اللاجئون
الفلسطينيون في سورية، 2013 عام الخذلان والموت جوعاً
الأحد،
02 شباط، 2014
عام
الشهداء، عام التشرد والنكبة، عام الخذلان، عام الموت جوعاً، عام الحصار، أسماء
وصفات أطلقها اللاجئون الفلسطينيون في سورية على عام 2013، عام هو الأقسى بتاريخ
نكبتهم ولجوؤهم، حصد فيه الموت أرواح ما يقارب الألفي لاجئ فلسطيني بين جائع وغريق
وشهيد تحت التعذيب.
أحداث
مروعة عاشها فلسطينيو سورية في مختلف مخيماتهم من مخيم درعا جنوباً إلى النيرب
وحندرات في حلب شمالاً، فمخيم درعا في الجنوب السوري كان له نصيب كبير من القصف
والحصار، فلا يكاد أن يمر يوم دون أن يتعرض فيه المخيم لقصف أو اشتباك، مجازر عدّة
وقعت في المخيم كان من أفظعها يوم 21 ديسمبر حيث استشهد 16 لاجئاً بسبب القصف
الجوي الذي استهدف منازل المخيم.
أما
في دمشق، فقد عانى أهالي مخيم اليرموك من ويلات القصف والحصار، حيث استشهد العشرات
من أبناءه إثر أعمال القصف والقنص المتكررة، إضافة لكارثة إنسانية أصابت من تبقى
من الأهالي، حيث خضع المخيم لحصار مشدد فرض قبل حوالي الستة أشهر فتم منع إدخال
الغذاء والدواء بشكل كامل مما أدى إلى نفاد الأدوية والأغذية داخل المخيم، وبسبب
حالات الجفاف التي انتشرت بين الأهالي سجل استشهاد نحو ثلاثين مدنياً من أبناء
المخيم بسبب عدم توافر الغذاء لهم، نعم أبناء مخيم اليرموك يموتون جوعاً، في ظل
تقصير كبير من الجهات الرسمية الفلسطينية والتي لم تتفاعل مع الموضوع بالشكل
المفترض، إضافة لتقصير الجهات الدولية والإغاثية التي أعربت أكثر من مرة عن فشلها
في إدخال الغذاء إلى نحو عشرين ألف لاجئ يخضعون لحصار مشدد من قبل الجيش السوري
النظامي وبمشاركة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة وذلك بحجة وجود
مسلحين تابعين للمعارضة السورية داخل المخيم.
أما
المخيمات الفلسطينية في ريف دمشق ليست بأفضل بكثير، فقد شهد مخيمي السبينة
والحسينية في ريف دمشق اشتباكات عنيفة جداً بين المعارضة المسلحة والجيش النظامي،
مما أدى لاستشهاد العشرات من أبناء المخيم بسبب القصف والاشتباكات المتبادلة، حيث
انتهت تلك الاشتباكات بسيطرة الجيش النظامي عليها، لكن ومنذ سيطرته على تلك
المخيمات قبل حوالي الثلاثة أشهر لا يزال الأهالي ممنوعون من العودة إلى مخيمهم
دون إبداء الأسباب.
ولمخيم
خان الشيح قصة أخرى مع المعاناة حيث شهد المخيم حالات عديدة من قصف واشتباكات في
محيطه بالرغم من تأكيد الأهالي على أن مخيمهم خال من المسلحين، لكن وبسبب موقع
المخيم في الريف الدمشقي وتواجد عدد من المجموعات التابعة للمعارضة المسلحة في
المناطقة المحيطة به وضعت المخيم في حال لا يحسد عليه حيث تندلع اشتباكات شبه
يومية في تلك المناطق، إضافة لأعمال قصف كثيفة تستهدف المخيم، فيما تزداد معاناتهم
مع قيام حواجز الأمن السوري في المناطق المجاورة للمخيم بإغلاق الطريق في وجه
الأهالي وذلك بسبب الإشتباكات ، مما وضع المخيم بحالة من العزلة عن باقي المناطق.
أما
مخيمات خان دنون والسيدة زينب والوافدين ومخيم جرمانا في ريف دمشق فإنها تعاني من
أزمات معيشية خانقة خصوصاً مع نزوح عشرات العائلات من المخيمات الأخرى إليها مما
تسبب باقتظاظ سكاني كبير في تلك المخيمات التي تعاني أصلاً من مشكلات في البنية
التحتية، مما أدى إلى ارتفاع إيجارات المنازل وضعف في الخدمات.
وفي
الشمال السوري فالوضع يختلف باختلاف موقع المخيم وما يحيط به، حيث يعاني مخيمي
النيرب وحندارت في حلب من تابعات الصراع المسلح في سورية، فقد شهد مخيم حندرات
اشتباكات عنيفة بين الجيش النظامي ومجموعات من المعارضة المسلحة، والتي انتهت
بسيطرت مجموعات من المعارضة عليه، ويشار أنه خلال تلك الاشتباكات اضطر معظم سكان
المخيم إلى مغادرته حيث نزحوا إلى الأحياء والمدينة الجامعية المجاورة ولم يتمكن
معظمهم من العودة إلى مخيمهم حتى الآن، أما الوضع في مخيم النيرب فلا يزال متوتراً
وذلك بسبب قربه من مطار النيرب العسكري والذي لايزال تحت سيطرت الجيش النظامي،
فيما تفرض مجموعات من المعارضة المسلحة حصاراً على المخيم وذلك بسبب موقعه المجاور
للمطار العسكري وبحجة تواجد محسوبين على الجيش النظامي داخل المخيم.
بينما
مخيمي العائدين في حماة وحمص، ومخيم الرمل في اللاذقية فالوضع مستقر نسبياً حيث
تقتصر معاناة الأهالي من الأوضاع المعيشية وغلاء الأسعار، واقتظاظ السكان حيث
استقبلت تلك المخيمات المئات من العائلات الفلسطينية النازحة من باقي المخيمات
المحاصرة، إضافة إلى المعاناة من الحواجز المنتشرة على الطرقات الواصلة إلى المخيم.
"1869"
شهيداً فلسطيناً ارتقوا خلال الأحداث في سورية وذلك وفق الاحصائيات الموثقة
لمجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية بتاريخ 30-12-2013، توزعوا ما بين سورية
وخارجها، حيث قضى العشرات من اللاجئين الفلسطينيين السوريين غرقاً أثناء محاولتهم
الوصول إلى البلدن الأوروبية، ففي 17 سبتمبر قام خفر السواحل المصري بإطلاق النار
على مركب يقل لاجئين فلسطينيين سوريين كانوا يحاولون الوصول إلى الشواطئ الأوربية،
فقضى إثر ذلك كل من الشاب «عمر دلول»، والسيدة السيدة «فدوى طه»، كما تم اعتقال
جميع ركاب تلك المركب ووضعهم في السجون المصرية، كما شهدت المياه الإقليمة
الإيطالية والمالطية كارثة إنسانية حيث غرق أحد المراكب الذي يقل لاجئين فلسطينيين
وسوريين مطلع شهر أكتوبر 2013 تاركاً خلفه المئات من الضحايا الذين لايزال حوالي
نصفهم في قاع البحر.
ومن
جانب آخر تشير إحصائيات الأونروا على أن 270 ألف من أصل 540 ألف لاجئ فلسطيني قد
نزحوا داخل سورية، في حين نزح حوالي 80 ألف آخرين إلى خارج سورية، حيث توزع بحسب
الأونروا إلى 51 ألف لاجئ نزحوا إلى لبنان، و10687 لاجئ نزحوا إلى الأردن، ونحو 6000
لاجئ نزحوا إلى مصر، و1600 لاجئ نزحوا إلى تركيا وألف لاجئ نزحوا إلى غزة، هذا
وليس هناك إحصائيات موثقة لعدد اللاجئين الفلسطينيين السوريين الذين نزحوا إلى
أوروبا.
كارثة
إنسانية أصابت اللاجئين الفلسطينيين في سورية، في ظل تقصير دولي ورسمي فلسطيني
واضح حيث لم تتفاعل الجهات الدولية بما يرقى لمعاناة اللاجئين الفلسطينيين
السوريين داخل وخارج سورية هذا من جهة ومن جهة أخرى لم تبذل السلطة الفلسطينية
ومنظمة التحرير جهوداً تتناسب مع حجم الكارثة، حيث اقتصرت الجهود المبذولة على بعض
المساعدات الخجولة والوفود الرسمية التي زارت سورية دون أن تحقق نتائج ملموسة على
الأرض.
المصدر:
شبكة قدس الإخبارية