القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الخميس 28 تشرين الثاني 2024

تقارير إخبارية

اللاجئ الفلسطيني محمود أبو اللبن لن يتخلّى عن حلم العودة

اللاجئ الفلسطيني محمود أبو اللبن لن يتخلّى عن حلم العودة

الجمعة، 15 كانون الثاني، 2015

أمور كثيرة لا تفارق ذاكرة مَن هُجّروا من قراهم الفلسطينية قبل عام 1948. ما زال محمود أبو اللبن (95 عاماً)، يحلم بالعودة إلى الديار. لجأ منذ وقت طويل إلى مخيم الدهيشة للاجئين، شرقي مدينة بيت لحم (جنوب الضفة الغربية). آلمته رحلة اللجوء الطويلة. يقول إن العصابات الإسرائيلية هاجمت قريته، زكريا ( قضاء مدينة الخليل)، وطردت سكانها (نحو ٧٥٠ نسمة). لم يبق منهم سوى عدد قليل من الذين اختاروا النضال والتصدي لتلك المجموعات. كان واحداً منهم. اختار البقاء والقتال قبل أن يضطر إلى المغادرة بعدما أحكمت العصابات الصهيونية قبضتها على القرية.

كان قد تزوج قبل عام على النكبة. غادر القرية برفقة والدته وشقيقيه وزوجتيهما واثنين من أبنائهما. بدأت رحلة اللجوء في وادي الجرم. بقوا أياماً عدة في العراء قبل الانتقال إلى قرية بيت أولى، غربي الخليل، ثم حلحول، ثم سعير، شمالي المدينة. قيل لهم إنهم سيعودون بعد أسبوع، المهلة التي حددتها الجيوش العربية للعودة. الأسبوع طال كثيراً. اضطروا للانتقال إلى مدينة أريحا. مكثوا فيها نحو خمسة أشهر. بعدها جاءتهم شاحنات عربية تُبشرهم بالعودة. صعدوا إليها، آملين أن يرجعوا إلى حقولهم. وصلوا إلى محطة لم يتوقعوا أن تضيع سنوات عمرهم في أزقتها، وتلاشى الحلم على أعتاب خيمة مصنوعة من القماش في أرض سُمّيت "مخيم الدهيشة".

يقول أبو اللبن إن حياة المخيم بدأت بعدما أبلغهم سائقو الشاحنات أن بيت لحم هي المحطة الأخيرة، وأن لا عودة تلوح في الأفق. عاش في خيمة. أنهكه برد الشتاء وحر الصيف، حتى بدأت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا)، في بناء وحدات سكنية صغيرة في المخيم. بعدها تمكن وغيره من سكان المخيم من بناء وحدات سكنية يتوفر فيها الحد الأدنى من مقومات اللجوء.

يتابع سرد حكايته. يقول: "امتلكت مخبزاً لمدة عشر سنوات قبل عام 1967. بعدها فتحت دكاناً صغيراً لإعالة زوجتي وأبنائي الثمانية الذين أنجبتهم في زقاق المخيم. تزوجوا وأنجبوا، وصار لي 40 حفيداً". يستذكر حياته قبل النكبة. يقول إنه كان فلاحاً يحصد أرضه التي تبلغ مساحتها 85 دونماً. لا ينسى قطيع الماشية والأبقار. يفتقد لليالي السمر والأعراس والحياة الاجتماعية والترابط بين الناس. "لم تكن هناك طبقية". يختم حديثه لافتاً إلى أن العودة لا تفارق مخيلته لحظة واحدة، حتى بعدما صار في الخامسة والتسعين من عمره.

المصدر: العربي الجديد