الفلسطينيون في ذكرى "النكبة" مصممون على إعادة بناء القرى المنكوبة
السبت، 19 أيار، 2012
استعد الفلسطينيون يوم الثلاثاء (15/5) لإحياء الذكرى الـ64 للنكبة الفلسطينية، والتي أسفرت عن تشريد حوالي مليون فلسطيني وتوزَّعوا في الوطن العربي، وفي مختلف أرجاء المعمورة؛ كما تسببت في تدمير حوالي 580 قرية فلسطينية عربية في الأراضي المحتلة على يد العصابات الصهيونية.
مشاركات واسعة
وقررت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، الإضراب العام والشامل لإحياء ذكرى النكبة, وناشدت اللجنة، أوسع مشاركة في الإضراب من قبل جميع الأحزاب والحركات الشبابية ومؤسسات المجتمع المدني وطلاب الجامعات ولجان الطلاب والآباء والعمال وجميع القطاعات رجالاً ونساء، ولجان العمال في السلطات المحلية العربية وفي المدارس العربية ولجان أولياء أمور الطلاب وجميع الجهات الفاعلة بالتعاون من أجل تنفيذ قرار الإضراب وإنجاحه.
وقال الشيخ رائد صلاح، رئيس الحركة الإسلامية داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة لعام 48، في تعليقه على الاستعدادات الفلسطينية في الداخل المحتل لذكرى يوم النكبة "إن الجماهير الفلسطينية اتفقت خلال اجتماع لجنة المتابعة العليا على أن يكون يوم الثلاثاء (15-5-2012) يوم إضراب عام"، مضيفًا أنه "تم الاتفاق أيضًا على بناء نموذج لقرية فلسطينية في قرية "اللجون المنكوبة" لتجسيد أملنا وطموحنا وتصميمنا على إعادة بناء كافة المدن والقرى التي دمرها الاحتلال، والتي يزيد عددها عن 580 قرية ومدينة فلسطينية".
وأضاف أن "مرور 64 عامًا على نكبة فلسطين، لا تزيدنا إلا قناعة أن المشروع الصهيوني قام أصلاً على باطل، وما قام على باطل لا حياة له ولا استمرار، مشيرًا إلى أن "هذه السنوات الطويلة تزيدنا يقينًا بأن شعبنا الفلسطيني الذي قدم الشهداء والجرحى والأسرى والأرامل والأيتام ما زال يتمسك بحقه في عودة اللاجئين إلى ديارهم".
فيما قال النائب العربي في الكنيست، أحمد الطيبي "ستنطلق صباح الثلاثاء مسيرة فلسطينية تقليدية من كل أبناء شعبنا إلى قرية اللجون المهجرة في منطقة أم الفحم، كما سيعم الإضراب العام أرجاء المدن والقرى العربية ". مضيفًا أن الإضراب لهذا العام يتزامن مع إضراب أسرى الحرية في سجون الاحتلال.
وقال النائب الطيبي: ستنصب عشرات الخيام التضامنية على أرض اللجون للتضامن مع الأسرى بناءً على قرار لجنة المتابعة العليا الذي اتخذته في وقت سابق.
يوم الاسقلال في ذكرى النكبة
أما النائب العربي في الكنيست، محمد بركة، فعقّب حول الاستعدادات لإحياء ذكرى النكبة بقوله في العام 1998 "أطلقنا شعارًا عنوانه "يوم استقلالكم هو يوم نكبتنا"، وهو شعار استفز المؤسسة الصهيونية وراحت تسن قوانين تحظر إحياء ذكرى النكبة".
وأشار إلى أن "احتفالاتنا الأساسية في ذكرى النكبة تأتي في اليوم الذي يحتفل فيه الكيان الصهيوني باستقلاله وفقًا للتاريخ العبري، ليس لأننا نريد أن نسير وفق التقويم العبري، بل لأننا نريد أن نضع الرواية الأخرى الحقيقية لحقيقة ما حدث عام 48".
وأكد أن يوم نكبة الشعب الفلسطيني هو اليوم الذي نتذكر فيه مئات القرى الفلسطينية وترحيل وتهجير مئات الألوف من أبناء شعبنا الفلسطيني الذين تحولوا الآن إلى ملايين، لذلك نحن درجنا على تنظيم ما اصطلحنا على تسميته "مسيرة العودة" وهذه المسيرة تنتقل من قرية مهجرة إلى أخرى وفي العام الماضي كانت في قريتي عمقا والكويكات في الجليل.
نكبة للأمة
وأوضح الشيخ عكرمة صبري، رئيس الهيئة الإسلامية العليا أن هذه النكبة لم تلحق بأهل فلسطين وحدهم، بل هي نكبة الأمة الإسلامية بأكملها؛ حيث إن هذه النكبة هي وليدة ونتيجة لنكبة الحرب العالمية الأولى ووعد بلفور المشؤوم الذي صدر عام 1917، وقد لحقتها نكبات متعددة وحصلت نكسة العام 67 ولا تزال النكبات والنكسات تلاحقنا حتى هذا اليوم.
وقال إن ما يميز هذا العام عن غيره هو أن إحياء هذه الذكرى لم يقتصر على هذه البلاد فحسب، بل شملت بلدانًا عربية وأجنبية أيضًا وإن الأجيال الصاعدة قد تنورت بحق ما يتعلق بموضوع حق العودة.
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام