الفصائل الفلسطينية في
البداوي متأهبة لمواجهة مدّ اسلاميي طرابلس
الخميس، 07 شباط، 2013
"البداوي
بخير".. هذا ما يُجمع عليه قادة الفصائل الفلسطينية في مخيم اللاجئين الفلسطينيين
في شمال لبنان والذي يحوي حاليا حوالي 40 ألف شخص يعيشون في كيلومتر مربع واحد بعد
وصول أكثر من 4 آلاف نازح من سوريا انضموا لسكانه الأصليين والذين يبلغ عددهم 18 ألف
كما لعشرة آلاف فلسطيني آخرين هم اصلا من سكان مخيم نهر البارد اضافة لعدد كبير من
العائلات اللبنانية الفقيرة التي تنزوي فيه.
وتشير مصادر معنية الى
تنامي وجود الاسلاميين داخل المخيم بالتزامن مع مدّهم المتمادي في مدينة طرابلس، لافتة
إلى أنّ الجو الاسلامي المتطرّف الذي تعيشه المنطقة هناك بات ينعكس وبشكل مباشر داخل
البداوي ما جعل الفصائل الفلسطينية تعقد اجتماعات دورية ومفتوحة بمحاولة لمواجهة ما
قد ينتج عن هذه المستجدات.
وتضع المصادر الجولة التي
قام بها مسؤول حركة "حماس" علي بركة مؤخرا الى مدينة طرابلس حيث قضى يومين
التقى خلالهما قيادات اسلامية في المنطقة، في اطار سعيه لتلقف ما يخطط للمخيمات الفلسطينية
ان كان شمالا أو جنوبا، متسلحا بالتوافق الفلسطيني العام حول وجوب النأي بالنفس عمّا
يحصل في سوريا.
وترى المصادر أن المخاطر
الأمنية على المخيمات الفلسطينية في لبنان بدأت تتنامى مع وصول أعداد كبيرة من فلسطينيي
سوريا الى لبنان مؤخرا، وتضيف: "لعل ما بدأ يتظهر من حل سياسي يطبخ في سوريا قد
لا يكون ايجابيا على لبنان الذي قد تلجأ اليه الجماعات المتطرفة والتي قد تنقل اليه
الفتنة التي عصفت لعامين بسوريا".
فتح الانتفاضة: أمن البداوي
ممسوك ولكن.. لتجنيب البلد انتقال الأزمة السورية اليه
"لا
توتر في البداوي وأمنه ممسوك باعتبار أن فيه صيغة واحدة هي صيغة المقاومة الفلسطينية،
كما أن امساك اللجنة الشعبية والقوة الأمنية المشتركة بتفاصيل الأمور الحياتية والأمنية
للمخيم كل ذلك يجعلنا على أهبة الاستعداد لمواجهة أي طارىء"، هكذا يرد مسؤول
"حركة فتح الانتفاضة" في الشمال خليل ديب ابو ياسر، على ما يشاع عن توتو
أمني يتهدد مخيم البداوي، لافتا الى ان ما يقلق أهل المخيم هو التوتر والاشكالات الحاصلة
حوله وبالتحديد في منطقتي جبل محسن وباب التبانة.
ويشير أبو ياسر الى جهود
جمّة يتم بذلها لتجنيب المخيمات الفلسطينية في لبنان الانزلاق الى أتون النار السورية،
لافتا الى ان لا امكانية لتحييدها بالكامل خاصة مع المخاوف التي تتنامى جراء دخول أعداد
كبيرة من السوريين الى لبنان الذين ربطوا مصيرهم بمصير المعارضة، ويضيف: "اذا
حصلت تسوية سياسية في سوريا فالأغلب أنّهم لن يعودوا الى سوريا وقد يترافق ذلك مع تسرب
جبهة النصرة الى أكثر من منطقة لبنانية ما يحتاج قرارا على أعلى المستويات اللبنانية
لتجنيب البلد انتقال الأزمة السورية اليه".
"الجبهة
الديمقراطية لتحرير فلسطين": مستعدون لتسليم أي اسلامي أو مطلوب
بدوره، يؤكد مسؤول
"الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين" في البداوي أبو لؤي استعداد كل الفصائل
داخل المخيم لتسليم أي اسلامي أو مطلوب من قبل الدولة اللبنانية للقوى الأمنية باعتبار
أنّ القيادات الفلسطينية تبذل جهودا جمّة لتفادي وقوع أي خضات أمنية في المخيمات.
ويؤكد أبو لؤي أن الاشكال
الأمني الذي وقع الأسبوع الماضي في المنطقة لم يحصل داخل المخيم بل في منطقة البداوي
اللبنانية. ويضيف: "نحن نعقد اجتماعات متواصلة واللجنة الأمنية المولجة امن المخيم
تقوم بواجباتها على أكمل وجه بالتحري عن كل شخص موجود داخل المخيم أو نازح اليه لمنع
نقل الفتنة السورية الينا ومن مخيماتنا الى لبنان باعتبار ان لبنان القوي وسوريا القوية
قوة لنا".
ويدعو أبو لؤي لوضع استراتيجية
فلسطينية لبنانية وبأسرع وقت ممكن لمواكبة المرحلة الحالية ومواجهة تحديات المرحلة
المقبلة.
المصدر: النشرة