الفنّ الطليعي الفلسطيني «يشوّش»... على الاحتلال
الخميس، 06 تشرين الأول، 2011
بعد عروض في بريطانيا والدنمارك وبولندا، حطّت «تشويش» أخيراً في بيروت. المجموعة الآتية من رام الله تعرّف عن نفسها بأنّها فرقة أداء للفنون المرئية والمسموعة وتضم باسل عباس و Boikutt (عضوان سابقان في «رام الله أندرغراوند») اللذين يهتمان بالشق السمعي، وروان أبو رحمة المختصة بأعمال الفيديو.
التقى صاحب شركة « تصدع ـــ Ruptured» للإنتاج الموسيقي زياد نوفل أعضاء «تشويش» خلال «أشغال داخلية ـــــ 2010» حيث قدموا تجهيزاً فنيّاً. يومها، سجّل معهم مقطوعة صدرت في آب (أغسطس) الفائت ضمن أسطوانة Ruptured Sessions - Vol 4. ولأنّ المجموعة لم تتمكّن من القدوم إلى لبنان عند إطلاق الأسطوانة، نظمت «تصدّع» أخيراً حفلتين لـ «تشويش» في بيروت في«مركز بيروت للفن»، وأمس في نادي The Cave (الجميزة) بغية تعريف الجمهور اللبناني بآخر عرض سمعيّ/ بصريّ للمجموعة. باسل، روان و«مقاطعة» بمعداتهم الإلكترونية وشاشة العرض، ينطلقون دوماً من أطر وخطوط يحددونها مسبقاً، ثم يفسحون مجالاً واسعاً للارتجال خلال عروضهم، ما يمنح لكل عرض ميزته المرتبطة بالمكان والجمهور المتفاعل معه. في الصوت كما في الصورة، يستند هذا العرض المتعدد الوسائط إلى مواد من الأرشيف وأخرى مصورة ومسجلة من أعضاء المجموعة، وهدفها إطلاق تفاعل ومواجهة بين المواد جميعاً.
خلال العرض البيروتي، تتقاطع مشاهد من أرشيف لأفلام مصرية بالأبيض والأسود، وأخرى مصورة في مدن فلسطينية، وخصوصاً رام الله، ومشاهد من أفلام السينمائي الروسي تاركوفسكي. يجد أعضاء المجموعة في أعمال هذا الأخير وصورته، لغةً تشبه واقعهم وقادرة على التعبير عن حالتهم. تنظر «تشويش» إلى عروضها بوصفها محاولة لنقل القضية الفلسطينية إلى مفهومها الإنساني الأعمّ الذي يتشاركه الفلسطيني وغير الفلسطيني. لا حاجة هنا إلى أن ترى صوراً للجدار أو لحاجز إسرائيلي كي تشعر بأنك في فلسطين. تراكم الصور، وتركيبها بين صور أرشيفية، وأخرى حديثة لمساحات شبه جامدة، وأخرى مهتاجة، وبعض الإعلانات العملاقة على المباني، مع مونتاج صوت يتخلله الدرامز والتسجيل الحي، والأصوات الإلكترونية... كلّها عناصر كفيلة بأن تشعرك بأنك في مدينة محتلة. إنها محاولة بحث عن صورة وصوت يجسدان فعلاً موقفاً سياسياً/ فنياً يشبه الشباب الفلسطيني بعيداً عن الشعارات. يتغلّب أعضاء المجموعة على الصورة النمطيّة المفروضة على الفنون المعاصرة الفلسطينيّة الهويّة، وكيفيّة استقبالها وتصنيفها خارج فلسطين. كما أنّ عملهم الفني يبحث عن سرد خاص في الخطاب السياسي من دون أن يدعّي أنه مقاومة فنية تصبو إلى إلغاء المقاومة المسلحة، بل يدعون إلى توازي المقاومتين.
تتطلع المجموعة دوماً إلى تقديم فن يتفاعل معه الشباب العربي. وهي الآن في صدد تحضير عمل سمعيّ/ بصريّ يقدم إحدى روايات غسان كنفاني في رؤية خاصة.
المصدر: روي ديب – الأخبار