"عيد
بأي حال عدت يا عيد"
اللاجئون الفلسطينيون
المهجرون من سوريا : " أي عيد وجرحنا ينزف"
عبد الرحمن عبد الحليم/
خاص لاجىء نت
يطل علينا عيد الفطر
السعيد كل عام حاملاً معه البهجة والسرور، فهو عيد ينتظره الكبير والصغير بفارغ من
الصبر، لكن العيد في هذا العام له وقع آخر على الاجئين الفلسطينين المهجرين من سوريا
الى مخيمات لبنان، حيث تغيب أجواء الفرح نتيجة ما الم بهم من معاناة بعد فرارهم من
نيران الحرب التي طالت مخيماتهم، وأوقعت آلاف الشهداء والجرحى إلى جانب خسائر مادية
فادحه،فكيف يستقبل اللاجىء الفلسطيني المهجر من سوريا عيد الفطر هذا العام؟؟؟
في منزل صغير مؤلف
من غرفتين يعيش محمود "بوادي" الذي فر من منزله في مخيم سبينة الى مخيم البداوي
شمالي لبنان ومعه ابنائه العشرة، محمود يروي لأسرة لاجىء نت أحوال عائلته المأساوية
خصوصا مع حلول العيد، فهو لم يستطيع شراء ملابس جديدة سوى لاثنتين من بناته نظراً لوضعه
المادي، فمنذ نزوحه الى لبنان قبل عام لم يجد أي عمل يؤمن له مدخول اسرته، لا سيما
وأن المساعدات الإغاثية التي تقدم للنازحين قليلة جداً ولا تفي بالحاجة.
يقول محود لنا"
أشعر بحزن شديد حينما أجد نفسي عاجزاً عن تأمين حاجات أبنائي، وكما تعلمون أن مناسبة
العيد تحتاج إلى أغراض كثيرة منها ملابس جديدة واكلات مميزة وانواع كثيرة من الحلوى،
لكن هذا العام لم أستطع توفير أي شيء، وهمي الأكبر تأمين مبلغ لتجديد الإقامة حيث مضى
على وجودي في لبنان عام كامل، وفي حال لم أدفع المستحقات القانونية للأمن العام سأضطر
الى العودة الى مخيم سبينة رغم أنه لا زال يشهد قصف عنيف".
ويضيف محمود
" في الحقيقة لا نشعر بأن هناك عيد، فالفرحة منقوصة، والمعاناة تتفاقم يوماً بعد
الأخر، قبل العيد كانت زوجتي تعد "المعمول" للزائرين، وأولادي اعتادوا على
هذه الأجواء كباقي الفلسطينين ليشعروا بفرحة العيد وبهجته، لكن هذه المرة هم يقولون لي لا نريد أن نفرح إلا في مخيمنا بسوريا
مع أبناء الجيران".
إذا هي حالة واحدة
رصدتها أسرة لاجىء نت، لكنها تعبر عن معاناة آلاف العائلات الفلسطينية النازحة في لبنان،
فمعظم من التقينا بهم أكدوا لنا وجود غصة في قلوبهم وحصرة بسبب عجزهم عن رسم البسمة
على شفاه أبنائهم، حيث قالت لنا أحدى الوالدات أنها اضطرت بيع أغراضها الخاصة من أجل
تأمين ملابس جديدة لطفلتها الوحيدة التي تفتقد والدها الذي ما زال في سوريا.
خلال جولتنا في شوارع
مخيم البداوي، وجدنا بسطات الحلوى تفتقر الى زبائنها، ومحلات الهدايا والثياب أيضا
ذات الشيء، ما يؤكد على أن أوضاع اللاجئين الفلسطينين في مخيمات لبنان بشكل عام يعيشون
أوضاعا انسانية صعبة، وما يزيد الطين بله أن مخيم البداوي الذي لا تزيد مساحته عن كيلو
متر مربع واحد يحتضن آلاف العائلات النازحة من مخيم نهر البارد إضافة الى النازحين
من سوريا.
وأمام هذا الواقع
المرير الذي يعيشة المهجرون الفلسطينيون من سوريا، لا بد على مؤسسات المجتمع المحلي
وفصائل المقاومة الفلسطينية والانروا أيضاً توفير كل ما يحتاجه هؤلاء النازحون خصوصا
مع حلول العيد، حيث كان يفترض على المعنيين تأمين مساعدات خاصة بتلك المناسبة،والوقوف
الى جانب جميع النازحين من أجل الحد من معاناتهم المتزايدة.