلسطينيين على أراضيها، نقولها بالفم الملآن: لا نريد كهرباء من الدولة اللبنانية، اسمحوا لنا بإدخال مادة المازوت فقط، وسندير أمورنا بأنفسنا”.

وطالب الرفاعي، رئيس السلطة محمود عباس وأمناء الفصائل الفلسطينية، بالتدخل والتواصل مع الدولة اللبنانية، لحل هذه الأزمة، "قبل أن نغرق في العتمة”.