العروب.. أفعى النكبة تقترب أكثر
الإثنين، 01
حزيران، 2015
في مخيم العروب قصص النكبة والمأساة والمجازر
اجتمعت من قرى مختلفة وبلدات ومدن احتلها الصهاينة عام 1948 ليكتمل مشهد النكبة بنكسة
"جوش عتصيون" التي جاءت تكريسًا لعنصرية الاحتلال وكأنها الأفعى التي تحاصر
المخيم المنكوب أصلاً، حتى ظهر مؤخرًا أولئك الذين ترنو عيونهم إلى حيث تركوا منازلهم
لتكون في ذكرى النكبة وجوارها نقطة تحول أخطر باقتراب أفعى الاستيطان لتصبح واقعًا
له انعكاسه القادم بعد أن أعلن الاحتلال عن مستوطنته الجديدة في مقر مدرسة مسيحية أمام
المخيم.
تقصير السلطة
هناك في جنوب الضفة الغربية وتحديدًا شمال محافظة
الخليل وعلى الشارع الواصل بين الخليل وبيت لحم يقع مخيم اللجوء والانتظار "العروب"؛
هو شوكة في حلق الاحتلال وحصن لعقود خلت من توسع وتمدد للمستوطنات القريبة، ومدافع
جغرافي مهم عن واجهة الخليل الشمالية، وحاميًا لأراضي البلدات والمناطق القريبة من
سرطان الاستيطان.
ويقول رئيس اللجنة الشعبية في مخيم العروب أحمد
أبو الخيران لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" إن أبناء المخيم هم من سيقعون
ضحية هذه المستوطنة إن تم إنشاؤها وسيصبحون ضحية وجود المستوطنين في تلك المنطقة؛ مبينًا
بأنه من الضروري أن يعود الوضع كما كان عليه في السابق.
ويشير إلى أن هذه الأرض تعود ملكيتها لجمعية مسيحية،
وعليها أن تتخذ أي موقف، وتضع حدا لتلك الشائعات والأقاويل، وإن كانت هناك إجراءات
على الأرض يجب أن تتراجع عنها بكل السبل والوسائل.
ويضيف: "منذ سنوات وصلتنا معلومات عن نية
جهات إسرائيلية شراء المكان أو المنزل أو المستشفى في تلك الأرض وتوجهنا بكتب رسمية
وموثقة لدينا للرئيس عباس ورئيس الوزراء لوضع حد لهذا الأمر، ومن أجل أن نتملك نحن
هذه الأرض أو نشتريها لجعلها متنفسا للمخيم، إلا أنه لم تكن هناك أي إجراءات أو تجاوب
على الأرض من قبل السلطة".
وتسلط وسائل الإعلام العبرية الضوء على المستوطنة
الجديدة في إطار ترسيخ الاستيطان الذي أعلن عنه رئيس حكومة الاحتلال الجديدة بنيامين
نتنياهو، وكأنه يسابق الزمن من أجل السيطرة الكاملة على الضفة الغربية، في الوقت الذي
تعزز فيه من نظرية تسريب العقارات والبيع غير المباشر وغيرها من الوسائل التي في المحصلة
تنتج استيطانا يلتهم ما حوله.
وتتحدث تلك الوسائل عن شراء الأراضي عبر شركات
وهمية سويدية، وتقدر بأكثر من 38 دونمًا من ضمنها مبنى كنيسة؛ ويتم ترميم المباني هناك
لبدء الاستيطان بشكل مرحلي.
بتر الجغرافيا
تعد الخطوة الجديدة محاولة خطيرة لبتر التواصل
الجغرافي بين الخليل وبيت لحم كمرحلة تستكمل فيما بعد على باقي الضفة الغربية التي
يراها الاحتلال كنزا للأمن القوي الصهيوني على حساب الفلسطينيين، في الوقت الذي تحلم
فيه السلطة بدولة ذات سيادة؛ تلك السيادة التي لا يرى منها واقعا إلا أمن يهاجم شعبه
ومحرريه وطلبة جامعاته.
ويقول الخبير في شؤون الاستيطان عبد الهادي حنتش
لـ"المركز الفلسطيني للإعلام": "يقال إن الذي مول هذا الشراء رجل الأعمال
اليهودي الأمريكي الثري إلكسندر مسكوفيتش والذي يعيش في الولايات المتحدة، وتدعي سلطات
الاحتلال أنها قامت بشراء تلك الأراضي من جمعية سويدية، ولكن الجمعية تقول إن هذا الكلام
غير صحيح حول البيع، وترفض الادعاء، وأن هناك محاميا سويديا يريد أن يقوم بالاعتراض
على هذا الأمر".
ويوضح حنتش بأن الاحتلال باشر العمل في الموقع،
ومنح المستوطنين الضوء الأخضر للعمل والسكن هناك، مبينا بأن الموقع حساس جدا بالنسبة
لحركة المرور وللسكان الفلسطينيين في مخيم العروب؛ حيث إن الاحتلال بعد أن قال إن هناك
500 دونم أملاك دولة؛ يريد ضمها للبؤرة الاستيطانية لربطها بمستعمرة "مجدل عوز"
التي تقع بين مخيم العروب وبلدة بيت فجار.
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام