القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الخميس 28 تشرين الثاني 2024

تقارير إخبارية

اللاجئ الثمانيني الحاج قطنة يروي تفاصيل النكبة

اللاجئ الثمانيني الحاج قطنة يروي تفاصيل النكبة


جنين- المركز الفلسطيني للإعلام

ما زالت ذكريات النكبة حاضرة في أذهان الحاج الثمانيني أحمد قاسم محمد قطنة " أبو زيدان السمران" من عائلة القطمان عبد ربه، والتي تنحدر من قرية المنسي قضاء حيفا، مؤكدا أن حلم العودة لا بد أن يتحقق يوما ما.

ويؤكد أبو زيدان، الذي يقطن مخيم جنين لمراسلنا، في الذكرى السادسة والستون للنكبة، أن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، وأن المفاوضات لو استمرت مائة عام لن تعيد لاجئا واحدا، مشددا على أن هذا ما يعلمه لأحفاده الذين يعرفون تفاصيل المنسي وأرضهم وزيتونهم فيها بالرغم من أنهم لم يعايشوها.

ويستذكر أبو زيدان ذكريات النكبة حين عمد أهالي قرية المنسي قبيل النكبة إلى شراء الأسلحة بشكل فردي للدفاع عن أنفسهم بعد ظهور العصابات اليهودية واستشعارهم الخطر، فكان الشخص بما تيسر له يعمل على شراء السلاح من سوريا أو من أشخاص آخرين حسب إمكاناته، فمن معه نقود يشتري بارودة ومن لا يملك إلا القليل يشتري فرداً.

تركنا العرب لوحدنا

وأضاف: "كان هناك كيبوتس يهودي اسمه مشمار هعيمك بين المنسي وحيفا، وقبيل النكبة بدأت الأحداث تتوالى من اعتداءات على القرى والبلدات في محيطنا، وكانت تتوارد إلينا أخبار المجازر في مناطق أخرى ومنها عمليات الإبادة لأهالي قريتي حواسة وبلد الشيخ والسعايدة قرب منطقة قير القريبة من الجلمة حيث قتل الرجال أمام زوجاتهم بشكل همجي".

"في تلك الأيام قدم إلينا من سوريا فوزي القواقجي ومن تشكيلات مسلحة ونصب المدافع على تلة في القرية يقع فيها منزلنا الذي كان نائيا عن باقي منازل المنسي" مستطرداً، "بدأ بقصف مشمار هعيمك من تلة المنسي واقتحمها وانتشر جنوده في المنطقة".

واستدرك: " لكن القواقجي سرعان ما انسحب بمدفعيته وعناصره من المنطقة أخر النهار وهرب إلى جنين وترك الأهالي مكشوفين للعصابات الصهيونية، التي هاجمت القرية، فما كان لنا من خيار سوى الخروج من المنسي بعد أن تركنا فجأة ونحن مدنيين عزل أمام هجوم العصابات الصهيونية".

تخبط بمواجهة القتل

أبو زيدان لا يفتئ يعلم أحفاده بشكل مستمر كيف تم تسليم الأرض للعصابات الصهيونية بمؤامرة شاركت فيها أطراف عربية مع الانتداب البريطاني وترك الناس ليواجهوا مصيرهم من قتل وترهيب وتشريد.

واستذكر أبو زيدان حالة التخبط التي عاشها الناس في تلك الفترة، حيث كانت تتوارد إليهم أخبار القتل والمجازر التي تمارس بحق إخوانهم، فيما هم يهاجمون في قراهم ويعمد الإعلام إلى تهويل المجازر لنشر الرعب في قلوب الناس الذين لا يجدون من يدافع عنهم وحين يصلون حاجزا، بعد هروبهم يقوم بإرجاعهم ولا يقومون بالدفاع عنهم.

وأضاف: "اقتحمت العصابات الصهيونية من (مشمار هعيمك) القرية وأول ما لقوه أخوين في بيت شعر في أول البلدة فقتلوهما، ثم قتلوا أبناء يعقوب الحمد، وبعدها عمدنا إلى الخروج من القرية وقت الهجوم وتوجهنا إلى مدينة جنين".

ويؤكد الحاج أبو زيدان لمراسلنا أن الاحتلال يلعب على عامل الزمن في قضية العودة، ويعمد إلى أن تطول المسافة بين حل قضية اللاجئين حتى لا يبقى أي شخص ممن عاصروا النكبة على قيد الحياة ويموت كل الجيل الذي يعرف البلاد.

وأضاف: "هم واهمون فنحن نعلم أبناءنا وأحفادنا كل تفاصيل الحياة قبل النكبة وما لهم وأرضهم وأين تقع منازلهم، ورسالتنا لهم دائما أن هذه الأرض لن تعود إلا بالقوة وهم يفهمون رسالتهم جيدا ويعلمون أنهم حتما سيعودون".