اللاجئون الفلسطينيون
وحقوق الانسان
.jpg)
الثلاثاء، 12
كانون الثاني، 2016
اللاجئون الفلسطينيون
في الدول المضيفة يعانون الكثير خاصة في لبنان، حيث انهم محرومون من عدة وظائف في الدولة
اللبنانية، كما ان المخيمات التي يعيشون فيها بانتظار العودة الى ديارهم لا تصلح للعيش
الادمي، فالقاء نظره على ما تفسره وسائل الاعلام من صور داخل مخيمات اللاجئين الفلسطينيين
في لبنان خاصة في مخيم عين الحلوة تؤكد هذه المعاناة التي لا توصف ولا يمكن ان يتحملها
البشر.
وقد جاءت الحرب
الداخلية في سوريا لتزيد من معاناة شعبنا اللاجيء هناك والذي كانت اوضاعه افضل بكثير
ان لم نقل الف مرة من اوضاع اهلنا اللاجئين في لبنان منذ عام ٤٨م.
فالذين بقوا داخل
المخيمات الفلسطينية في سوريا يعيشون في ظروف سيئة وغير انسانية نتيجة الحرب الدائرة
هناك منذ سنوات حيث الحصار، وانعدام الخدمات وبخاصة في مخيم اليرموك الذي لا تزال عصابات
"داعش" تسيطر على جزء كبير منه، وتمنع المواطنين من الخروج منه او الدخول
اليه. في حين استشهد العديد منهم ومن بقية ابناء المخيمات نتيجة هذه الحرب المدمرة.
اما الذين خرجوا
من هذه المخيمات طلبا للامان، حيث يعد خروجهم منها اللجوء الثاني بعد لجوء عام
١٩٤٨م فهم يعانون اشد المعاناه خاصة الذين لجؤا الى لبنان، حيث يقيمون في المخيمات
الفلسطينية هناك ولا تقدم لهم الخدمات المطلوبة لا من قبل الحكومة اللبنانية ولا من
قبل وكالة الغوث نظرا للعجز في ميزانيتها الامر الذي ادى لعودة العديد منهم الى المخيمات
الفلسطينية في سوريا حتى ولو ادى ذلك الى استشهادهم هناك.
اما الذين نزحوا
الى تركيا او الى الدول الغربية فان معاناتهم هي الاخرى لا توصف حيث يعيشون في مخيمات
تنقصهم الكثير من الخدمات. الى جانب تعرضهم للمخاطر حيث لقي الكثير منهم حتفهم اما
في البحر او على اليابسة جراء الغرق او المرض او سوء المعاملة من بعض الدول التي تستقبلهم.
والجزء الاخر الذي
لجأ الى قطاع غزة فانه هو الاخر يعيش في معاناه جراء الحصار الاسرائيلي الغاشم من جانب،
وجراء ما يعانيه الاهالي هناك بسبب الحروب العدوانية التي شنتها اسرائيلي على غزة وادت
الى وقوع آلاف الشهداء والجرحى الى جانب تدمير آلاف المنازل التي بقيت معظمها حتى الان
بدون اعادة بناء او ترميم بسبب الحصار وعرقلة اسرائيل لدخول المواد الاساسية اللازمة
لاعادة الاعمار.
ان هذه الاوضاع
التي يعيشها شعبنا في الشتات والذي يعاني منذ حوالي ٧٠ عاما من الظلم والقهر والعيش
في ظروف غير انسانية، تستدعي من القيادة الفلسطينية والمجتمع الدولي العمل بشتى الوسائل
والسبل من اجل ايجاد حل عادل له وفقا لقرارات الشرعية الدولية خاصة قرار ١٩٤ الخاص
بعودة اللاجئين الفلسطينيين الذين شردوا من ديارهم فلسطين بالقوة الى ديارهم والذي
مضى عليه هو الاخر دون تنفيد ما يقارب السبعين عاما.
كما ان الدول التي
تدعي حرصها على حقوق الانسان وتنتقد ممارسات هذه الدولة او تلك على انتهاكاتها لهذه
الحقوق، عليها واجب الدفاع عن حقوق الانسان الفلسطيني المشتت في بقاع العالم من خلال
الزام اسرائيل بتنفيذ قرار حق العودة، لكي تنتهي معاناتهم التي لا توصف.
المصدر: القدس دوت كوم