الفلسطينيون باليمن.. عودة بعد رعب وآخرون انقطعت
بهم السبل
الجمعة، 10
نيسان، 2015
روى طلبة فلسطينيون عائدون من اليمن أيام من الرعب
عايشوها منذ بدء "عاصفة الحزم" على البلاد قبل أسبوعين مع بدء العشرات منهم
العودة إلى الضفة الغربية.
وتمكن العشرات من طلبة فلسطين في اليمن من الخروج
منها وكانت آخر دفعة خرجت اليوم الخميس مكونة من 60 طالبًا في الكلية العسكرية في صنعاء
وصلوا للأراضي الأردنية وهم من حملة الجواز الفلسطيني.
وشهدت الساعات الـ48 الماضية نقل غالبية الفلسطينيين
من اليمن وإخلائهم من مناطق مختلفة باستثناء عدن التي تشهد توترًا كبيرًا ويعاني طلبة
فلسطين فيها الواقع الأصعب.
وشهدت الأيام الماضية تمكن عشرات من الفلسطينيين
المقيمين في اليمن من الخروج من اليمن عبر منافذ برية بعضهم من خلال تنسيق وبعضهم بشكل
فردي ونقلوا إلى جيزان في السعودية.
وكان طلبة فلسطين ناشدوا في وقت سابق التدخل لإخلائهم
وأطلقوا نداءات استغاثة عديدة بهدف حل مشكلتهم سيما وأن سفارة فلسطين والسلطة الفلسطينية
تأخرت عن باقي الدول في إخلاء أبناء اليمن مما خلق حالة من التخوف.
ويقول القيادي في المبادرة الوطنية عمر منصور
لوكالة "صفا" إن اتصالات ومناشدات عديدة وصلته من طلبة اليمن وذوي الطلبة
طالبت القيادات الفلسطينية بالتدخل لوقف حالة الإهمال التي يتعرض لها طلبتنا في اليمن
في هذه الظروف.
وذكر منصور أن المشكلة تكمن في التعامل مع حملة
الجواز الفلسطيني، حيث أن حملة الجواز الأردني تم إخلاء غالبيتهم لسهولة دخولهم إلى
المملكة العربية السعودية.
كما أن ذوي طلبة فلسطين باليمن من أهالي جنين
وجهوا قبل أيام مناشدة للرئيس محمود عباس للتدخل لحل قضية أبنائهم وإعادتهم أسوة بما
تفعله باقي الدول، مستغربين تمكن دول كثيرة من إجلاء رعاياهم فيما طلبة فلسطين لا يلتفت
لمعاناتهم أحد.
وأعلنت سفارة فلسطين في اليمن مساء أمس عن تشكيل
خلية أزمة بتوجيهات من الرئيس عباس، أشرفت عليها وزارة الخارجية ورئيس جهاز المخابرات
العامة اللواء ماجد فرج وسفير فلسطين في اليمن دياب اللوح وطاقم السفارة.
وذكرت السفارة أن خلية الأزمة عملت خلال الأيام
القليلة الماضية على تأمين خروج الطلبة الفلسطينيين من براثين الحرب الدائرة في اليمن
بشكل سلس وفي وقت قصير، إلى عدد من الدول العربية من بينها السعودية.
أيام من الرعب
ويشير الطالب الجامعي في صنعاء علاء منصور إلى
أن الطلبة الفلسطينيين ظلوا منذ اندلاع الحرب لا يبرحون سكناتهم وأماكن إقامتهم إلا
لإحضار ما يقيتون به أنفسهم بانتظار الفرج.
وذكر أن المشكلة كانت أقل قبيل "عاصفة الحزم"
فلم يكن قصف هناك جوي وإنما صراع داخلي يمكننا تجنبه كفلسطينيين نحظى باحترام كل الأطراف،
ولكن بعد ذلك أصبحت لا تعلم هل أنت في منطقة آمنة من القصف أم لا.
ويبدي المواطن محمود السعيد من جنين ندمه على
قبوله قبل عامين إرسال نجله في منحة لليمن من خلال وزارة التربية والتعليم العالي،
لافتًا إلى أن الجامعات هناك تعطلت العام الماضي بسبب الصراعات الداخلية لمدة ثلاثة
أشهر وضاع فصل دراسي فيما الآن الجامعات مغلقة تمامًا.
لكن الطالب منصور يؤكد أنه ورغم الوضع السيء للماكثين
في صنعاء فإن الوضع الأصعب هو المحيط بالطلبة الفلسطينيين في عدن، فهؤلاء ليس لديهم
أية خيارات في هذه الأيام، فالدخول والخروج إلى عدن متعذر، والصراع المسلح قاس وعشوائي.
وعبر طلبة عديدون في عدن أنهم حين كانوا يتصلون
بالسفارة في الأيام الأولى لعاصفة الحزم كانت السفارة ترد "لا نستطيع فعل أي شيء
لكم في هذه الظروف.. دبورا حالكم بصورة فردية..".
وكان أحد طلبة فلسطين في اليمن وجه رسالة للإعلاميين
الفلسطينيين عقب اندلاع "عاصفة الحزم" طالبهم فيها بالتدخل لإنقاذهم من التدهور
الحاد في أوضاعهم ونقص الخدمات الأساسية المقدمة لهم.
الكل إلا طلبة فلسطين
يشار إلى أن عديد سفارات دول نسقت مع السعودية
في وقت مبكر لإجلاء رعاياها من اليمن وحتى من عدن تمكن رعايا أكثر من دولة من الخروج
بمساعدة البحرية السعودية وهو ما أغضب طلبة فلسطين هناك.
ونشر الصحفي عاطف أبو الرب على صفحته الخاصة على
موقع "فيسبوك" عدة مناشدات وصلته من طلبة اليمن تطالب فيها الإعلاميين الفلسطينيين
بإثارة قضيتهم حتى يتم إيجاد حل لها.
ويقول الصحفي أبو الرب تعقيبًا على ذلك
" أولادنا في اليمن أيتام، فمنذ أن تطورت الحرب هناك بادرت معظم دول العالم لإجلاء
رعاياها من اليمن باستثناء من يحمل جواز السفر الفلسطيني.
ويلفت أبو الرب إلى بعض الفلسطينيين ممن يحملون
جواز سفر أردني تم ترحيلهم من قبل السفارة الأردنية، أما من يحمل الجواز الفلسطيني
فلم يخرج منهم أحد.
وتساءل بناء على ذلك "ترى هل ستكون هذه الأزمة
بداية لعودة الفلسطيني للجواز الأردني، والتخلي عن الجواز الفلسطيني؟، وفي الوقت الذي
تتابع فيه القيادة الفلسطينية مجريات الأمور باليمن لم نسمع من أي مسؤول ما هي الخطط
الفلسطينية تجاه أيتام فلسطين في اليمن!".
المصدر: وكالة صفا