القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الثلاثاء 26 تشرين الثاني 2024

تقارير إخبارية

«العودة موعدنا»..64 عامًا والحق لا يسقط بالتقادم

«العودة موعدنا»..64 عامًا والحق لا يسقط بالتقادم
 

الإثنين، 04 حزيران، 2012

يرتدون لبس آبائهم وأجدادهم، يضعون على رؤوسهم العمامة القديمة، فهذا يرفع علمًا فلسطينيًا، وذاك حمل بيديه "مفتاح البيت"، وآخر زين لافتة بصورة لبلده، ليرمز كل منهم إلى حفظ العهد الذي ورثه الأجداد إلى الأحفاد، ولتبدد مقولة "الكبار يموتون والصغار ينسون". "يافا"، و"الرملة"، و"عكا"، و"الجورة" وكافة أرجاء فلسطين كانت حاضرة في عيون وعقول أشبال وزهرات المعرض الذي أقامته حركة حماس في المحافظة الوسطى بعنوان "العودة موعدنا"، وسط مشاركة شخصيات رسمية وشعبية، إضافة إلى حشد كبير من المواطنين.

تمسك بالثوابت

وإلى اليمين قليلًا، يرتكز الستيني محمد أبو جزر على وسادته في الخيمة التي يجاوره فيها عدد من الضيوف، وأمامه "كانون القهوة"، ليقول لـ"صفا" إن مشاركته في المعرض جاءت للتأكيد على ضرورة إثبات الشخصية الفلسطينية، وللتمسك بعاداتنا وتقاليدنا، وتوعية الأجيال بذلك.

ويشير إلى أن "إقامة هذه المعارض لها وقع جميل على نفوس أبناء شعبنا الفلسطيني، وتجسد واقع معاناتنا ومأساتنا أمام المحافل الدولية، ولشن حرب مضادة على الاحتلال الإسرائيلي الذي يهدف إلى سرقة تراثنا وعاداتنا وتقاليدنا، ولتذكير أبنائنا بأرضهم وتوعيتهم بحقهم المسلوب".

وفي منظر ملفت، تجمعت عدد من الفتيات حول الحاجة المهجرة قصرًا من بلدة بئر السبع أم روحي المنشغلة في طهي خبر الصاج ليتعلمن منها كيفية صناعته، وحولها نسوة يرتدين ثياب فلسطينية قديمة وما يطلق عليه "البرقع" المطرز من النحاس يغطي وجوههن.

وتلفت أم روحي لـ"صفا" إلى أن مشاركتها في المعرض تأكيدًا على ملكيتنا لأرضنا وديارنا التي هجرنا منها غصبًا من قبل قوات الاحتلال، ولإحياء العادات والتقاليد الفلسطينية وترسيخها في عقول أبنائنا"، داعية إلى تفعيل إقامة مثل هذه المعارض على مدار السنة لتبقى ذاكرة الأجيال حية.

عادات قديمة

وغص المكان بالحضور، وتعالت الأصوات على وقع الأناشيد الحماسية، حين أدت فرقة من الأشبال والزهرات وصلة إنشادية وفنية "الدبكة الشعبية"، استحوذت على إعجاب الحاضرين.

وما هي إلا لحظات، حتى بدأت فقرات وعروض الفروسية، بمشاركة عدد من الخيول والجمال التي يعتليها أطفال صغار يرتدون اللبس الفلسطيني القديم، ويرفعون الأعلام الفلسطينية وشارة النصر.

وفي إحدى جوانب المعرض، وقف عشرات الشباب المرتدين للعباءة الفلسطينية القديمة إلى جانب أقرانهم، واستلوا السيوف وامتشقوا الخناجر، وباشروا بالدبكة على أصوات الأناشيد الوطنية.

مسؤولية جماعية

ويقول الناطق باسم حركة حماس بالوسطى يوسف فرحات إن تنظيم هذه التظاهرة الفنية جاء للتأكيد على أن جراحات النكبة لا تزال محفورة في قلوب وعقول كل فلسطيني، ولا يمكننا نسيانها، وستبقى محفورة إلى الأبد، بل وستنتصر هذه المآسي والجراحات على الاحتلال الغاضب".

ويبين أن توعية الأجيال بحقوقهم المسلوبة وترسيخ المفاهيم بما حدث من طرد وتهجير للسكان الفلسطينيين من أرضهم مسئولية جماعية تقع على كاهل الجميع، مشيرًا إلى أن تنظيم المعرض يهدف إلى غرس مفاهيم حق العودة لتبقى هذه القضية حاضرة في قلوب الأجيال.

ويضيف فرحات أن "تزامن ذكرى النكبة مع انتصار الأسرى داخل السجون دليل واضح على أن الشعب الفلسطيني يمتلك من الإرادة والعزيمة التي تمكنه من تحقيق انتصارات على إرادة الباطل بدءا من تحرير قطاع غزة، وإتمام صفقة وفاء الأحرار، وإبرام الاتفاق بين الأسرى والاحتلال".

المصدر: داود موسى – صفا